أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسةتحليلات

هل سيكون الاعتراف الخليجي القادم بخطأ خوض الحرب في اليمن؟

يمنات

عبد الباري عطوان

الاعتراف المفاجيء للدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية، بأن “إبعاد” سورية من الجامعة العربية كان خطأ، يشكل خطوة سياسية متعمقة لسياسات استمرت اكثر من سبع سنوات من التدخل الخليجي في الشأن السوري، وبتحريض امريكي غربي.

لذلك فان السؤال الذي يطرح نفسه هو عما سيتبع هذا “الاعتراف الشجاع” من مواقف في الازمة السورية، سواء من قبل دولة الامارات او دول خليجية أخرى ارتكبت الخطأ نفسه، بطريقة او بأخرى، وتدخلت عسكريا في هذه الازمة، وضخت المليارات فيها.

صحيح ان دولة الامارات لم تمول ميليشيات وفصائل مسلحة مثل غيرها، وابقت علاقاتها مع سورية، ولكنها كانت جزءا اصيلا من منظومة خليجية تبنت مشروعا أمريكيا أوروبيا تركيا، عنوانه الرئيسي هو تغيير النظام السوري الحالي، بكل الطرق والوسائل العسكرية قبل السياسية.

***

الدكتور قرقاش حصر تعريفه لهذا الخطأ واخطاره، في الحديث المطول الذي ادلى به لصحيفة “ذا ناشونال” التي تصدرها حكومته باللغة الإنكليزية من امارة ابو ظبي، في حرمان الجامعة، والمنظومة الخليجية المهيمنة عليها حاليا “من أي نفوذ سياسي، او قناة مفتوحة، لتقديم منظور عربي حول كيفية حل القضية السورية”، وهذا تفسير صحيح ومنطقي، ولكنه ثانوي وتبسيطي، لان المسألة اعمق من ذلك بكثير، لان هذا “الابعاد” او بالأحرى “الطرد”، جاء في سياق آخر، وهو الثقة الزائدة بالنفس في حينها والناجمة عن تقدير خاطيء للموقف السوري والدولي، عنوانه الأبرز حتمية سقوط النظام في أسابيع او اشهر معدودة، وهو ما لم يحدث لأسباب باتت معروفة، ولم يعد من المفيد تكرار شرحها، وربما لو جاءت النتائج مختلفة في الساحة السورية، لما صدر هذا الاعتراف، والاصبح الخطأ صوابا.

ليت الامر اقتصر على ابعاد سورية وتجميد عضويتها في الجامعة العربية، فما حدث اخطر من ذلك، وهو محاولة إعطاء مقعدها لهيئة سورية معارضة، و”تشريع″ التدخل العسكري فيها في اطار مخطط اسقاط النظام، ولعب دور عربي فاعل في اطار مجموعة أصدقاء الشعب السوري، بزعامة الولايات المتحدة الامريكية، جنبا الى جنب، ويا للمفارقة، مع السلطات التركية وحكومة الرئيس رجب طيب اردوغان.

 هذه الخطوة الإماراتية تأتي بعد أسبوعين تقريبا من كشف للرئيس بشار الأسد ورد في لقائه مع اعلاميين سوريين بحدوث تحسن في العلاقات القطرية السورية، وهو التحسن الذي انعكس بوضوح في تغطية قناة “الجزيرة”، وتغيير لهجة خطابها، وبثها المباشر لخطب السيد حسن نصر الله، وانتقال الرئيس الأسد من رئيس النظام الى رئيس سورية دفعة واحدة، وكذلك تجميد المملكة العربية السعودية لأعمال الهيئة العليا للمفاوضات التي تتخذ من الرياض مقرا لها، واعراب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ندمه لانفاق بلاده 70 مليار دولار في سورية لم تعد عليها في المقابل غير الاصفار، حسب توصيفه.

***

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو عن كيفية ترجمة هذا الاعتراف الى خطوات عملية في الازمة السورية، بمعنى كيف سيتم اصلاح هذا الخطأ؟ هل بإعادة سورية الى الجامعة العربية؟ وهل ستقبل الحكومة السورية بهذه العودة الى منظومة إقليمية ابعدتها وتآمرت للإطاحة بها؟ ونزع شرعيتها بالتالي؟ وهل سيكون التعويض بالمشاركة الفاعلة والسخية في معركة إعادة اعمار سورية الوشيكة؟

السؤال الأهم في تقديرنا، والذي نختم فيه هذه المقالة: ما هو الخطأ المقبل الذي سيعترف به الدكتور قرقاش وزملاؤه في حكومات مجلس التعاون الخليجي؟ هل هو الحرب الحالية في اليمن، ام الوشيكة ضد ايران؟، ام محاولة التطبيع الخفية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي؟

ننتظر الإجابة.. ولن نسأم من طول الانتظار.. واعذرونا على صراحتنا، بل وجرأتنا غير المألوفة في طرح هذه الأسئلة.

المصدر: رأي اليوم

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى