فضاء حر

حصاد الدم

يمنات

ايهاب القسطاوى

مع انقضاء العام الثالث على العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ، مازال الشعب اليمني يعاني ويلات الحرب القذرة التي حرقت الأخضر واليابس ، وقضت على كل مكتسبات ومقدرات الشعب اليمني بتآمر واضح من قوى إقليمية ودولية، بمشاركتها بشكل مباشر في العدوان السعودى الامريكى وأدواته القذرة بالمنطق وبقية الأنظمة العميلة المشاركة في العدوان خدمة للمشروع الإمبريالي الفاشي الأمريكي للهيمنة والسيطرة على مقدرات المنطقة وتدمير كل ما يصلح كنواة للإستقلال الوطني ، أمام مباركة دولية ، وصمت مخزي لكل شعوب العالم.

ان الجرائم التى تمت خلال الثلاثة اعوام المنقضية ، تعد بمثابة محك للضمير الانساني العالمي ، ووصمة عار على جبين الانسانيه ، ثلاثة اعوام من القصف الهمجى ، الذي لم يتوقف يوماً واحداً منذ الإعلان عن عمليات العدوان الهمجى في الثامن عشر من مارس 2015 م ، ارتكب خلالها العدوان مئات المجازر بحق ابناء الشعب اليمنى بدم بارد ، واستخدم فيها جميع انواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً لإبادة شعب اعزل بأكمله ،فى ظل وحشية مورست تحت ستار واقع دولي مزري ، ومجتمع دولي خيم الصمت بفعل المال السعودي الملوث بالبترول ، والذي عمد إلى شراء الذمم ، ما خلا بيانات الإدانة والإستنكار ، التى لم يتجاوز دورها حدود الإدانة والإستنكار والقلق ، والتى انفضح انصياعها لإرادة المال السعودي الملوث بالبترول عبر سحب أسم قتلة “ال سعود ” ، من القائمة السوداء لقتل الأطفال اليمنيين.

وقد حذرت المنظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليوم الثلاثاء، 27 مارس/ آذار، بأن 80 في المئة من الشعب اليمنى يعيشون تحت خط الفقر، والخدمات الأساسية تقترب من الانهيار،
وقد بلغ عدد الضحايا المدنيين من جراء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، 13.603 شهيداً بينهم 2.887 طفلًا، 2.027 امرأة، فيما بلغ عدد الشهداء من الرجال 8.689 رجلًا. وتخطى عدد الجرحى الـ 21.812، بينهم 2.722 طفلا، و2.233 امرأة، 16857 رجلًا،
فيما تجاوز عدد النازحين اثنين مليون وستمائة وخمسين ألفا، وبلغ عدد المنازل المدمرة والمتضررة جراء قصف العدوان بلغ 409.356، كما دمر العدوان 826 مسجدًا، وعدد المدارس والمعاهد التعليمية المتضررة 827 مدرسة ومعهدا، و118 منشأة جامعية، و30 منشأة إعلامية ، وفي جانب البنية التحتية والمنشآت الحكومية والخدمية المتضررة من قصف العدوان، استهدف العدوان 301 مستشفىً ومرفقًا صحيًا و1.684 منشأة حكومية و174 محطة ومولد كهرباء، و524 خزانًا وشبكة مياه، و387 شبكة ومحطة اتصالات، و106 منشآت رياضية ، وبلغ عدد المعالم الأثرية التي استهدفها العدوان 211 معلما، و255 منشأة سياحية، واستهدف العدوان 15 مطارًا، و14 ميناءً، و2144 طريقًا وجسرًا، واستهداف 3378 وسيلة نقل، و548 ناقلة غذاء، و251 ناقلة وقود.

أما عدد المنشآت التجارية المستهدفة بلغ 6.393 منشأة، و2.256 حقلًا زراعيًا، و593 سوقًا تجاريًا، و300 مصنع، و337 محطة وقود، و692 مخزن غذاء، و245 مزرعة دواجن ومواشي ، في حين توفي مئات الآلاف من اليمنيين نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض على اليمن وقصف المنشئات الصحية في البلاد.

وأكدت وزارة حقوق الإنسان في 29 آب/أغسطس الماضي أن عدد المدنيين الذين توفوا جراء العدوان والحصار بلغت 247 ألف مواطن نتيجة انعدام الأدوية وانتشار الأوبئة وسوء التغذية وأمراض الفشل الكلوي ،وفي 21 ديسمبر، وصل عدد المصابين بالكوليرا إلى مليون حالة شكل الأطفال قرابة ثلثهم، والوفيات تجاوز الـ 2200 حالة من بدء تفشي المرض في 27 أبريل من العام 2017، حسب منظمة الصحة العالمية، في حين يعاني أكثر من 80% من السكان من نقص الغذاء والوقود والمياه النظيفة والرعاية الصحية.

وبات وباء الكوليرا متفشيا الآن في 92% من إجمالي مساحة اليمن، ويعتبر هذا التفشي الأكبر على الإطلاق لوباء في عام واحد ، وقد حذرت منظمة اليونيسف من عودة الكوليرا مجددا إلى اليمن، لا سيما مع بدء موسم الأمطار في غضون أسابيع قليلة .

كما شهد اليمن هذا العام تزايدا سريعا في تفشي مرض الدفتريا في 18 من محافظات اليمن الاثنتين والعشرين ، والدفتريا مرض شديد العدوى وسط قدرات محدودة للمواجهة ، فاوغاد “ال سعود” لم يحملوا فقط الموت بواسطة القنابل والصواريخ وإنما زرعوا الأوبئة والأمراض والمجاعات ،هذا ما جناه شعب اليمن ، من حقد اوغاد “ال سعود” الذين جسدوا اداة الارهاب الأكثر قسوة ودموية في يد النظام العالمي للإمبريالية بزعامة امبراطورية الشر” أمريكا” ، والتى لم تتوانى لحظة للحفاظ عليهم ومنع سقوط عروشهم الوهنة ، بل ساندتهم بكل السبل ابتداء بالتمويل والتسليح وصولا الى مشاركتم فى سحق الشعب اليمنى وتشريده وتفتيته واقتلاعه من بيئاته المحلية التاريخية ، فلم يترك اوغاد “ال سعود ” ، أي شكل نتوقعه أو يفوق التوقع من أشكال الإرهاب والقتل الا وابتدعتوة واستخدموة ضد الشعب اليمنى .

وهذا ليس غريبا على نظام دموي مجرم ، كذلك ليس غريبا أن يحظى بهذه الحصانة الدولية من قبل قوى الهيمنة الامبريالية لما يؤديه من خدمات جلى لها ، ولكن الغرابة كل الغرابة أن يجد هذا النظام الدموى وحتى اليوم من يدافع عنه ويتطوع لنشر أكاذيبه المفضوحة ودعاويه التضليلية التافهة ،ان الشعب اليمني يدفع ثمن انتصار مشاريع الثورة المضادة في المنطقة ، وصراع أطراف كلها رجعية مجرمة على النفوذ والسلطة ، لتحرف مسار ثورات الشعوب عن العدالة الاجتماعية والحريات ، باتجاه حروب طائفية ومذهبية .

ووفق الأرقام الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة ومنظمات دولية اخرى ، دخل اليمن منذ العام 2017 رسميا في دوامة الجوع والمجاعة، وتشير التقديرات الأممية إلى أن نحو سبعة ملايين يمني يعانون للحصول على الغذاء، وأن 14 مليونا يشكون بشكل عام من انعدام الأمن الغذائي، وأن الأمر يتفاقم جراء استمرار العدوان والنزوح وانهيار القطاع الزراعي والنظام الصحي ، 19 مليون يمني من أصل 26 مليون غير قادرين على إطعام أنفسهم، وقرابة نصف مليون طفل يعانون من سوء تغذية حاد، وأكثر من 7 مليون نسمة بحاجة ماسة لمساعدات غذائية عاجلة، وفي كل 10 دقائق يموت طفل في اليمن بفعل الجوع، وتقدر الاحتياجات المالية لمعالجة مشكلة الجوع التي تركزت في محافظات الحديدة وتعز وصعدة وحجة ومأرب وحضرموت بـ 2.1 مليار دولار .

ثلاثة اعوام اصبح الانسان خلالهما في اليمن هدف يومي ومستمر للعدوان الإمبريالي السعودى الامريكى وأدواته القذرة بالمنطقة ، وكان إستهداف الأطفال في بيوتهم ، الذين لم يغتال الفقر والشقى والعناء والحرمان إبتسامتهم ، ولم ترعب قبضة يد العوز والحاجة قلوبهم الخضراء ، جرائم يومية أبطالها ملوك وأمراء الجاز ، قرروا إرسال هداياهم المميتة لهم ، أطفال فى عمر الزهور تبعثرت اشلاء البعض منهم وتحطمت جماجم البعض وشويت اجساد البعض بعد أن كان منهم من يتناول الطعام مع افراد أسرته ومنهم من كان يرضع من نهد أمه ، ومنهم من كان يتناول دواء لمرض مزمن ، ومنهم من كان يبتسم ويضحك من أعماق قلبه لتكون هي أخر ضحكه له في هذه الحياة.

ان ما تعرض له أطفال اليمن من مجازر وحرب إبادة من قبل اوغاد “ال سعود” ، يرتقى الى مرتبة جرائم فى حق الانسانية يعاقب عليها القانون الدولي ويحاكم مرتكبيها ، وان من نجا من الموت لاحقة المرض والتشرد ،
وكان الحصاد المر وفقا لما أعلنتة منظمة “أنقذوا الأطفال” الدولية، أمس الإثنين ، أن أكثر من 5 آلاف طفل يمني، قتلوا أو أصيبوا، بمعدل 5 أطفال كل يوم ، جراء العنف منذ مارس/ آذار 2015 ، علاوة على 1698 طفلا متضررا من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الطفل، منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2016 في جميع أنحاء اليمن ، ووجود مليون و900 ألف طفل خارج المدرسة، ما يؤدي لحرمانهم من التعليم ، أو الزواج المبكر ، بالاضافة إلى وجود 11 مليون و300 ألف طفل بحاجة للمساعدات الإنسانية في اليمن، من ضمن 22 مليون و200 ألف نسمة في حاجة للمساعدات.

وقد خلّفت هذه الحرب أوضاعًا إنسانية وصحية صعبة أدّت إلى إغلاق عدد كبير من المرافق الصحية في اليمن ،
بالإضافة إلى تفشي الأوبئة في أوساط الأطفال، إضافة لسوء التغذية، الذي يعاني منه أكثر من 400 ألف طفل، حسب تقديرات أممية سابقة ،ويبقي السؤال بعد ثلاثة اعوام من العدوان الهمجى على اليمن ، اكثر من 1800 مليار دولار كانت ثمن كلفه العدوان على اليمن ، الف يوم بالغارات الجويه ،لم تحقق اهدافها ،هل تحقق أمن انظمه الخليج بعد هذه الفتره بالعدوان؟
ماذا عن البنيه الاساسيه لليمن التي دمرت من العدوان؟

التحالف عقد اجتماعات و حلق طيرانه ودفع التكاليف و دمر البنيه الاساسيه و قتل واصيب الالاف من ابناء اليمن و لم يتوافر الامن للانظمه، متي يفهم مشايخ الجاز ان امنهم بحمايه شعوبهم و ليس بالعدوان ، و ان تحرير فلسطين كان لن ياخذ كل تلك الاموال الباهظة و لا الوقت لو اتحدوا و لو مره واحده علي تحرير فلسطين و ليس العدوان المباشر علي اليمن و لا الغير مباشر علي العراق سابقا و سوريا حاليا ، بعد ثلاثة اعوام من الحرب ، استطيع القول وفقًا للواقع أن صخرة تحالف العدوان السعودي الامريكي تحطمت امام صمود الشعب اليمنى ، ولم تنجح في تحقيق أهدافها المعلنة ، بعد ثلاثة اعوام من الحرب وقبل أن تجف دماء الشهداء المضيئة ، وتجمع أشلاؤهم الطاهرة ، ويواروا ثرى اليمن العظيم ، وقبل أن تجف دموع ذويهم وأصدقائهم وأحبتهم على فقدهم المفجع ، اقول لكم : اليمن ليست كعكة أيها الأوغاد الأذلاء المتآمرون كي تتقاسموها ، اليمن هِبَة الحضارة الإنسانية وجوهر عظمتها ورشيم استمرارها وبقائها ، وتلك الدماء التي سفكت ليست ماء لتغسلوا بها جريمتكم المروعة.

إنها دماء الأبطال المدافعين عن حرية وكرامة واستقلال الأوطان ، دماء الإنسانية التي امتزجت بحضارتها عبر العصور ، دماء الحق الذي سيلاحقكم حيثما كنتم ، وإلى أبد الآبدين حتى يقتص منكم ، خائن والف خائن من يساند ويسهل ويقف على الحياد ، ان التاريخ والشعوب لن ترحم المضللين والمتواطئين والمتخاذلين ، والنصر سوف يكون حليفا للشعب اليمنى.

المصدر: ديموس

زر الذهاب إلى الأعلى