العرض في الرئيسةتحليلات

مالذي يفعله ترامب في الشرق الاوسط ؟

يمنات

قبل ان تنقل السفارة الامريكية لمدينة القدس ، كان خروج الاتفاق النووي الى النور خطوة مترتبة على مفهوم الامن القومي الامريكي الذي كانت تحمله ادارة الرئيس الامريكي السابق ” اوباما ” وهذا المفهوم ينضر لامن الكيان الصهيوني كأمن للحليف الاول للولايات المتحدة لكنه ليس جزء من امن الولايات المتحدة ، و تبعا لذلك كانت التحديات وسط اسيا بالنسبة للامن القومي الامريكي اكبر من التحديات له في منطقة الشرق الاوسط وخرج الاتفاق النووي حينها كنوع من التهدئة في المنطقة تمهيدا لتوجه امريكي اكبر لمنطقة وسط اسيا .

يحمل الرئيس الامريكي ” ترامب ” مزاجا متطرفا و تحمل ادارته اقصى مفاهيم الامن القومي تطرفا فيما يتعلق بأمن الكيان الصهيوني و في الوقت الذي كانت ادارات امريكية سابقة متطرفه وتعتبر امن الكيان الصهيوني جزء لا يتجزء من الامن القومي الامريكي الا ان ادارة ” ترامب ” هي الاكثر تطرفا بين كل الادارات الامريكية المتطرفة وتتصرف وفق مفهوم يقدم امن الكيان الصهيوني على ألامن القومي الامريكي و تقدم على خطوات في صالح الكيان الصهيوني على حساب المصالح الامريكية .

في ظل هذا المفهوم الاكثر تطرفا للامن القومي الامريكي الذي تحمله ادارة ” ترامب ” فعلت ادارته العكس تماما لما فعلته ادارة ” اوباما ” ، فسعت للتهدئة في وسط اسيا التي تواجه المصالح الامريكية فيها تحديا يفوق التحدي لمصالحها في الشرق الاوسط وذلك لتتوجه بشكل اكبر للمنطقة التي من يواجه التحديات الاكبر فيها هو الكيان الصهيوني وليس الولايات المتحدة .

يمكن القول ان الصهيونية هي الان من يدير الولايات المتحدة بشكل يفوق اي تمكّن سابق للصهيونية من الولايات المتحدة ، وهذا الامر ينعكس في القرارت المجازفة التي يتخذها ” ترامب ” لصالح الكيان الصهيوني  و التي تتعارض مع المصالح الامريكية والتي منها انسحابه من الاتفاق النووي و المصادقة على قرار الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ثم نقل السفارة الامريكية اليها وكلا القرارين منتهكين للقانون و للمواثيق و للمصالح الامريكية و ضاربان لصورة و لدور الولايات المتحدة في المنطقة بصفة عامه و القضية الفلسطينية بصفة خاصة  .

كان ” ترامب ” واضح المزاج انه سيسير في مسار تحقيق المصالح الصهيونية على حساب المصالح الامريكية ، فمن اول خطاب له كرئيس للولايات المتحدة – خطاب التنصيب – كان ابرز مافيه هو هجومه على المؤسسات الامريكية و التوعد بشن حرب عليها ، وبطبيعه الحال فان مؤسسات اي دولة هي المعنية بالتعبير عن مصالح الدولة و كان ملفتا ان يتحدث ” ترامب ” عن ان المؤسسات صادرة حق الشعب الامريكي وانه جاء لاعادة هذا الحق للشعب ، و هو امر يعني ان ” ترامب ” منذ بداية وصوله للبيت الابيض كان ينوي السير عكس المصالح الامريكية التي تعبر عنها مؤسسات الدولة و انه سيوظف حاجات الشعب الامريكي كسلاح في وجه المؤسسات التي ستكون عائق امام ماينويه من تحقيق مصالح الكيان الصهيوني على حساب المصالح الامريكية بتصوير الامر بالنسبة للداخل الامريكي انه الادرى بالمصالح الامريكية و ليس المؤسسات التي يفترض ان تكون شريكة في اتخاذ القرار .

هكذا بدء ” ترامب ” بضرب الداخل الامريكي لاخراج نواياه الصهيونية و من ثم توجه لاتخاذ قراراته التي لا يرضاها الا ادارته و الكيان الصهيوني الذي يعتبر نفسه وكيلا له ، و لحجم المجازفات التي يقدم عليها ” ترامب ” واثرها السلبي على الامن القومي الامريكي كان قد تخلص من غير المجازفين من ادارته واستبدلهم بشخصيات تحمل نفس مزاجه وهو ما تحدث عنه بشكل مباشر عند اختياره ل ” مومبيو ” وزيرا لخارجيته خلفا لوزير الخارجية السابق ” ماتيس ” ومع ان ماتيس من المتحمسين لامن الكيان الصهيوني الا انه ليس بمجازفات ” مومبيو ” .

يستوعب ” ترامب ” وادارته  ومن قبلهما الصهيونية ان المنطقة تمر بمرحلة خاصة ومناسبة و يجب ان تستغل لاقصى حد ممكن ، و مما يجب ان يذكر ان الصهيونية كانت قد لعبت اساسا بقدر كبير في ايصال المنطقة الى هذه الحالة الخاصة التي تشهد فيها دول المنطقة حروب وصراعات و ازمات و توجسات تضمن تمرير مشاريعهم الصهيونية دون ردود افعال تذكر بفدول المنطقة مشغولة بالتناحر و الصراع فيما بينها بشكل غير مسبوق و هذا هو خير ما يمنعها من انتاج مواقف ضد هذه الخطوات كانت تتوقع من قبل .

ليس نقل السفارة الامريكية و الانسحاب من الاتفاق النووي هما فقط ما سمح هذا الوضع الخاص المضطرب في المنطقة بتمريره ، فقد سبق خطوات اخرى من اتفاق تيران وصنافير ومن فتح الاجواء السعودية امام الطيران المدني الصهيوني و تدشين مشروع مدينة نيوم ، والقادم ايضا سيشهد غيرها من الخطوات التي تخدم الكيان الصهيوني و الكيان الصهيوني وحسب و لم يكن لها ان تمر لولا المرحلة الخاصة التي تمر بها المنطقة والتي يرون وجوب استغلالها لاقصى حد ممكن ونحن في عهد خروج الصهيونية بوجهها بسفور غير مسبوق ” وترامب ” ليس الا رجلها .

المصدر: الغاية نيوز

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى