أخبار وتقارير

شركة النفط بعدن على حافة الانهيار

يمنات

إصلاح صالح

تشهد مدينة عدن إغلاقاً كاملاً لمحطات الوقود الحكومية، التابعة لشركة النفط في عدن، منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، تزامناً مع قرار الرئيس عبدربه منصور هادي، بتحرير المشتقات النفطية، حيث توقف نشاط الشركة بشكل تام، مكتفية بتحصيل ٣ ريالات فقط على كل ليتر وقود يقوم ببيعه تاجر النفط أحمد العيسي، عبر شركة مصافي عدن، وفق تسوية مؤقتة بين الأطراف الثلاثة.

وعلى أثر ذلك، شهدت عدن اليوم، احتجاجات حاشدة للمطالبة بخفض أسعار المشتقات النفطية، ردد فيها المحتجون هتافات تطالب بسرعة تدخل الجهات المختصة.

شلل تام

وتشهد شركة النفط اليمنية في عدن، شللاً تاماً في الأنشطة منذ ما يقارب الثلاثة أشهر، حيث أوقفت الشركة مناقصات استيراد المشتقات، وأغلقت محطات بيع الوقود التابعة لها في مختلف المديريات، كما شهدت تغييرات في الإدارة، قضت بتعيين انتصار العراشة، مديراً عاماً لشركة النفط اليمنية، فرع عدن، مطلع شهر مارس، ومنذ ذلك الحين، لم يتم الإعلان عن أي مناقصة لاستيراد المشتقات. 

تحرير المشتقات 

ورافق تعيين مدير جديد لشركة النفط اليمنية، فرع عدن، توجيهات حكومية بتحرير سوق المشتقات النفطية، والسماح لجميع الشركات والأفراد بعمليات الاستيراد والبيع في جميع الموانئ اليمنية. ويعنى بتحرير أسعار المشتقات النفطية، أن الأسعار ستخضع للسعر العالمي صعوداً وهبوطاً، وتتخلى الحكومة (هادي) بصورة كاملة عن دعم المشتقات النفطية، الأمر الذي انتقده اقتصاديون، بحيث ترتفع أسعار السلع التموينية والمواصلات وغيرها، تزامناً مع ارتفاع الوقود، وتهبط أيضاً للسبب ذاته.

تسعيرة جديدة

وأقرت شركة النفط اليمنية، فرع عدن، تسعيرة جديدة للمشتقات في المحطات الخاصة، فبلغت قيمة «دبة البنزين» حجم 20 ليتراً، سعر 5800 ريال، بينما السعر الرسمي في المحطات الحكومية 3700 ريال فقط. وتسببت أزمة الوقود الخانقة، التي تعيشها المدينة، بانتعاش السوق السوداء، حيث تواجدت كميات كبيرة تباع في شوارع المدينة بسعر يتجاوز الـ 8000 ريال لـ«الدبة» سعة 20 ليتراً.

ثورة وقود

وشهدت عدن تظاهرات عدة للمطالبة بخفض أسعار المشتقات النفطية، ورافضة لقرار الرئيس هادي بتحريرها، باعتبار المواطن هو المتضرّر الوحيد من هكذا قرار. وقال المتظاهرون إن ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، بات يؤثر على حياتهم بشكل مباشر، وليست هذه المرة الأولى التي تعاني فيها عدن من أزمة الوقود، حيث شهدت عمليات مماثلة مستمرة، في حين نتج عن أزمة الوقود إغلاق أبواب محطات البنزين أمام المركبات، ما تسبب في إثارة الهلع، وظهور سوق سوداء لبيع البنزين بأسعار مرتفعة عن الأسعار الرسمية.

شلل الكهرباء والمواصلات

كمت تسببت أزمة الوقود، في شلل شبه تام للحياة في «العاصمة المؤقتة»، حيث تصاعدت أزمة الانقطاعات الكهربائية الناتجة عن إيقاف تزويد محطات الكهرباء بالوقود، الأمر الذّي أدّى إلى انقطاع شبه تام للكهرباء، كما ارتفعت تكاليف النقل والمواصلات العامة بنحو الضعف، وسط صعوبة في وصول الطلاب إلى المدارس والجامعات، حيث سجّلت أسعار المواصلات ارتفاعاً ملحوظاً وصل إلى 50%، الأمر الذي أثار غضب عدد كبير من ذوي الدخل المحدود.

المصدر: العربي

زر الذهاب إلى الأعلى