العرض في الرئيسةفضاء حر

حقيقة الصراع الراهن ومخاطره الانية والبعيدة

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

اليمن ذات الحضارة الممتدة في التاريخ افتتن بها الرحالة والمؤرخون فاطلقوا عليها البلاد السعيدة ..تحولت بفعل بؤس قياداتها الى بلاد حزينة …شهدت مراحل نضال متعددة ومتنوعة ضد الخارج الاستعماري البريطاني والتركي وقبلهما البرتغالي وضد السلطوية والشمولية من قيادات الداخل ..

ودوما كانت اليمن تندرج في حسابات الخارج استراتيجيا وتكتيكيا .. فجاء اليها الاحباش والبيزنطيون والاوربيون بالتتابع واليوم .. هي كذلك حيث الجغرافيا تتشكل معها منظورات سياسية استوعبها الخارج الاقليمي والدولي وجهلها الداخل السياسي رسميا وحزبيا …ولهذا الجهل انعكاساته في ادارة البلاد بطريقة مدمرة …

ووفقا لنظرية المجال الحيوي تشكل اليمن اهم محددات الامن القومي العربي والامن الخليجي بل اهم مكونات مجالها الحيوي لان اي فوضى في اليمن او غياب للدولة سيجعل منها مستقرا لقوى تكون قادرة للعبث اللامحدود بالخليج وبالطريق البحري الهام الذي يشمل باب المندب والبحر الاحمر مما يؤثر في مسار التجارة الدولية .. ومع الدولة الوطنية التي تشكلت مع النظام الجمهوري شمالا وجنوبا تبلور وعي سياسي وطني لفترة قصيرة باهمية اليمن ثم غاب هذا الوعي مع نخبة حاكمة بكل رموزها واعوانها اظهرت فقر معرفي تجاه الداخل اليمني ارضا وشعبا ونضالا وارتضت ان تكون وكيلا للخارج الاقليمي وللعلم هذا الخارج ارتبط به كثير من الاسر والرموز والجماعات ..

فهناك ارتباط مع بريطانيا وامريكا من قبل اسر وجماعات وقيادات اصبحت جميعها معروفة وذات اولوية في الدعم والحماية من سفارات تلك الدول .. المثير للسخرية ان النظام خلال السنوات العشرين الاخيرة وحلفاءه لم يستوعبوا اهمية اليمن ولا امتلكوا ادوات سياسية تجعل الخارج داعم ومستثمر في الداخل والسبب يرجع الى غياب المنظور الوطني لتلك النخب التي كان مستوعبة في ان تحقق مصالحها الخاصة فقط ..

في هذا السياق يتم العبث باليمن وتدميرها وفقا لمصالح الخارج الاقليمي والدولي في اطار صراعاته خارج حدوده مع تغييب الداخل حكومات واحزاب وغيرها ..وكان الخارج يلعب في العاصمة خلال فترة مابعد ٢٠١١ وفقا لمعرفته بالعاب بهلوانية لرموز الداخل ضد مصالح بلده وكان مؤتمر الحوار ليس اكثر من مسرحية مخطط لها من جميع اطراف الداخل وزاد في صخبها حضور الخارج الذي اضفى بعدا بهلوانيا …هناك دول ذات مساحات صغيرة وموارد محدودة استطاعت ان توظف مالديها من جغرافيا وبشر وادارة فتحولت الى نماذج اقتصادية وسياسية متطورة وبلادنا ذات النص مليون كم في المساحة تحولت الى ساحة دمار وميدان رماية يلعب الخارج عبر ادواته المحلية فكان تدمير الجغرافيا والنظام وقهر الشعب …

مرة اخرى ادعوا الوطنيين ايا كانت مواقعهم لاستيعاب حقيقة الصراع الراهن ومخاطره الانية والبعيدة واعادة النظر في بناء منظورات سياسية وطنية تكون الاولوية فيها لليمن ارضا وشعبا والاستفادة من الخارج وفق اجندة وطنية . فلا مجال لليمن باعتماد اجندات حزبية او جهوية او شخصية …ودون الوعي الوطني باهمية بناء الدولة المؤسسية وهي دولة القانون بالاصل باعتبارها حاملة للمشروع الوطني ومنظوراته الاستراتيجية للوطن ..دون ذلك سيغرق اليمن في الدمار والفوضى ليضحك الخارج مستهزءا باليمن ورموزها وشعبها .؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى