العرض في الرئيسةتحليلات

عقب موقفه الرافض لما تشهده ”سقطرى” .. هل سيكتسح ” باعوم ” الجنوب ؟

يمنات

ليس بالجديد ان يخرج الزعيم الحراكي ” حسن باعوم ” بموقف رافض لما تشهده محافظة ” سقطرى ” من احداث وسجالات بين الامارات وبين حكومة ” بن دغر ” فالرجل باعتباره من ابرز القيادات الحراكية الجنوبية له موقف منذ بداية الاحداث في المحافظات الجنوبية بعد تدخل ” التحالف السعودي ” في اليمن وموقفه معروف ومعلن بان الوجود الاماراتي والسعودي كذلك في محافظات اليمن الجنوبية هو وجود احتلالي .

الجديد فيما يتعلق بتصريحات ” باعوم ” الاخيرة هو الظروف التي تأتي فيها هذه التصريحات الحادة تجاه ما يحدث في ” سقطرى ” خاصة وما يحدث في محافظات الجنوب عامة و المقصود هنا هي الظروف السياسية المحيطة ” بالقضية الجنوبية ” في ظل بروز واضح لها و تشكّل جديد لوضعها في المعادلة السياسية اليمنية ككل .

ساعدت ملابسات المشهد الجنوبي ” الحراك الانتقالي ” الذي يترأسة ” الزبيدي ” خلال الفترة الماضية ليكون هو الحاضر الجنوبي الاول , فقد حظي بالرعاية و الدعم و الاستخدام ايضا من قبل الامارات طرف ” التحالف السعودي ” المهيمن في المحافظات الجنوبية بمقابل عدم اتاحة الفرصة للمكونات الجنوبية الاخرى لاختلاف مواقفها تجاه دور ” التحالف السعودي ” في المحافظات الجنوبية , كما كان – الحراك الانتقالي – قد تشكّل عسكريا منذ بداية ما يسمى ” عاصفة الحزم ” ما جعله الطرف الجنوبي المالك للقوة العسكرية و القادر على فرض نفسه كسلطة في تلك المحافظات , وكذلك الشعبية التي التفت حوله من فعاليات جنوبية غير قليلة , اظف الى ذلك خلو الساحة الجنوبية من منافس ” للحراك الانتقالي بنفس الثقل و بذات الصفة الجنوبية .

يرأس ” باعوم ” كيان جنوبي مقابل ” للحراك الانتقالي ” هو ” الحراك الثوري ” و من ناحية النشاط السياسي والنظالي يكون هذا الاخير الذي يرأسه ” باعوم ” هو صاحب الرصيد الاكبر و الاقدم والذي يضم قيادات جنوبية تناظل في طريق ” القظية الجنوبية ” منذ وقت مبكر و من قبل حتى ان تظهر الاسماء التي تتزعم ” الحراك الانتقالي ” كقيادات فاعلة في العمل ” للقظية الجنوبية ” , لكن لعبت الملابسات في المحافظات الجنوبية ضد القيادات الحراكية التقليدية فلم تقبل ان تنخرط في مسار ” الحراك الانتقالي ” المستند على ” التحالف العربي ” وتنال الدعم ولم تتمكن من مجاراة ” الانتقالي ” في ظل امكانات محدودة وظرف تحمس جنوبي كان دافعا باتجاه ” الانتقالي ” وغير متفهم لموقف القيادات التقليدية .

كانت الاحداث في الجنوب تعري ” الحراك الانتقالي ” و تكشفه كل يوم اكثر بانه غير مؤهل لحمل ” القظية الجنوبية ” و ان مثل حاملا مثاليا للاجندات الاماراتية وعلى حساب القظية الجنوبية وعلى وجه الخصوص موقفه من بعض المماراسات المنتهكة للسيادة التي تقوم بها الامارات في ظل لا موقف ” للحراك الانتقالي ” و كذلك الزج بابناء الجنوب في معارك بتجاه المحافظات الشمالية لم تقنع المزاج الجنوبي انها تصب او انها مطلوبة لقظيتهم الجنوبية وانما هي دفع للدم الجنوبي خدمة لحرب ” التحالف السعودي ” و دون وجود اي ضمانات ” للقظية الجنوبية ” , وبشكل عام كان لقضايا مثل تفعيل المصالح الجنوبية لصالح الجنوب و غياب الخدمات و البناء المناطقي للقوى الجنوبية و الشراكة الجنوبية كلها اثرت سلبا على حضور ” الحراك الانتقالي ” في الساحة الجنوبية .

كانت لحظة انفجار المواجهه العلنية بين ” الحراك الانتقالي ” وبين طرف ” الشرعية ” لحظة خاصة , فعندما اطاح ” هادي ” بالزبيدي من منصبه كمحافظ ” لعدن ” تمكنت هذه اللحظة ان تمس ” المشاعر الجنوبية ” ككل و تدفع باتجاه التفاف جنوبي واسع لكن ما حدث هو غير ذلك فقد تحولت هذه اللحظة الى لحظة كشف سافر لتوجهات قيادات ” الحراك الانتقالي ” تجاه الشراكة الجنوبية فقد عملت قيادات ” الانتقالي ” على التفرد ” بالقيادة ” و كذلك فرض المسار على الاخرين و هو مااضاع تلك اللحظة على ” القظية الجنوبية ” وكرست الانقسام الجنوبي بشكل اكبر من ذي قبل و ترتب على سجالاتها بدء التكتل للفعاليات الجنوبية في اوعية اوسع وولد بمقابل ” الحراك الانتقالي ” برأسة ” الزبيدي ” ما اسمي ” الحراك الثوري ” برأسة ” باعوم ” .

لم يتعلم ” الحراك الانتقالي ” من تجربته ولم يعمل على تصويب مسارة ويحدد توضع واضح تجاه ” القظية الجنوبية ” وخسر كثيرا من حضوره في الساحة الجنوبية واتاح ذلك الفرصة للاخرين لملئ الفراغ لحضور اوسع فيها , وتشهد الساحة الجنوبية حاليا تطورات في سياق ” التمثيل الجنوبي ” غير عادية .

المرحلة التي تمر بها ” القظية الجنوبية ” هي مرحلة خاصة فقد بدء تدوير دولاب ” القظية الجنوبية ” للحضور في المعادلة التفاوضية وبالتالي المعادلة السياسية اليمنية ككل و تبرز هنا مسألة ” التمثيل الجنوبي ” بشكل غير مسبوق , وكان ” الحراك الانتقالي ” لا يحظى بالصفة ” تمثيل الجنوب ” لكنه كان يحظى واقعا بصفة ” تمثيل القظية الجنوبية ” لكن ادائه ضرب هذه الصفة بقدر كبير من جهه كما ان اعلان ” الائتلاف الجنوبي ” مؤخر اوجد له منافس قوي على الساحة الجنوبية لم يكن موجودا من قبل ويحظى بمميزات سياسية لا تتوفر ” للحراك الانتقالي ” من جهة ثانية .

يمكن ” للائتلاف الجنوبي ” ان ينافس ” الحراك الانتقالي بقوة و يمكنه ان يقظي على فرصته لحمل صفة ” ممثل القظية الجنوبية ” تماما لكنه – الائتلاف – في ذات الوقت لايمكنه حمل صفة ” ممثل القظية الجنوبية ” بديلا عن ” الحراك الانتقالي ” , ومن هنا تأتي طبيعة وحجم الفرصة التي قامت ” للحراك الثوري ” برأسة ” باعوم ” , فسوء التجربة مع ” الحراك الانتقالي ” تصب في صالح ” الحراك الثوري ” وتزيد من ثقة ” الشارع الحراكي ” به وستكون الغالبية ممن خسرهم ” الانتقالي ” لصالح ” الثوري ” اكثر بكثير من صالح ” الائتلاف ” , كما ان محدودية فرصة ” الائتلاف ” في حمل صفة ” ممثل القظية الجنوبية ” يصب في صالح ” الثوري ” ليكون هو الحامل البديل لها في ظل اخفاقات ” الانتقالي ” , هذا غير ان الرصيد النظالي لقيادات ” الثوري ” يساعد في الحضور في الفعاليات السياسية و التفاوضية دون عناء بالغ وهو ما بدء بالفعل بالتقاء ” فادي باعوم ” بالمبعوث الاممي ” غريفث ” مؤخرا في العاصمة العمانية ” مسقط ” .

يمكن القول ان كل الملابسات و الظروف تصب في صالح ” الحراك الثوري ” و زعيمه ” حسن باعوم ” ليلعب دورا محوريا في الساحة الجنوبية بعد فتور ومحاربات طويله تعرض لها الفترة الماضية منذ دخول ” التحالف السعودي ” على الاحداث في اليمن عسكريا , والسؤال الان هو هل سيستوعب ” الحراك الثوري ” الفرصة وهل سيتصف بالتمكّن السياسي ليظفر بالفرصة و يكون عاملا في المعادلة الجنوبية و المعادلة اليمنية ككل ام سيكرر اخفاقات ” الحراك الانتقالي ” بشكل اخر و يكرس خيبة الشارع الحراكي و تضل ” القظية الجنوبية ” دون حامل مؤهل وهو حال يؤثر سلبا على الاستقرار في الساحة الجنوبية و الساحة اليمنية ككل .

المصدر: الغاية نيوز

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى