العرض في الرئيسةتحليلات

هل ستطيح ايران بالدولار الامريكي ؟

يمنات

كانت ايران قد اتخذت قرار بوقف تعاملها بالدولار في تعاملاتها التجارية الخارجية منذ العام 2017 م ضمن مواجهة العقوبات بينها وبين الولايات المتحدة الامريكية وقبل انسحاب ” ترامب ” من الاتفاق النووي الايراني ولم يصدر اي تعليق تجاه ذلك من قبل اوروبا او غيرها ممن يستوردون النفط الايراني او يتعاملون مع ايران تجاريا واستثماريا ويأتي هذا التصريح الدبلوماسي الاوروبي كاول رد مقابل لقرار ايران وقف التعامل بالدولار .

من المعروف ان الدولار الامريكي غير مغطى بالذهب كما هو حال العملات الاخرى ويعتمد في تحديد قيمته والتعامل به عالميا على الهيمنة السياسية الامريكية التي تفرض عملتها للتعامل في بيع وشراء النفط , وهو اشبه بالسلعة التي تزيد قيمتها او تنخفض تبعا للطلب عليها و كلما قل الطلب كلما قلت هذه القيمة , وبالتالي فكلما خرج الدولار من التعاملات التجارية كلما تسبب ذلك في انخفاض قيمته وبالتبعية تضرر الاقتصاد الامريكي .

كانت خطوة ايران بوقف التعامل بالدولار خطوة قد تواجه صعوبة وخصوصا اوروبيا و مع ان ايران اعلنت انها ستستبدل الدولار باليورو الاوربي وليس بعملتها الوطنية الا ان ذلك لم يحفز اوروبا بما فيه الكفاية لتعاطي مع القرار الايراني , لكن جاءت خطوة ” ترامب ” المفردة بالانسحاب النووي لتصب في صالح ايران و تطرح تحول الاتحاد الاوربي مع القرار الايراني بشكل رسمي , فقد وضع قرار ” ترامب ” المجتمع الدولي و الاتحاد الاوربي بدرجة بوجه خاص امام خيار صعب اما ان تنجح في الحفاظ على استمرار الاتفاق النووي الايراني مع ايران بعد الانسحاب الامريكي او ان ينهار الاتفاق النووي ويرتفع التهديد للامن والسلم الدولين بقدر خطير , وكانت ايران واضحه امام قرار ” ترامب ” بانها ستخوض مفاوضات مع باقي شركاء الاتفاق لضمان المصالح الايرانية بعد انسحاب الولايات المتحدة وهذا يعني بحث ايران عن تعويض للقدر الذي فقدته بالانسحاب الامريكي من المصالح تبعا للاتفاق النووي , وهذا الامر خرج في احد صورة في صورة التحول اوربيا بشكل قرار الى شراء النفط من ايران باليورو وليس بالدولار .

ربما يرى البعض ان الخطوة محدودة تبعا لحجم مبيعات النفط الايراني للاتحاد الاوربي ولكن القرار الايراني هو متعلق بكل تعاملاتها التجارية النفطية وغير النفطية و لاوروبا ولغيرها وبالتالي فالامر له اثره على الدولار وان كان محدودا للغاية مقارنة بالاقتصاد الامريكي الضخم – وان كان مثقل بالديون – لكن الخطورة ليست في هذا الجانب بدرجة اولى وانما بقرار التحول للتعمل بغير الدولار  ذاته و من الاتحاد الاوربي بالذات هذه المرة معه .

الاقدام على خطوة مثل التحول عن الدولار ليست بالمسألة الهينة وتعجز عنها عدد من الدول رغم مشاكل تعانيها فيما يتعلق بالتعامل بعملاتها الوطنية وهو امر يفقد كثير من البلدان الواسعة التجارة وخصوصا النفطية منها فرص دعم عملاتها الوطنية ومع ذلك يصعب امام الهيمنة السياسية الامريكية ان تتحول من التعامل بالدولار لصالح عملاتها الوطنية او الى عملات اخرى ترى ايجابية التعامل بها بالنسبة لاقتصادياتها , وهذا الامر كان قد تسبب في تغيير ادرات سياسية من السلطة لمجرد التفكير او التصريح بالتحول عن الدولار .

تحت تاثير العقوبات بين الولايات المتحدة و الصين كانت الصين قد اعلنت تحولها في جزء من تعاملاتها الخارجية عن الدولار لصالح عملتها الوطنية وكان هذا الموقف سابق للقرار الايراني وكانه كان احد الاسباب التي شجعت ايران على اتخاذ قرارها بالتحول عن الدولار ولكن لصالح اليورو وليس لصالح عملتها الوطنية ولاسباب متعلقة بان العملة الايرانية ليست عملة دولية كما اصبح حال اليوان الصيني بعد نمو الصين اقتصاديا , وكان حديث ايران عند تحولها عن الدولار يبدوا موجها لما امكن من الدول بالمسايرة في ذات الخطوة التي قالت بانها بهدف مزيد من التعاون بين بلدان المنطقة، ومنها إيران وروسيا وأذربيجان , ومع انها كانت قد صرحت بانها تسعى لاقصاء الدولار بشكل صريح الا انها لم تكن تطمح لان يكون المسايرة من الاتحاد الاوربي فضلا عن من ارادت التاثير عليهم في منطقتها .

جاء قرار ” ترامب ” بالانسحاب من الاتفاق النووي ليقدم مسايرة الاتحاد الاوربي لايران في اقصاء الدولار على طبق من ذهب , و اتخاذ قرار من الاتحاد الاوربي بالتحول عن الدولار فيما يتعلق بتعاملاته النفطية مع ايران و بالطبع سيسري ذلك على مختلف التعاملات معها لطبيعة تلك التعاملات ومنفعتها لمصلحة الدول الاوربية المستثمرة مع او في ايران سييكون له اثار سلبية على الدولار اولا لحرمانه من الطلب المترتب على التعاملات بين الاتحاد الاوربي وايران وليس هذا الاخطر وانما الاخطر ان هكذا قرار سيكون مشجعا للعديد من الدول التي ترى مصلحتها في التحول او تحجيم التعامل بالدولار على الاقدام على ذات الخطوة وخصوصا وقد بات القرار الان من مكونين غير عاديين كالصين والاتحاد الاوربي وقد يحذوه باقي خصوم الولايات المتحدة ما يكسر الهيمنة الاقتصادية بالدولار ويجر دول تعد الان حليفة للولايات المتحدة كون هذا التحالف ياتي على حساب مصالحها في دعم عملتها او في تنويع محافظها المالية .

الامر لايقف هنا فحجم هذا التحول اذا ما نجح خصوم الولايات المتحدة من جعله نسبي في تراجع التعامل بالدولار قد يدفع اطراف مالية يمكن احتسابها معنية بوضع الدولار ومهتمة بالتفوق الامريكي لاسباب سياسية وعقائدية لان تفكر هي  في ان تطيح بالدولار قبل ان يطيح به خصومها , فكثير من الدول التي قد تتوجه للتحول عن الدولار لازالت تواجه عائقا هو ان الاطاحة بالدولار سيسبب اضرارا كبيره لها وليس للولايات المتحدة وحسب , فكثير من هذه الدول تحتفط بارقام كبيرة من احتياطياتها بالدولار والاطاحة بسعر الدولار سيطيح بقيمة احتياطياتها هي ايضا و بالتالي فهي لا تستطيع حاليا ان تتحول عن الدولار الا بقدر محدود ,  لكن هذه الدول اذا ما قررات ان تمضي للاخير في المواجهه مع الولايات المتحدة بالتحول عن الدولار فسيلزمها سنوات لتحويل احتياطياتها من الدولار الى صور اخرى من ذهب او عملات دولية مغطاة او استثمارات اصول واذا ما تم ذلك فسيمكن لها ضرب الدولار ضربة قاتلة لا تتاثر هي بها  , وهذا الامر لن ينتظره المعنيون بالدولار وبتفوق الولايات المتحدة واذا مااستشعروا خطر على الدولار تبعا لبدء التحول عنه فقد يذهبوا هم لضرب قيمته باسلوب او باخر لكي تتوزع الخسارة على الجميع و لا تتحملها الولايات المتحدة وحدها . فهل ستتسبب ايران في الاطاحة بالدولار الامريكي ؟! من يدري !!.

المصدر: الغاية نيوز

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى