العرض في الرئيسةتحليلات

هل اقتحم “هادي” عرين “الانتقالي الجنوبي”..؟

يمنات

أعلن يوم الامس الثلاثاء 30 إبريل 2018 م في العاصمة السعودية الرياض عن وعاء سياسي يمني  جديد تحت اسم “الائتلاف الوطني الجنوبي”  يضم شخصيات من عدد (12)  من المكونات السياسية و المجتمعية اليمنية الجنوبية. (الغاية نيوز)..

يأتي الاعلان هذا الائتلاف ليمثل وعاء سياسي يحمل صفة “الجنوبي” في فترة خاصة تمر بها محافظات اليمن الجنوبية تتسم بالتأهب من قبل الاطراف المتصارعة على السلطة فيها – “الحراك الانتقالي الجنوبي”، سلطة طرف “الشرعية” – ، و ليكون خروج هذا الائتلاف الى النور مؤشرا على أن الصراع سيكون اكثر احتداما خلال الفترة القادمة.

الاعلان عن الائتلاف من العاصمة السعودية “الرياض” و ضمه ممثلين من مكونات سياسية ومجتمعية محسوبة ضمن طرف “الشرعية” يعني ان هذا الائتلاف هو الوعاء السياسي الذي سيمثل “السعودية” بمقابل “الحراك الانتقالي” الذي يمثل “الامارات” في محافظات الجنوب، و لعل هذا الامر – التمثيل الجنوبي المقابل لـ”الانتقالي” – هو المراد من وراء الاعلان عن هذا الائتلاف.

يضم هذا الائتلاف شخصيات منضوية في احزاب سياسية و مجتمعية رسمية ومحسوبة في الساحة السياسية “اليمنية” و من الشخصيات التي انحازت الى طرف “الشرعية” داخل هذه المكونات، وبالتالي فليس الهدف من تجمعها تحت هذا الائتلاف الاضافة الى الساحة السياسية “اليمنية” وانما الاضافة للساحة السياسية “الجنوبية”.

جنوبيا يحضر “الحراك الانتقالي الجنوبي” كأحد المكونات الفاعلة التي تحاول احتكار (التمثيل الجنوبي) و بجوارها مكونات حراكية جنوبية عدة لا تنسجم معه و لكنها تلتقي معه في حمل “القضية الجنوبية” وفق تصور مستقل عن “دولة الوحدة اليمنية” وكل مكونات الحراك الجنوبي لا تحمل صفة المكونات السياسية الرسمية و الحاضر منها حاليا في مواجهة طرف “الشرعية” هو “الحراك الانتقالي” وضمن معادلة سياسية هي مكون داعي للانفصال هو “الحراك الانتقالي” مقابل طرف يمثل دولة الوحدة اليمنية هو طرف “الشرعية”.

لأول مرة في تاريخ العمل الاممي في الملف اليمني يتم التعامل مع اطراف جنوبية داعية للانفصال بشكل مباشر من خلال اللقاء الذي جمعها بالمبعوث الاممي “غريفيث” في العاصمة الاماراتية “أبو ظبي”، و بالتالي بدء الحضور لهذه الاطراف في صورة “القضية الجنوبية” في معادلة العملية السياسية في الملف اليمني وبحكم الحضور الاكبر لـ”الحراك الانتقالي” بين الاطراف التي التقت “غريفيث” كان “الحراك الانتقالي” قد اقترب من ان يحمل صفة “التمثيل الجنوبي” أو على الاقل الهيمنة عليها لاعتبار عدم المشاركة الفاعلة لفصائل الحراك الجنوبي الاخرى في الحاضرين باسم الجنوب في لقاء “غريفيث” من جهة ولعدم وجود مكون سياسي جنوبي واسع غير “الانتقالي” من جهة اخرى.

كان حديث السفير الامريكي من القاهرة بانه ما من طرف يمكنه احتكار تمثيل الجنوب و كذلك تراجع “غريفيث” عن اللقاء بالأطراف الجنوبية في “عدن” و “المكلا” رسالة لـ”الحراك الانتقالي” بأنه لن يتعامل معه كممثل للجنوب، لكن الواقع كان في صالح “الانتقالي” كونه الحاضر الجنوبي الاكبر ما يجعل موقفه عاملا قويا في اي مباحثات سياسية تتم تجاه “القضية الجنوبية” ابتداء من لقاء “غريفيث” و ما سيلحق.

كون الائتلاف يجمع شخصيات من المكونات سياسية ومجتمعية رسمية سيحمل “القضية الجنوبية” وفقا لما تم الاتفاق عليه في “مؤتمر الحوار الوطني” أي حد الاقاليم  وهو ما صرح به ايضا في بيان اعلان تأسيسه، وهذا الامر يعني ان صورة “القضية الجنوبية” التي يحملها هذا الائتلاف هي المرسومة و المنتهية في “مؤتمر الحوار” و التي لم تعد محل نقاش “يمني” ولكنها لم تقم – رسميا – محل نقاش “جنوبي” ومن هنا يأتي التأثير على ” القضية الجنوبية” بدخول هذا الائتلاف على “الساحة الجنوبية”.

اعلان الائتلاف يمثل ضربة قوية لـ”الحراك الانتقالي” بالفعل وسيفقده ميزة الواقع كأكبر الحاضرين الجنوبيين في “الساحة السياسية”، بل في حال التمكن السياسي للائتلاف سيكون طرفا سياسيا اكثر حظوة في تمثيل الجنوب من “الحراك الانتقالي”، و سيترتب على اعلان هذا الائتلاف وضع “القضية الجنوبية” لأول مرة محل نقاش (جنوبي – جنوبي) وسيكون موقفه – الائتلاف قويا للغاية لأسباب عدة منها أولا انه بنبثق عن عدد من المكونات السياسية و المجتمعية التي تحمل صفة الرسمية وكذلك ان عدد المكونات التي ينبثق عنها عددها كبير من المكونات السياسية أضف الى ذلك انه سيمثل الاطار الذي  تطل عبره الشخصيات الجنوبية المحسوبة على دولة الوحدة كصاحبة موقف تجاه “القضية الجنوبية” و ليس فقط تجاه ” قضية الحل السياسي للملف اليمني” وهذا غير قيام مكون جنوبي منافس “للحراك الجنوبي” ويحد بقوة من اكتساحه – الانتقالي – للصفة الجنوبية وهو امر ينعكس على حضور “الانتقالي” في المعادلة السياسية التفاوضية للملف اليمني، وهذا غير ان ولادة هذا الائتلاف لا تتصادم مع القانون كما هو حال “الحراك الانتقالي”.

ضربة قوية وجهها هادي لـ”الانتقالي” و هجم عليه الى داخل “عرينه” و سيفت بهذه الضربة “عضد الانتقالي” سياسيا على الاقل، وبطبيعة الحال كون “الانتقالي” يمثل عنوان الهيمنة الاماراتية في محافظات الجنوب سيكون لهذه الضربة اثرها في سجالات الهيمنة “السعودية – الاماراتية” – سنترك الحديث فيها لقراءة خاصة بها.

المصدر: الغاية نيوز

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى