فضاء حر

ترامب الذي يذل الأنظمة العربية الثرية تـذله ممثلة إباحية!

يمنات

صلاح السقلدي

ما يزيد صورة المشهد العربي الكوميدي السوداوي قتامة هو أن هذه الأنظمة لم تبدِ أي نوع من الاعتراضات على سلوكيات الرجُـــل النهبوية المتكرّرة ، والمصحوبة عادة بلغة سوقية وإهانات متعمّدة بل يطلب كل واحدا منهم أن يقوم الآخر بالدفع أو في أحسن حال بالتناوب على الدفع، وكأن ثمة حق مُستحِق عند هؤلاء لترامب من ثروات وأموال شعوب تتعامل معهم هذه الأنظمة كأيتام وقُــصَّــر ، يتم دفعها للخزانة الأميركية على شكل جزية سياسية صريحة لا لبس فيها بزعم حماية العروش والكروش المتهدّلة.!

من المفارقات المُذهلة التي تُضحِك العرب حتى البكاء أنَّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذّي يـُـذِلُّ الأنظمة العربية الثريّة بين الحين والآخر، تُذلّه ممثلة إباحية أميركية، مع فارِق أن إذلال الأنظمة العربية يتم على رؤوس الأشهاد عبر وسائل الإعلام العالمية لغرض استحلابهم مالياً أكثر و أكثر من دون وجه حقّ ، وبكل فجاجة وصفاقة لا نظير لها بالتاريخ ، وإذلاله هو يتم بالحق القانوني الأميركي أمام القضاء بوجود أدلّة جرمية(….) اشرطة الفيديو وغير ذلك.!

 ما يزيد صورة المشهد العربي الكوميدي السوداوي قتامة هو أن هذه الأنظمة لم تبدِ أي نوع من الاعتراضات على سلوكيات الرجُـــل النهبوية المتكرّرة ، والمصحوبة عادة بلغة سوقية وإهانات متعمّدة بل يطلب كل واحدا منهم أن يقوم الآخر بالدفع أو في أحسن حال بالتناوب على الدفع، وكأن ثمة حق مُستحِق عند هؤلاء لترامب من ثروات وأموال شعوب تتعامل معهم هذه الأنظمة كأيتام وقُــصَّــر ، يتم دفعها للخزانة الأميركية على  شكل جزية سياسية صريحة لا لبس فيها بزعم حماية العروش والكروش المتهدّلة.!

يتساءل البعض: ما جدوى أن تبتاع هذه الأنظمة الثريّة كل عام سلاحاً أميركياً- وغربياً وشرقياً أيضاً- بمئات المليارات من الدولارات طالما وهي بحماية طائرات الـــ   F16 ، والـــ Typhoon وتحت ظِـلال صواريخ الكروز ؟.الإجابة ببساطة هي أن هذه الصفاقات لا تتم كرغبة وحاجة خليجية من مُنطلق دفاعي فهي دول مُتخَمة بأنواع الاسلحة وتتجشّأ قنابل ذخائر فوق طاقتها وخبرتها القتالية شبه المعدومة ، بل كرغبة مالية أميركية خالصة – كسوق  يزدهر ويتجدّد باستمرار- لنهب الثروات العربية. ثم مَــنْ قال أن هذه الأسلحة لا تستخدمها هذه الأنظمة؟ فهي تتّخذ منها أمام شعوبها صولجاناً تلوِّح به كلما أزمة أزَمتْ  بوجهها ، أو حدَث تململ شعبي ولو بحدوده الدنيا ، كما حدَث في البحرين وكثير من مناطق داخل المملكة ، كما تستخدمها هذه الأنظمة ضد الشعوب العربية الأخرى حين تختلف  مع أي حاكِم عربي كما حصل مع الرئيس الراحل صدّام حسين ، وليبيا التي قصفتها طائرات خليجية جنباً إلى جنب مع طائرات الناتو أثناء الإطاحة بالرئيس السابق معمّر القذافي ، إبّان ثورات الربيع العربي ، وهذا القصف العربي الغربي لليبيا لم ولن يكن من منطق دعم الثورات والشعوب الثائِرة المقهورة. كيف يكون ذلك وهذه الأنظمة الثريّة  تحكم بنظام الحُكم  العائلي المُطلَق منذ عشرات السنين وغارقة في محيط الدكتاتورية وخضمّ الاستبداد؟ وصولاً إلى قصف اليمن. مع نافلة بالتذكير ما الذي حدث للعراق بالمال والسلاح الخليجي قبل أكثر من عقد ونيف من الزمن ، هذا علاوة على ما قام به حامي حمى هذه الأنظمة “أميركا والغرب” من غطرسة وغزو ضد العراق ، والذريعة الكيماوي ،هذه الذريعة التي تتكرّر اليوم ضد سوريا  كنسخة مُتطابقة تماماً لِما جرى للرئيس صدّام حسين والعراق ، ليس لإسقاط النظام السوري (بشّار الأسد) ولا لإسقاط المؤسّسات السورية فقط بل لإسقاط الدولة السورية برمّتها ، والتجربة  تتم اليوم  في اليمن بصورة مُشابهة لسابقاتها من إدخال بعض التعديلات الطفيفة.

 تتّخذ أميركا من الحكّام العرب المُستبدّين الذين معظمهم صنيعتها قبل أن تضطر للتخلّي عنهم آخر المطاف ، كما فعلت وتفعل مع كثير من الدكتاتوريات في آسيا و أفريقيا وأميركا اللاتينية – كلما شعرت بأنهم قد أضحوا عبئاً عليها- ذريعة لإسقاط الدول العربية كدول وليس فقط كأنظمة ومؤسّسات لحسابات إسرائيلية بعضها يتم بذريعة الأسلحة الكيماوية ، فيما إسرائيل – وهذا مفارقة أخرى موجِعة – تمتلك منذ منتصف سبعينات القرن الماضي أسلحة نووية ناهيك – عن كيماوية- وبحوزتها مئات الرؤوس النووية – بحسب مصادر غربية- كرابع دولة إلى جانب الهند وباكستان وكوريا الشمالية ، وغير مُعرَّفه في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT)  ، ولم يجرؤ نظام عربي ثريّ  الحديث عن هذا الأمر ، أو ينبس ببنت شفة من خطورة السلاح النووي الإسرائيل على الأمن القومي العربي كما فعل بخساسة أثناء كذبة الكيماوي العراقي.

لكن لماذا ستشعر هذه الأنظمة  بالخطر الإسرائيلي أساساً وهي ترى فيه حليفها الوثيق بوجه المجوسية الإيرانية ؟- وهذه مفارقة ثالثة أكثر وجعاً وإيلاماً- طالما وهي ترى في إسرائيل الشقيقة من الرضاعة الأميركية حليف صفقة القرن المُنتظَرة التي ستحتفي   بتدشين نقل السفارات إلى القدس الشريف وأولها  السفارة الأميركية، ثم أليس كليهما : إسرائيل وهذه الأنظمة الثريّة  يعيشان تحت ظلال السيوف الأميركية إنْ لم نقل إن أميركا هي  تحت ظلال السيوف والإعلام والبنوك الصهيونية الظليلة.!

المصدر: الميادين

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

 

زر الذهاب إلى الأعلى