فضاء حر

اسرار السلطة الخفية !

يمنات

عبد الرقيب الانسي

الوطن البائس يخضع قسريا لسلطتين احدهما سلطة ظاهرة والاخرى سلطة باطنة.

السلطة الظاهرة بالرغم من غموضها المعشعش من حولها الا انه يمكن ادراك مظاهرها والوقوف على تحركاتها وممارساتها وطبيعة مهامها وصلاحياتها واختصاصاتها ، وتتجلى في القوى الامنية وقادة القطاعات والمشرفين الامنيين والعسكريين والمدنيين المختصين بادارة الشئون العامة لمؤسسات الدولة واجهزتها الرسمية .
 
اما السلطة الخفية التي تتحكم عن بعد في رسم وتخطيط كلما يرتبط او يتعلق بادارة سياسة البلد وموارده الاقتصادية والخدمية والتنموية فهي قوى خفية محاطة بالاسرار والغموض التام ، تقع خارج نطاق المرئي والمعلوم ، ولا تخضع من قريب او بعيد للحكومة او المجلس السياسي الاعلى او البرلمان بل كل اولئك يخضعون جميعا لسلطاتها الحديدية الصلبة بلا استثناء ، ولا يجرؤ اي منهم على مناقشة توصياتها او مقرراتها بل يستوجب عليهم التنفيذ فحسب بصرف النظر تماما عن مدى صحة صوابيتها من عدمه ..

هذه السلطة الخفية الغامضة..

لا احد يدري ماهي .. ومن تكون .. وكيف تتحكم بمقادير الوطن وقضاياه الحيوية والمصيرية من وراء حجاب ، وقد دفعني فضولي المعرفي اكثر مرة لمعرفة الاجابة على هذا السؤال الحائر المريب ، لكني لم افلح في ذلك من تلقاء نفسي ، الامر الذي دفعني الى طرحه على بعض من اثق فيهم من المهتمين والاساتذة ، لكنني فوجئت بهم جميعا يشاركونني نفس الاحساس والشعور بالحيرة ..

وعلى الرغم من التحفظ الشديد الذي ابدوه ازائي الا ان احدهم توجه الي بالسؤال الذي صعقني فعلا

– هل سمعت بتنظيم عقلاء اهل البيت .. قلت .. نعم ..
فتبسم في وجهي قائلا لي بصوت خافت لايكاد يسمع .. ابحث بنفسك في هذا النطاق ..
 
ختاما .. بصرف النظر عمن تكون تلك السلطة المتحكمة في شئون الوطن من وراء ستار ، الا ان اثارها الظاهرة والملموسة وممارساتها النازلة على رؤسنا كالمطرقة تدل بما لايدع مجالا للريبة والشك انها موجودة حاضرة
في اوساطنا وبين ظهرانينا .

اذ ليس معرفتها بالكنية او المسمى مفيدا لنا او ذي جدوى بقدر ان مقاومة اغراضها واهدافها ومراميها هو الاهم ويقع على راس كل اولويات العمل الوطني ..

زر الذهاب إلى الأعلى