إختيار المحررالعرض في الرئيسةتحليلات

ردود فعل غاضبة في الشارع الجنوبي تجاه المبعوث الأممي إلى اليمن .. لماذا هذا الغضب..؟ وما وراء عدم زيارة “غريفيث” إلى عدن

يمنات – خاص

أثار توجه المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، إلى جنيف، بعد زيارة استمرت أسبوع إلى العاصمة صنعاء، ردود أفعال غاضبة في المحافظات الجنوبية، بعد أن كانت أنباء قد تحدثت أنه سيزور عدن بعد انتهائه من زيارة صنعاء.

ردود الفعل الغاضبة جاءت من ناشطي المجلس الانتقالي الجنوبي، الذين اعتبروا عدم زيارة غريفيث لـ”عدن” بأنه تهميش للقضية الجنوبية، بعد الترتيبات التي اجريت في عدن بإيعاز من قيادات في المجلس الانتقالي لاستقبال غريفيث.

و كانت أنباء تداولها ناشطون من المجلس الانتقالي قبل زيارته إلى صنعاء بأنه سيزور عدن قبل التوجه إلى صنعاء، غير أن المروجين لتلك الأنباء عادوا ليقولوا بأن “غريفيث” سيزور عدن بعد صنعاء، لكن توجهه إلى جنيف وضع المروجين لتلبك الأنباء في وضع محرج بعد تحشيد الناس و الترتيب لتظاهرات مطالبة بالانفصال.

توجه غريفيث إلى جنيف قبل عدن، يؤكد ما قاله السفير البريطاني لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، أواخر الشهر الماضي، بأن الحوار سيكون بين أنصار الله و (الشرعية) كمرحلة أولى، و حل القضية الجنوبية سيأتي من خلال حوار بين اليمنيين أنفسهم بعد ايجاد مخرج للأزمة و الحرب.

مشكلة قيادة المجلس الانتقالي و ناشطيهم تتمثل في الضخ الاعلامي لتعبئة الشارع في المحافظات الجنوبية بالانفصال، و ايهام الشارع بأن هناك تعاطي مع الانفصال من قبل المجتمع الدولي، مع أن جل التصريحات للمسئولين الدوليين تؤكد على وحدة و سلامة الأراضي اليمني، و أخرها تصريحات المندوب الاماراتي لدى الأمم المتحدة، و التي أكد فيها بأن بلاده مع وحدة اليمن، مع أن الامارات هي من تقف خلف المجلس الانتقالي المتبني للانفصال.

قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تعلم بالتوجهات الدولية غير الداعمة للانفصال، غير أنها تخشى من قول ذلك للشارع الجنوبي، الذي تشعر أنه لن يتقبل ذلك، في ظل الضخ الاعلامي و التصريحات المستمرة لقيادة المجلس بوجود تعاطي مع انفصال الجنوب.

استثمرت قيادات المجلس الانتقالي و ناشطيه اللقاءات التي اجرتها بعض قيادات المجلس مع دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي و حصول المجل سعلى ترخيص لفتح مقر له في الولايات المتحدة الأمريكية، و روجت لذلك باعتباره خطوة في طريق الاعتراف بالانفصال، مع أن تلك اللقاءات و منح الترخيص تأتي في اطار المجلس الانتقالي يعد واحد من المكونات اليمنية في ظل الأزمة و الحرب التي تشهدها البلاد، و لا يعني التعاطي مع مطلب الانفصال، كون التعاطي مع هذا المطلب يعني سعي تلك البلدان لتقويض الجمهورية اليمنية، التي تعد عضو في الأمم المتحدة، و التي تمثل النظام العالمي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، و الذي تديره خمس دول، هي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.

المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى ليكون بديلا للحراك الجنوبي الذي تكون في العام 2007، أصبح قوة لا يستهان بها، و هو ما سيؤدي إلى التعاطي معه كمكون أو فصيل في اطار الأزمة الحالية التي تشهدها البلاد، و هذا التعاطي لا يعني أن القبول بفكرة الانفصال التي يحملها المجلس، لأن جميع الجهود حاليا منصبة باتجاه ايجاد مخرج سلمي للأزمة و الحرب، وفق “3” مرجعيات جميعها تسلم بوحدة اليمن.

قيادات المجلس الانتقالي يجب أن تكاشف الشارع الجنوبي بالحقيقة كما هي بدلا من تخديره بالوعود البعيدة عن الواقع، لا يجدوا أنفسهم ذات يوم أمام غضب الشارع. و ردود الفعل الغاضبة على عدم زيارة “غريفيث” إلى عدن من قبل ناشطي الحراك تأتي في اطار ما تم ضخه للشارع الجنوبي بناء على اللقاءات الأخيرة لقيادات من المجلس في أوروبا، و أن ذلك يندرج في تحقيق الحلم الجنوبي.

عدم وصول المبعوث الأممي إلى عدن قادما من صنعاء اصاب الشارع الجنوبي بصدمة، فلم يكن أمام ناشطي المجلس إلا التوجه لجلد المبعوث الأممي و تعبئة الشارع من جديد، للخروج من مأزق الضخ السابق.

“غريفيث” سيزور عدن في قادم الأيام كما صرح بذلك إلى جانب زيارته إلى المكلا، و هذا الزيارة لن تبحث في الانفصال لكنها ستبحث في التسوية المقبلة، لكن هل ستجرؤ قيادات الانتقالي التي سيلتقيها ضمن مكونات أخرى على مكاشفة الشارع بما دار بينهم و بين المبعوث الأممي..؟

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى