العرض في الرئيسةفضاء حر

الحديدة .. محطة من محطات الصراع الدموي في اليمن

يمنات

زكي حاشد

هذه المعركة يتوقع أن تكون وليس مبالغة اذا قلنا انها ستكون من أبشع وأكثر فصول الحرب والمواجهات دموية، فالحوثيون لن يتخلوا عنها بسهولة لأكثر من سبب ، ولهذا فإنها ستكون حرب شوارع بإمتياز وسيستخدمون كل وسائل الدفاع الممكنة والخطيرة، من ضمنها التمترس والتخندق في المناطق الأهلة والكثيفة بالسكان، وزرع الألغام، وغيرها من الوسائل الدفاعية . كما ان القوى المهاجمة ايضاً ستستخدام أسلحة هجوم خطرة ومكلفة، وربما سياسة الأرض المحروقة أو اللجؤ لتشديد الحصار الخانق للقوى المتمترسة في المناطق الداخلية مما يعني عزل الاهالي وسكان المدينة في مختلف مناطق التخندق ..

وستؤدي هذه المواجهات عن كارثة إنسانية حقيقية ، وسيضطر ملايين الناس من النزوح من هذه المناطق إلى مناطق أمنه،ناهيك عن الخسائر البشرية التي ستسقط في هذه المعركة، إضافة الى ماستتعرض له المدينة من تدمير شامل لبنيتها التحتية ومساكنها المتواضعة أصلاً…

إضافة إلى تعطل وتوقف مينائي الحديدة و الصليف وهما الميناءان الرئيسيان المعتمد عليهما الان لدخول أكثر من 70% من واردات اليمن من الغذاء والمساعدات الإنسانية وهو ما سيفاقم المشكلة الإنسانية في كل مناطق اليمن.

مما يعزز ويفاقم من الأزمة الإنسانية القائمة اصلاً في اليمن ، والذي حذرت منها الهيئات التابعة للأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية والحقوقية ….

ولا أعتقد ان الكارثة الإنسانية المتوقعة اصلاً لها تلك القيمة العسكرية والإستراتجية، التي يُروج لها، فالسيطرة على الحديدة والساحل الغربي بشكل عام لن يحسم المعركة ، ولن يعجل بنهايتها، ولن يدفع الحوثيين للإستسلام ، بل بالعكس سيدفعهم ذلك لإعادة الإنتشار والتموضع من جديد والتحصن في المناطق الجبلية الصعبة، ودحرهم إلى هذه المناطق الجبلية سيحفزهم ويساعدهم الى القيام بحرب استنزاف طويلة المدى، بعد التخلص من عبئ الدفاع على مناطق جغرافية واسعة ومرهقة على امتداد السواحل الغربية..!

والجميع صار يدرك ان هذه الحرب منذ بدايتها لم تكن لغرض هزيمة الحوثيين او التخلص منه، لان ذلك لايتطلب كل هذا الخراب وهذا الدمار الشامل والممنهج لليمن، القضاء على الحوثيين كان يتطلب فقط توحيد وتكاتف كل القوى الوطنية والتفافها حول مشروع وطني جامع كان ذلك وحده كفيلاً بإسقاط الحوثي، ولكن هذه الحرب ومن ورائها من دول العدوان رأت انها تستطيع ان تحقق اهدافها الاستعمارية وأجندتها في اليمن عبر قوى سياسية يمنية تماهت مصالحها الخاصة معها في هذا العدوان وهذه الحرب العبثية متمثلة في قوى الحراك الإنفصالي الجنوبي ، او حزب الاخوان والجماعات السلفية والإرهابية وجماعات هادئ وتجار الحروب وهوامير الفساد وغيرهم …

بإختصار شديد وللأسف نقولها ان “الحديدة” لن تكون سوى محطة دموية ومحطة من محطات الدمار الشامل الذي يتعرض له الوطن، ولن تستطيع ماتسمى “الشرعية” إدارة الدمار التي ستحدثه في الحديدة “هذا اذا نجحت في دخولها” وستفشل بإستثماره كما فشلت في إدارة وإستثمار بقية المناطق التي تقع تحت سيطرتها. .

وبنفس الوقت لن يكون دمار الحديدة وحتى ابادة اهلها عن بكرة ابيهم يمثل مشكله او عائق للحوثيين للإستمرار في مشروعهم مهما كان الثمن الذي يدفعه وسيدفعة الشعب اليمني لذلك سيستمر العدوان والحروب العبثية في اليمن دون افق او نهاية لها طالما وهناك استثمار ومصالح كبيرة مرتبطة فيها مع اطراف النزاع الداخلية والخارجية على حد سواء ،ولن تكون الحديدة سوى محطة (ليست الأولى ولن تكون الأخيرة) من محطات الصراع الدموي الذي يجرئ في اليمن …!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى