العرض في الرئيسةتحليلات

لماذا تنصلت ايران من قصف الكيان الصهيوني..؟

يمنات

بمجرد بدء الهجوم الصاروخي على الجولان المحتل حتى وجه الكيان الصهيوني التهمة مباشرة الى فيلق القدس الذي يقودة الجنرال الايراني قاسم سليماني ولازال الكيان الصهيوني و الجميع يتعامل مع الضربة انها ايرانية بما في ذلك المواقف الصادرة  عن الدول بصورة رسمية وبما في ذلك روسيا , كما كان الكيان قد وجه ضربتين لموقعين في سوريا يتواجد بها ايرانيون وعلى خلفية ذلك فتح باب الرد الايراني وقيام مسألة الضربة الايرانية للكيان , وايران هي من توعدت ايضا بانها سترد على الضربتين التي تلقتهما وقالت انها لن تتاخر , كما لم توجه المسئولية لغير ايران الا من نائب رئيس لجنة الامن القومي الايراني   ”  ابو الفضل بيغي ” الذي قال ان سوريا هي من وجهت الضربة للكيان ونفى مسئولية ايران عنها .

كانت الضربة ايرانية واضحة وبكل الملابسات وباجماع الجميع و مايعزز ذلك ان تحميل ” بيغي ” مسئوليتها لسوريا لا يقابله تصريح سوري يتبنى الضربة او يعلق على تصريح ” بيغي ” وبالتالي ليست المسألة هل ايران التي وجهت الضربة للكيان ام لا وانما هي لماذا انكرت ايران عبر مسئولها البرلماني انها من وجهت الضربة للكيان الصهيوني ؟ .

وجه الكيان الصهيوني ضربتين لايران في سوريا وفي كلا المرتين لم يتبنى رسميا المسئولية عنهما واعتمد على الاعلام وادراك المزاج العام لتحديد ان الضربتين صهيونيتين وبالتالى فعدم اعلان ايران المسئولية عن الضربة التي وجهتها للكيان تكون متوائمه مع سلوك الكيان فيما يتعلق بالتبني وايضا للمسألة هنا بعدها القانوني في ظل عدم تبني الكيان رسميا لضربتيه ويمكن فهم جزء من تصريح المسئول الايراني في هذين الاطارين , لكن ايران جاوزت في هذا الجانب بقدر ما فهي لم تقف عند عدم اعلان مسئوليتها رسميا كما يفعل الكيان مع ضرباته لها في سوريا وانما نفت ان تكون هي – ايران – من اطلق الصواريخ على الكيان الصهيوني .

حاجة ايران لتوجيه الضربة للكيان الصهيوني هي ذات بعدين الاول تصفية حساب اللكمات المفتوح بينهما منذ توجيه الكيان ضرباته لها في سوريا والاخر فرض معادلة جديدة تضمن لها اكبر قدر من الحماية لقواتها في سوريا فلو لم ترد فالضربات ستستمر في النيل منها , وهذين البعدين يتحققان بوقوع الضربة وفهم الكيان الرسالة وهو ما حدث بالفعل واعلنه الكيان ان من وجه له الضربة هي ايران وظاهر من خلال الملابسات اللاحقة بما فيها الترويج لانه تم ضرب كامل البنية التحتية للقوات الايرانية في سوريا و تصريح رئيس وزراء الكيان ” نتنياهو ” بان هذا حساب قد اغلق و ان كيانه لايسعى للتصعيد .

يبدوا ان ايران لم تكتفي بالحصول على حاجتها من الرد بضرب الكيان الصهيوني وانما ارادت ان تكسب اكثر من خلال مسألة اخرى – غير الضربة – وهي المسئولية عنها فاولا مكنت حليفها سوريا – الذي تمت الضربة بالتنسيق معه حتما – من فرصة اوفر للفوز برد على اللكمات التي تلقاها من الكيان الصهيوني لا كثر من مرة والحضور كطرف مستقل في ايجابيات هذه الضربة الجريئة , وثانيا اغلقت الباب على نفسها وعلى حلفائها بقدر كبير امام اي ضغوط قد تمارس على خلفية ضرب الكيان الصهيوني المدلل لدى الكثير والذي يتفانى الكثير في العمل واتخاذ المواقف بما يرضيه والنفي الايراني و عدم التبني الرسمي السوري لا يحدد ” الغريم ” الذي توجه له الضغوط , وثالثا وضعت احتمال اي ضربة قادمة قد يقدم عليها الكيان الصهيوني في محل الاعتداء الذي يضاف للاعتدائين السابقين وما في ذلك من تعزيز للموقف الايراني كطرف معتدى عليه وليس في محل الرد على الضربة التي استهدفت كيانه ما يضعف من صورتها كانتهاك , اما اخيرا فانها تركت الحساب من جهتها مفتوحا مع الكيان الصهيوني ولازالت – كما قال ” بيغي ” – تحتفظ بحقها في الرد على الضربتين التان استهدفتها في سوريا في الزمان والمكان المناسبين وهو ما يفرض حالة خوف مستمرة كانت ستنتهي ويعتبر الحساب مغلقا علنا لو لم تنفي ايران المسئولية عن الضربة .

ردت ايران على استهداف الكيان الصهيوني لها في سوريا وفرضت المعادلة التي تريدها وهي تعرف و الكيان الصهيوني يعرف و سوريا تعرف وهذا المهم بالنسبة لها , وفوق ذلك حققت مكاسب اضافية لها قيمتها في ظل طبيعة العلاقة العدائية والمترصدة بين الطرفين اوبالاصح بين الاطراف الثلاثة – ايران سوريا الكيان – ولم يفت ” بيغي ” ان يحرق على الكيان الصهيوني ترويجه بضرب كامل البنية التحتية للقوات الايرانية في سوريا بقوله ” ان ايران لا تمتلك قواعد خاصة في سورريا وان وجودها هو ضمن معسكرات مشتركة مع القوات السورية , وعبارته الاخيرة دليل قاطع بان هذا التصريح الذي ادلى به كان حديثا مصمما بعناية عندما قال ” ان الوجود الايراني في سوريا هو في صورة خبراء ومستشارين !! ” مع ان المعروف ان وجودها في سوريا بقوات مقاتله وليس فقط خبراء ومستشارين .

المصدر: الغاية نيوز

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى