فضاء حر

متر العالم يركبنا ..!

يمنات

هيثم صالح

أرجو أن أكون آخر من كتب عن حدث اليوم الذي حفل بالكثير من النقاش…!

نعم هو مجرم ويستحق العقوبة ولا أحد ينكر ذلك وما أن شاهدت المقطع حتى نزفت جوارحي وسببت الجميع متناسيا أنني صاحب دراجة نارية…!

ولنكن منصفين قليلا دعوني أخبركم بهذا الأمر ؛ عندما تغيب الدولة وتتفشى البطالة حتما ستظهر الجريمة الصعبة والتي ستتركك معلقا بين خيارات مشوهة لا تستطيع معها الحسم هل ستقرفص الرأي عن الحكم في اللحظة وما حدث وما يجب أن يكون عليه الأمر أم ستتوكأ الفكر لتعود للجذر والعامل الذي تمخض تلك المأساة..؟

أنا أيضا لدي دراجة نارية وقد حدث أن وقعت ضحية لحوادث مرورية قليلة ودوما ما كانت تحصل التسوية إلا في لعنة واحدة وهي أن تصدمك أنثى وهنا لا طاقة لك ولا قبل بالأوباش من حولك حين يجتمعون وكلهم يرمق الفتاة هل تبدو عشرينية وفاتنة وهنا ستحفل بشتى صنوف العنف لفظا وجسدا ولاتدري أيها أهون عليك هل الحادث أم ردة فعل العموم والمكبوتين تحديدا..!

نحن في حقيقتنا خونة ولسنا منصفين وما قلته هنا ليس تعنيفا أو انحيازا ضد أحد من الجنسين…

ما حدث اليوم هو سيناريو متكرر في كل ثانية بل أبشع من ذلك ربما ولكن الفرق يكمن في الكاميرا التي التقطت والخدمة المجانية للإعلام والأهم من ذلك كله هو الجمهور وطريقته في التعامل مع هذه القضية أو تلك مع هذا الشخص أو تلك الفتاة مهما اختلفت الحيثية والتداعيات إلا أن سيكولوجيته مستهلكة تماما…وأحداث الأمس ليست ببعيد كالذي اغتصب الطفلة وقتلها أو صاحب التاكس أو المتر..!

نحن بحالة يرثى لها من الجنون وكل يوم أذهل في هذا العالم وكيف يتعامل العامة مع الأحداث اليومية المختلفة وهي متعددة سواء أكنت تتعصب لتفاهة رياضية حول دوري الأبطال أو كأس العالم أو حتى هدف بيل الذي خلع كتف صلاح….!

أكنت تلقي نكتة أو تهنئة عيد أو جمعة لاتستحق التهنئة أكنت سياسيا تدور حول اللحظة أو اجتماعيا تأطر تنظيرك رجاء الغد الخاص بك فقط..!

حقيقة أشعر بالغرابة من كل هذا وحين ألج هنا أدهش كيف أن العالم ضيق جدا فيوما ما تبعثر الأزرق وتجده رياضيا تماما تصحو بعد برهة وإذ به قد أصبح مقهى غزلي وهكذا تتوالى الطلقات بين خبر رياضي ونكتة أو بدلة غريفيث أو زواج أميرة اغتصبها سوداني سابقا وأخيرا ستنام على حادث سرقة سينتهي بعد ساعتين تماما…!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى