فضاء حر

فصيل العبودية والولاء المطلق

يمنات

مصطفى المغربي

للأسف اليمنيون ماهرون بصناعة الأصنام البشرية ليس من قبيل الألتفاف حولها لبناء دولة بل من قبيل التباكي والنواح عليها بعد رحيلها.

الجنوبيون لطالما تباكوا على فتاح وعنتر ومصلح وشائع حتى جفت الدموع من أعينهم ، ثم تغنى البعض بالفار علي سالم ولو مات لأحالوه الى صنم واطلقوا عليه رجل السلام والوئام ، وكذلك سيفعلون لو غادر على ناصر محمد الى تحت التراب .

الشماليون أيضا خاصة الناصريون والاشتراكيون ضلوا يبكون وينوحون على أطلال الرئيس المغدور ابراهيم الحمدي وكأن أمهاتهم و نساء اليمن عجزن عن الاتيان بحمدي آخر فأفسدوا الجو السياسي اليمني منذ رحيله بحروب المناطق الوسطى وقدما والى اللحضة لازالوا يتاجرون بدم هذا الرجل حتى وصل بهم الأمر الى الشراكة مع اشد الاحزاب راديكالية السابق تكفيرهم من قبله واباحة دمائهم ثم الارتماء معه في حضن الرجعية والامبريالية كياسين السفير في بلاط الملكة الزابيث والمخلافي المتغني بجمال نظامي السلالية البغيضين آل سعود في الرياض ومشيح ال زايد في ابوظبي ..!!

وهاهم فصيل العبودية والولاء المطلق لصالح بعد رحيله يحيلونه الى صنم آخر وسيسيرون كما سار سابقيهم من أحزاب اليسار التي لازالت تندب حضها وتتباكى على أطلال حقبة الرئيس الحمدي ..!!
 
للأسف ساسة المكونات السياسية اليمنية لايستطيعون تجاوز خلافاتهم ويضلون متمسكين بماضيهم ويندبون حضهم عليه ليس حبآ فيه بل عشقآ للسلطة وللمصالح الأنانية والحزبية الضيقة ..!!

في الختام .. متى نعي نحن اليمنيون ان أوربا تجاوزت الحرب العالمية الثانية بكل قسوتها والمها بعد أن فقدت ستين مليون نسمة من سكانها بمافيهم نخبها بسببها بينما نحن ندمر الحاظر والمستقبل بإستحضارنا للماضي الغابر وإبقاءنا أنفسنا حبيسين وأسرى له للأبد .. !!؟؟ 

زر الذهاب إلى الأعلى