فضاء حر

أزمة المفاهيم في العقل العربي

يمنات

د. أمين ثابت

(( لا وجود لحقيقة إلا بمقترن مادي – اي حقيقة لشيء ؛ حقيقة لظاهرة ؛ حقيقة لامر ما ( ذات طبيعة ملموسة . . كحدث لمس عند وقوعه ؛ واصبح مع الوقت متعارفا بصورة تقديرية على حقيقته من خصائصه او اثاره . . الخ – لذا نقول ( حقيقة واقعة او حدث او امر او حالة ما . . الخ ) ؛ وغير وجود المقترن المادي لقول او حكم او قياس لمفهوم الحقيقة . . لا وجود لها اصلا ؛ ومايطرح او يقال فليس الا افتراض او تخمين او توهم او تخيل – ويختلف كليا التفكير العلمي المجرد عن ذلك ؛ كونه يعتمد المقاربات المقارنية الحسية – وليس الخرافة – لطرح فرضية نظرية . . لن تتحول الى حقيقة الا حين ماتثبت ( ماديا او تجريبيا ) ؛ دون ذلك تظل افتراض نظري المقبول وغير المقبول بين اوساط العلمء والمفكرين )) .

متكاشفات عارضية ل . . ازمة مفهوم الحقيقة في العقل العربي.

منكشف ( 1 ) : 

a – في حرب افغانستان ضد الروس ؛ كان العقل العربي يتعاطى بتداول ( حقائق ) يتم تناقلها وبايمان مغلضة بانها كانت تحدث كحقائق – من فقهاء الدين ؛ النخب الاكاديمية والسياسية الاسلامية . . واعلام ومثقفي النظام. ومثقفي واكاديميي النخب الفكرية والسياسية – بما فيها الاتجاهات القومية – باستثناء النخب العربية المتمركسة. . التي لاترى في ذلك الا اعلام ايديولوجي مظلل للوعي الاجتماعي . . الذي يعاني من غلبة الامية على المجتمع – من تلك التدويلات: ان المجاهد المسلم منصور ربانيا – ضد الملحدين – الواحد منهم بمائه من الاخرين / وان هناك ملائكة تحارب الى جوارهم/ بل ان رصاصة المجاهد تسقط كصاروخ مدمر كليا للمنطقة ومن يتواجد فيها من الملحدين .

1× اولا وقبل كل شيء ( وفق المعطى القرآني والرسالات السماوية ) ؛ أن المعجزات الربانية فيما يتعلق بالبشر ؛ كانت متصلة بوجود الانبياء والرسل ؛ منها ماكانت موهبة من الله لكل واحد منهم ؛ ومنها ماهي واقعة على البشر من الخالق على ماكانوا يعملون تجاه انبياء الله ورسله – احسانا او اهلاكا وتدميرا – وهنا فإن وفق المعطى القرآني لمسألة المعجزات الالهية المعطاة بشريا ( بمنحى ديني ). . قد انتهت بموت رسول الله محمد ( صلى الله عليه وسلم ) – ووفق القول الدارج ( المعجزة لا تعطى الا لنبي ) ؛ وانقطع نزول الوحي بموته ؛ ولانه اخر الانبياء ولا نبي بعده ؛ فلم يعد هناك نزول لجبريل او غيره من الملائكة ؛ ولم يترك للمسلمين سوى القرآن واحديث وسيرة النبي . . اذا ادركوا صحة الدين . . أمنوا ؛ وإن هيء لهم او اتبعوا شهواتهم او مايملي عليهم الشيطان ؛ فإنهم يختلقون دينا لهم غير دينهم السوي .
اذن ؛ دينيا ( لاوجود لملائكة تنزل من السماء . . لنصرة المجاهدين الافغان ( العرب ). . نصرة لدين الله ) – اذا كيف للعقل العربي ان يتعاطى كحقائق مع خرافات مختلقة تتعارض مع الدين . . الذي يشكل وعيهم وحياتهم كمرشد معتقدي !!!!!

2× امر مقبول به ان ندرك سهولة تغييب وتزييف وعي العامة ؛ لكن ان يطال ذلك عقل النخب ( الاكاديمية ؛ السياسية والثقافية – الدينية والقومية والمدنية ) فهو امر مستغرب ؛ خاصة وان مؤسسها المعرفي والتعليمي .. . ناف للعقل الخرافي . . في التأويل والتفسير او التعليل الخرافي لمنتقى مستقطع من نص ديني . . يتعارض مخرجه مع العقل المنطقي البسيط .

3× أن الامر البديهي البسيط لعقل انسان في هذا العصر في تاريخيته من التراكم المعرفي ؛ انه يتعامل مع اي امر او قول بمنطق يقبله العقل – الموسوم بالتفكير الادراكي – وهذا حتى عند الانسان البسيط ؛ فكيف لعقل النخب العربية ان تتقبل مثل ذلك الهراء . . كحقائق . . تحت موهمات يختلقها او يتعاطاها باستلاب للذات ( طبعا اذا اراد الله نصرة المجاهدين . . اليس ممكن ان يمدهم بملائكة تقاتل الى جانبهم ) – هذا الاجترار الاستلابي سابق الذكر ( لتبرير تمرير الوعي الخرافي كوعي يقيني ديني ؛ ومن ينكر او يرفض او يعارض ذلك فهو مارق. . غير مؤمن او ملحد ) – وهذا الاسلوب التحايلي – الترهيبي ليس اكثر من كذبة متوهمة وتوهيمية حول مقاتلة الخالق الى جانب الجماعات الاسلامية . . او رضاه عنهم – كحقيقة يجب الايمان بها ؛ مادمنا مؤمنين بان الله على كل شيء قدير . . وما الذي يمنع نصرتهم كانتصار لدينه مقابلة بالعلمانيين من العرب واعداء الاسلام . . كما يدعون – وهنا الحقيقة المسلكية منطقيا تنكشف بسهولة بانهم يضعون انفسهم محددين بما يقرره الخالق ؛ ويوصفون عمله وفق هواهم – ودينيا محرم اختلاق على الله كذبا ؛ ومنطقيا لا حقيقة لما يتعاطى فيه العقل العربي من امور الخرافة او الوعي الزائف المتشكل تحت وطأة العبودية الطوعية لانسان العقل العربي ؛ اما علميا فلاحقيقة لامر ما من الامور إن لم يكن مستندا على واقع مادي ملموس حدوثه لا من خلال التناقل الشفهي او الاعلامي الموظف . . خاصة بتقنيات العصر المتطورة .

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى