العرض في الرئيسةتحليلات

من صفع الامارات في سقطرى ؟

يمنات

 انتهت لاحداث التي شهدتها جزيرة ” سقطرى ” بلطمة تلقتها الامارات من قبل طرف ” الشرعية ” وترى انها لطمة كبيرة لان قطر ليست ببعيد عن توجيه هذا اللطمة عبر اعلامها و تيارها المتمكن من التاثير على قرارات طرف ” الشرعية ” بل و ضربة ” اخوانية كاملة بعد دخول تركيا على الخط واصدار بيان ضد تصرفات الامارات في الجزيرة .

الامارات لاتتحدث عن موقف  طرف ” الشرعية ” اصلا وتعتبر ما تم هو عمل تيار ” الاخوان المسلمين ” فهم – حسب رايها – من عمل على تحريك الملف و من يقف وراء التصعيد فيه وصولا لرسالة سلطة هادي للامم المتحدة وبغض النظر عن تقييم وجهة النظر الاماراتية هذه الا ان هذا مااردته الامارات وما تحدث به اعلامها وما صدر على الفعاليات اليمنية المرتبطة بها في الداخل , وبالتالي فضربة سقطرى بالنسبة للامارات هي ضربة في السجال مع طرف ” الشرعية ” – و ان حاولت انكار وتجاهل ذلك – وضربة في اطار السجال في اطار الازمة الخليجية تلقتها من قطر و ضربة في اطار السجال مع ” الاخوان المسلمين ” , ولذلك فهي لطمة ثقيلة جدا بالنسبة لها .

لعل العامل الاول في تلقي الامارات هذه اللطمة في ” سقطرى ” هو غباء الامارات نفسها وتصرفها الفجّ هو الذي فتح عليها النار من كل مكان و فرض تحقيق تلك النيران لاهدافها , فالنزول بقوة عسكرية للجزيرة دون مبرر و وسيطرتها على المطار والميناء دون دواعي و تزامن كل ذلك مع زيارة ” بن دغر ” رئيس حكومة طرف ” الشرعية ” للجزيرة و الدخول في سجال مباشر معه و عدم تلافي غلطتها في بدايتها بالانسحاب الهادئ عبر لجنة الوساطة السعودية كل ذلك ترتب عليه هذه الخسارة الاماراتية المدوية .

ليس هذا كل ما يقف وراء خسارة الامارات للنتيجة في احداث ” سقطرى ” وانما هناك اطراف اخرى تشتكي من مشاغبات الامارات كسلطنة عمان و التي تتوجس شراء من الاداء الاماراتي في محافظات جنوب اليمن ككل و المهرة وسقطرى على وجه الخصوص , او تشتكي من سوء النوايا الاماراتية التي تبدت خلال السنوات الثلاث الماضية من خلال التوجه لعسكرة المناطق الجنوبية وفق اسس مناطقية و عدم تقديم ما يذكر في الجانب التنموي و تعمد تعطيل فرص محافظات الجنوب في تشغيل واستثمار مقدراته و فرصة الاقتصادية و استغلال قدر منها لصالح الامارات وليس لصالح محافظات الجنوب , وهذا جعل شريحة واسعة من المجتمعات المحلية تقف في وجه الامارات وترفع صوتها ضد انتهاكاتها في سقطرى .

تتبادل الامارات و السعودية اللكمات في المحافظات الجنوبية من تحت الطاولة و باستخدام مكونات يمنية و بتدخل مباشر احيانا يتم بهدوء ودون احتكاك مباشر , لكن كسر لجنة الوساطة السعودية وارجاعها خائبة ازعج السعودية لانه كسر علني ومباشر و وهو الثاني بعد الانقلاب على وساطة اللجنة السعودية في عدن عند المواجهات المسلحة بين الحراك و قوات حكومة ” بن دغر ” حيث القت الامارات بالاتفاق خلف ظهرها ولم يتم الا فرض رغبتها واخراج ” بن دغر ” من عدن والمحافظات الجنوبية , ولهذا حتى السعودية شريكها الرئيس في ” التحالف السعودي ” لعبت ضد الامارات و سمحت لطرف ” الشرعية ” بالتصعيد والشكوى للامم المتحدة .

طالما اعتمدت الولايات المتحدة على الامارات لتمرير اجندتها في الجنوب وفي سقطرى وهو احد عوامل نجاح الامارات في فرض السيطرة الهيمنة في الجنوب على حساب السعودية الا انها امام غباء وفجاجة التصرف الاماراتي كانت مضطرة لان تلعب هذه المرة في الضد , فما اقدمت عليه الامارات في سقطرى غير مغطى تماما وتصرف استلابي مكشوف فسقطرى جزيرة لا تشهد اي صراع يتطلب التوجه العسكري الحاد اليها ولا احتمال حتى لحصول شيئ من ذلك , كما انه تم بشكل مباشر ومكشوف ضد طرف ” الشرعية ” الذي يتغطى به الجميع في تدخلاتهم في اليمن , ورأت الولايات المتحدة ان تصرف الامارات هذه المرت سيسبب لها خسارة وليس مكسب ولم تجد فرصة لتسند الامارات ولو حتى بقدر يسير .

هاهي اللجنة السعودية تعود للجزيرة مرة ثانية وهذه المرة ليس للتفاهم و محاولة اقناع الامارات للعدول وانما لترتيب الخروج الاماراتي من الجزيرة بصورته العسكرية و كذلك سيتبعه خروجها من صورة المهيمن في الجزيرة التي احتفظت بها العامين الماضيين  وما قد يتبقى لها هو مظهر من مظاهر لن يتعدى مظاهر حفظ ماء الوجه لا اكثر , ويمكن القول ان النتيجة في سقطرى هي اثقل صفعة تتلقاها الامارات حتى الان في محافظات الجنوب وجاءات تبعا لحصيلة سلوكها على مدى الثلاث الاعوام الماضية هناك و غبائها السياسي منقطع النظير و هي صفعة تلقتها بأيادي جميع خصومها  , وبالطبع ستبحث لها عن اماكن اخرى للقصاص  .

المصدر: الغاية نيوز

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى