أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسةتحليلات

هل أدخلت “سقطرى” الصراع بين حكومة هادي والامارات إلى مرحلة التواجه المؤسساتي..؟

يمنات

صدر مساء الاحد 6 مايو 2018 بيان عن وزارة الخارجية الاماراتية كرد على البيان الذي اصدرته حكومة “ابن دغر” مساء امس بشأن الصراع  الذي تشهده جزيرة سقطرى بالتزامن مع زيارة “ابن دغر” لها. ( الغاية نيوز )

اصدرت حكومة ” بن دغر ” بيانا رسميا مساء الامس عن الاحداث التي تشهدها جزيرة سقطرى وطرحت فيه بشكل مباشر ورسمي بالطبع ان هناك خلاف بين طرف “الشرعية” وبين الامارات، وهو اول طرح رسمي ومباشر وبكامل الصراحة يصدر عن هذا الطرف رغم السجال الطويل بينهما ورغم وصول هذا السجال للمواجهات المسلحة واجبار “ابن دغر” وحكومته على المغادرة. صدور هذا البيان هذه المرة يعطي مؤشر ان الايعاز السعودي او حتى عدم المنع من اخراج الخلاف الى العلن بصورة رسمية قد انتهاء وبالطبع لم يأتي هذا الاعلان الا بعد فشل اللجنة السعودية ومغادرتها للجزيرة خائبة.

رغم عدم الحدة في صياغة بيان حكومة “ابن دغر” وتعمده اخراج الخلاف بأكبر قدر من السلاسة و تقديمه كدعوة للتدخل للحل بينها وبين الامارات بل و انكاره السجالات السابقة فيما يتعلق بجزيرة سقطرى وتصويره لوجودها قبل هذه الحادثة –  الذي وصفه بالمدني –  كوضع طبيعي رغم ما اعتراه من خلافات طوال الفترة الماضية واحتساب الخلاف مع الامارات في الجزيرة قد بدء منها الا انه كان واضحا جدا فيما يتعلق بتوصيف طبيعة الخلاف وانه “حول السيادة الوطنية ومن له الحق في ممارستها”.

صدور بيان حكومة “ابن دغر” بصورة رسمية بطبيعته لابد ان يثير القضية لدى اطراف عدة واثارته سيمثل مدخلا مناسبا لتوجيه لكمات للإمارات من قبل خصومها وأولهم قطر بالاستفادة من هذا البيان وقد تثيره وتدعم اثارته اعلاميا و منظماتيا و دوليا ما استطاعت، كما ان خروج هذا البيان الذي قلنا انه مؤشر على موافقة سعودية بالحديث رسميا عن الخلاف بين الطرفين يفتح باب خطيرا بالنسبة للإمارات التي قد تجد نفسها في ورطة حقيقية في حال تم الدفع السعودي لطرف “الشرعية” – من تحت الطاولة – لإثارة الامر بشكل رسمي لدى الامم المتحدة او اتخاذ قرار بطلب انهاء دور الامارات في “التحالف السعودي” خصوصا وانه كان من المخطط اجتماع هادي بمستشاريه في تلويح بخطوه ستتبع خطوة البيان وكما مرة الخطوة الاولى – البيان – فان احتمال خطوة يسفر عنها الاجتماع قائمة فبما ان السعودية قد سمحت بمرور البيان فما من مانع ان تسمح بغيره ضمن صراعها من تحت الطاولة مع الامارات.

يبدوا ان الامارات استشعرت الخطر الكامن وراء صدور بيان حكومة “ابن دغر” ولذلك سارعت بإصدار بيان بمقابله تبدي فيه استغرابها من بيان حكومة “ابن دغر” ومؤكدة ان ليس لها اطماع في اليمن وانها ملتزمة بأداء دورها في اعادة الشرعية و مقاتلة “الحوثيين” وبعيدا عن تقييم مضمونه الا انه يمكن القول ان الامارات استشعرت خطورة ما قد يترتب على بيان حكومة “ابن دغر” الذي تعمد ان يجعل من الاحداث الاخيرة في سقطرى مدخلا لإثارة الصراع على السلطة في محافظات الجنوب ككل ولهذا حاولت ان توقف اي تداعيات له بإصدار بيان بهذه اللغة التي لم تتحدث بها الامارات من قبل تجاه الصراع و السجالات بين الطرفين طوال الفترة الماضية، كما ان البيان الاماراتي يمثل خطوة رسمية قابلت خطوة  حكومة “ابن دغر” الرسمية، وكما كان بيان حكومة “ابن دغر” هو الاول بهذا المباشرة ومن هذا المستوى فان رد الامارات عليه الليلة هو ايضا الاول الذي يتعرض ببيان رسمي من وزارة الخارجية الاماراتية للخلاف وان عمل على انكار وقائعه.

كل المؤشرات على الواقع تقول ان الصراع في المحافظات الجنوبية بين الطرفين سيتصاعد وصدور البيانين بحد ذاته هو صورة جديدة من السجالات جاوزت مرحلة التغريدات في وسائل التواصل الاجتماعي المتبادلة بين معنيين في الطرفين وجاوزت التصريحات الاعلامية الفردية و غير المؤسساتية و دخلت مرحلة التواجه المؤسساتي بين الطرفين وان ظهر المراوغة في كلا البيانين الا ان الواقع مختلف ومحتدم و سيشهد المزيد خلال المرحلة القادمة وما يعزز ذلك مقابلة زيارات بن دغر في سقطرى بزيارة قيادات اماراتية لوحدات حكومية وامنية في عدن اليوم كرسالة تحدٍ اماراتية.

المصدر: الغاية نيوز

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى