فضاء حر

في وزارة الصحة .. مبنى الـ “السي آي ايه”

يمنات

علي القاسمي

من انت ؟
فين عتسير ؟
ماتشتي ؟
من تشتي بالضبط ؟
في حد معين طلبك تقابله ؟
او انت طلبت حد يقابلك ؟
معك موعد مسبق ؟
هل نسقت مع احد ؟
فين عملك ؟
تبع من انت ؟
ومنين جيت ؟ ..

هذا جزء يسير من الأسئلة التي وجهت لي عند دخولي مبنى وزارة الصحة (اصحكم الله وعافاكم) شعرت وكأنني دخلت مبنى الـ “السي آي ايه” الأمريكي، ومثلها مرتين مع ضابط الأمن ” المهزّور ” الذي لو تأخر ثانيتين فقط عن التعريف بنفسه وصفته لكنت اخرجت من جيبي خمسون ريالاً (أفلاس) واعطيته إياها بشمالي حتى لا تعلم يميني، حيث كان يرتدي قميصاً كان في يوم من الأيام ابيض قبل ان يتحول بقدرة قادر الى اللون الطرشي الغامق، مع بنطلون سلحي داكن ابو خمسة وثلاثين عطفه، وشبشب ابو اصبع واحده للفردتين .

وبعد ان فلت بإعجوبة من ذلك الكائن اللزج صعدت الى ذلك المبنى الكبير ذو الطواريد الواسعة والطويلة جداً واخذت اتجول بين ادواره المتعدده وحجراته ومكاتبه الكبيرة والمترامية، وما شد إنتباهي هو ان عدد مكاتب الوكلاء اكثر بكثير من مكاتب الموظفين، وما شد إنتباهي اكثر أن الجميع صامتون واللغة المعتمدة داخل الوزارة هي لغة الإشارة عرفت ذلك من خلال سؤالي لأكثر من شخص، وخاصة مدراء وسكرتارية الوزير ووكلاءه العشرة (واربعة في اليد) فوصلت بحمد الله وسلامته الى مكتب معااااالي وكيل الخدمات والرعاية والترفيه والحدائق والملاهي فأنبهرت لمساحة مكتبه الشاسعة والتي تصل الى 8 لبن وربع عشاري على شارعين وجوله، تجاوزت بحمد الله وتوفيقه البوابة الأولى بعد التحقيق معي والتأكد من نتيجة الفيش والتشبيه، مررت الى ان وصلت الى البوابة الثانية والتي كانت اشبه ببوابة الفرقة الأولى مدرع سابقاً رأيت عدد كبير من الجنود والعساكر ببزات عسكرية متنوعة في مشهد جسد اروع صور اللحمة العسكرية (حرس ونجده ودفاع وامن عام وامن مركزي ومرور وإطفاء وشرطة راجله وكشافه ومرشدات ..) تجاوزت ايضاً تلك البوابة بعد ان تنكرت بزي عسكري تابع لقصر السلاح سابقاً فرن الكدم لاحقا، واذا برجل طويل المنكبين عريض المنكعين مفتوح الفتحات شنكول الحركات مشرئب الفلنكات مشلهم الأبعاع شلولخ يطل علينا من بعيد وإذا به سعادة مدير عام مكتب معاااااالي وكيل وزارة الصحة المُعظّم، يقال انه الدكتور علي الديلمي، قد يكون علي الديلمي فعلاً ، لكن ان يكون دكتور استبعد ذلك، إلا اذا كان بيطرياً فهذا وارد ..

فأقترب منا ونظر إلينا بنظرات تعالي وإحتقار واشمئزاز فتحدث مقززاً : من دخلكم لا هانا ؟
قلت : اشتي اقابل الوكيل
قال : معك موعد سابق
قلت : لا، معي تلفون لمس ?
قال مُبهرراً : ايش ؟
قلت : لا، لا يوجد موعد سابق ولكن ابلغه بأنني ارغب بمقابلته
فقال : خلاص اجلس هانا لوما اكلمه، رجع بعد اربع ساعات وربع ونظر الي وقال : انت ايش معك هانا يا اخ ؟
فما كان مني إلا ان ….

زر الذهاب إلى الأعلى