فضاء حر

تعز من عبق القلم إلى ثكنة الدم

يمنات

رند الأديمي

ذات نهار و في وسط تعز القديمة التف الناس حول بعضهم لمشاهدة الحدث الجلل..

حشدا كبيرا وهمس شديد وتمتمة غريبة

شيء ما “مقلق”، ورائحة مدوية

تقترب قليلا وقلبك على كفيك

و حتى تقف في المنتصف لتشاهد المنظر .. شيء لم تعرفه الحالمة منذ بزوغ فجرها على هذه الأرض..

شيء ما يعصف بتاريخ تعز ويضعها في امام مرحلة لا تحسد عليها..

جثث ملطخة بالدم ومقطعة ممثل بها  ومعلقة وايادي مقطعة وجثث عارية

من هؤلاء..؟

وما ذنبهم..؟

كان الجواب هو مصطلح واحد من احدى التكفيرين الذي كان يحمل سكينا ملطخ بالدم قائلا:

هؤلاء هم الحوفاش “الحويثة”

و كل من تسول له نفسه للوقوف معهم سيكون ذلك مصيره!!

ثم عليت اصوات التكبير والتهليل وبدأ ابناء تعز بتعلم مصطلح “الحوفاش”

فتوالت القصص ولم تنتهي حتى اليوم..

سيل من الدماء الجارف يبدأ من المركزي وينتهي إلى سائلة الهندي .. قصص لا يعرفها الا صاحبها و قصص يعرفها الجميع و يصمت..

جثث محروقة .. بيوت تتفجر .. سحل يجوب المدينة .. هنا “التنظيم” هنا “داعش”

لم تستثن “داعش” النساء و لا حرماتهن، ولكن كان هنالك العديد من النساء الفارات والهاربات والضحايا أيضا

الناجون من سكين داعش يتحدثون:

عبد العزيز الرميمة

مجزرة آل الرميمة لوحدها و ما حدث للأب و المعلم عبد العزيز شيء أخر..

عبد العزيز رجل سياسة ذو عقل وفكر وذو وجاهة عضوا في الحزب الاشتراكي، ولكنه ناهض وناضل ضد التكفيرين حتى قضوا على اولاده الخمسة..

يقول:

كنت في صنعاء وأنا أتابع التلفاز .. رأيت الدواعش يتفاخرون بتفجير منزل في حدنان  بمن فيه من نساء واطفال ورجال..

 تمعنت قليلا لأجد هذا المنزل منزلي وهذا التفجيري ابن حارتي .. كان هذا التفجيري يتغنى في موت أسرتي قائلا: فجرنا بيت العفاشي الحوثي عبد العزيز..

اطبقت الدنيا نكبتها على صدري ذلكم كانوا ابنائي كنت معلما لهم ورفيقا وأبا .. و أولادي كانوا أصدقائهم مالذي حدث..

و هل أنا محتل في قريتي وأرضي..؟

هل أنا من غزوت تعز وأنا في داري..؟

و “جليلة الرميمة” عجوزا عمياء قريبتي هشموا رأسها حتى فقدت حياتها فهل كانت محتلة غازية ومحاربة أيضا..

شيما الرميمة ابنه ١٨عاما كيف لهم أن يقتلوها وهي التي كانت تجهز فستان عرسها لتزف على ابن عمها وهل هي ايضا الإيرانية القادمة الى ارض تعز..؟

عباس البطل

وقف مدافعا عن أسر الرميمة فلما نفذت الذخيرة حملوه وتعهدوا ان لا يلمسوه حتى ربطوه وهو حي بعرض حمار وضربوا الحمار ليجري في القرية وهو عاري من الملابس ليتشطط جسده، و لكنه لم يصرخ ثم و بعد ان تعبوا من المنظر اطلقوا رصاصاتهم في جسد عباس وضحكوا كأنهم في نزهة..

سأتناول في كل جزء قصة من الناجين من سكاكين التكفيرين

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى