فضاء حر

عدن شهادة اخرى للموت الغريب..

يمنات

وضاح اليمن الحريري

تتوالى حوادث الإنفلات الأمني في عدن العاصمة المؤقتة لليمنيين وتزداد غرابة وريبة حدوث الجرائم فيها، لتبرز اهمها في محور القتل والإغتيالات، لتفاجئنا ليل البارحة بحادثة اقتحام شقة الدكتورة نجاة عميد كلية العلوم في جامعة عدن لتصفيها هي وإبنها وحفيدتها وتصيب زوجته وإبنه.

هذا القتل المجاني المفرط في استهداف ضحاياه بطرق بعضها مستحدث مثل اقتحام المنازل والبيوت وقتل الناس فيها، ليقول الجمهور إن القاتل (محبب) اي يتناول الحبوب المخدرة، النكتة السخيفة ان الحبوب صارت اول خطوات الاعتداء الآثم على حياة البشر، بينما لا يتحدث احد عن انتشار السلاح، ولا ينطق نفس احد ان الضمير الإنساني كل يوم يموت في عدن في ظل احتدام صراعات عنيفة يبدو إنها تناحرية، على مستوى السياسة مرورا بمستويات الإجتماع والأخلاق والعلاقات الإنسانية الطبيعية، ليختل التوازن في كل شئ، ويسقط المجتمع ويغرق في وحل الجريمة المنظمة او غير المنظمة، في ظل تعبئة نفسية عالية الحدة مشبعة بالكراهية والحقد على كل شئ وبالخوف من كل شئ.

يتزامن مع هذه الكراهية انعدام شديد بالثقة والأمان تجاه الذات وتجاه الآخر، مترافقا مع توفر السلاح المتنوع في وصفه وسهولة الحصول عليه، متواكبا مع تفشي المخدرات وسوء الظروف المعيشية، إذن فالأمور تنهار بشدة مع كل يوم في العاصمة المؤقتة لليمنيين عدن، ليته يكون غضبا إلهيا نبرر فيه كثرت خطايانا، لكنه للأسف الشديد هو من صناعة أنفسنا وبأيدينا، حين يصبح الباحثون عن الحرية مجرد مجموعة من الظالمين والطغاة الحاقدين، ويصبح المسئول عبارة عن قاتل بدون ضمير في تعمد عدم القيام بمسئولياته وفق النظام والقانون، وتتمادى الطلقة لتصبح هي من يقرر مصير الحياة في هذه المدينة المنكوبة، نكبة من صناعة أيادي البشر وضمائرهم الميتة وعقولهم المتصلبة ووجدانهم المشبع برغبة القتل والتخريب والموت والدم..

جريمة جديدة على طاولتنا المجتمعية تفضح الحالة المزرية التي وصلنا إليها جميعا.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى