فضاء حر

العرب في مونديال روسيا مثل حضورهم في مونديال البيت الابيض

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

سجلت الفرق الرياضية العربية حضورا بائسا ومثيرا للسخرية لايعكس تطلعات الشعوب الداعمة لها ولا التمويل الكبير لها ايضا ولا التهليل الاعلامي الرسمي ..والواقع انني كنت من بداية المونديال على قناعة بخروج العرب مهزومين من الاسبوع الاول لاعتبارات عديدة (لاعلاقة لها بفهمي وثقافاتي الكروية الغائبة اصلا ) فجميع مشاركاتهم السابقة عكست هذا الامر عدا مرة واحدة فريق صعد درجة واحدة وخرج بعد ذلك .. ونظرة فاحصة للتهليل الاعلامي الذي ربط نصر الفريق المصري بلاعب واحد وهو امر معكوس لدى الثقافة الكروية في جميع البلدان التي تجعل من الفريق بشكله الجماعي وتناغمه محل تقدير وتراهن على فوزه رغم وجود لاعبين متميزين في كل الفرق …

وللعلم محمد صلاح لم ينجح اثنا لعبه مع الفريق الانجليزي لانه خارق بل لان معه فريق متناغم يساعده في صنع لعبه ممتازة وتحقيق اهداف ومثله مثل العرب الذين فازوا بجائزات نويل للعلوم في امريكا ليس لانهم خارقين للعادة من الذكاء بل لان هناك مؤسسات علمية وفريق عمل ناجح ومتميز اظهروا جميعا تميزا لمع فيه نجم محدد تم صناعة نجوميته من المؤسسة والفريق ومن جهده الكبير ..العرب يستطيعون الابداع اذا ما منحوا ممكنات العمل ماليا ومعنويا واذا ما تم تقديرهم محليا داخل اوطانهم ..

ولكن كيف سيفوز اللاعبين اذا كان القادة في السياسية بائسين مثل الفرق الرياضية ..فالحج الى البيت الابيض لاينجم عنه اي نصر سياسي بل تمزيق العرب واهدار لثرواتهم ..ومثلهم رجال الاعمل يغيب عن ساحتنا العربية ظهور راس مال وطني او برجوازية وطنية مقابل تحول الجميع من الشركات الى وكلاء وسماسرة لشركات اجنبية ..

ولان الحكومات العربية مثال ذلك حكومات دول الربيع فاشلة في عملها ومتعالية على المجتمع وصانعة للازمات هنا تتشكل منظومة من علاقات عدم الاحترام والتقدير من الشعب تجاهها وفقدان الثقة من الفرد العربي تجاه ذاته ومحيطه لتكرار البؤس والاخفاقات المصنوعة محليا وعبر الخارج الحليف للداخل ..في هذا السياق لانجد من يمثل العرب عالميا منذ خمسن عاما لافنان (مطرب ولا ممثل ) ولا كاتب او مفكر ، ولاسياسي او رجل اعمال . ولا فريق رياضي ..وهذا الغياب سببه محلي داخلي يرتبط بفشل السياسة الرسمية وضعف مرتكزات الثقة المتبادلة بينها وشعوبها وضعف محفزات الابداع الفردي والمؤسسي وهروب المبدعين والفاعلين الى الخارج ليصطفوا ضمن مؤسسات اجنبية تقدرهم وتحترمهم فيكون ابداعهم المتميز محسوبا لمؤسساتهم ولانفسهم وليس للدول التي قدموا منها ..

السعودية تنفق ملايين الريالات على الرياضة ولم تحقق فوزا يستحق ومثلها بقية الفرق العربية بل ودخلت معهم ايران التي خرجت من الدور الاول في مونديال موسكوا وخرجت من منديال البيت الابيض بقرار ساحق من الرئيس ترامب بانسحاب امريكا من الاتفاق النووي الذي كان محل تاييد الرئيس اوباما …العرب لهم اخفاقات كبيرة تتكرر باستمرار مع تغير الظروف والمناخات واستمرار اساليب الادارة والنخب البائسة في صنع القرار ..

هرول العرب من اجل السلام نحو امريكا وقدموا التنازلات المتتابعة ولم يحصلوا على شيئ ولم يستشيروا شعوبهم مرة واحدة ..قاتجهات الشعوب الى الرياضة لتتعلق بنصر ما وبنجود مميزة فكانت الهزيمة …الايستحق كل هذا الامر اعادة التفكير في كل امور العرب محليا وخارجيا وفق منظور جدلي يربط السياسي بالاقتصادي بالثقافي والداخل بالخارج من اجل بناء رؤية جديدة ومنظور جديد استعدادا للمستقبل ..؟!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى