العرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد غير مشفرة (138) .. تفكيك اليمن إلى دويلات مشروع يجري تنفيذه

يمنات

أحمد سيف حاشد

(1)

هل ستظل “الشقيقة الكبرى” السعودية راعية لاتفاق اليمنيين المتحاربين كما حدث في اتفاقية عام1970 بين الجمهوريين والملكين، والتي كانت في جوهرها استحقاقات محضه للسعودية على حساب اليمن واليمنيين، وبموجبها أرتهن اليمن للسعودية إلى اليوم مع خروج جزئي منها بعد تحقيق الوحدة اليمنية، ثم عادت بعدها بأكثر من صيغة، أهمها صيغة المبادرة الخليجية التي فرضت الوصاية على اليمن من قبل المملكة وأخواتها، وبموافقة وتوقيع ما تسمى بأطراف العملية السياسية في اليمن..

بالمناسبة.. ما عرفته ابتداء من ظهران الجنوب إلى مفاوضات الكويت ثم محادثات عمان، وما تناوله مشروع خطة ولد الشيخ التي أطلعت عليها، قد بنيت على نفس النهج والأساس، ولكن باسم الرباعية، باعتبارها دول راعية، وليس باعتبارها أطرافا في الحرب.

هل ستبدأ المفاوضات القادمة التي ألمح إليها غريفيت من عند هذه النقطة والبناء على ما تم في مفاوضات الكويت وعمان وقبله ظهران الجنوب أم لا؟!
هذا هو السؤال المهم في أي مفاوضات قادمة أو استئناف للمفاوضات.

(2)

الدولة الفيدرالية دولة اتحادية وهي اتفاق أو اتحاد إرادة دول وليس أقاليم..
ولكن لدينا يريدون فدرالية بلا دول وإنما من أقاليم لازالوا يعملوا على تكوينها بالحديد والنار والحرب..

يريدن تفكيك اليمن على المدى المنظور إلى عدة دول، وما الأقاليم إلى خطوة أولى نحو تفكيك الواحدة إلى خمس أو ست دويلات لتوزيعها على الدول الطامعة بحسب كبر وأهمية كل دولة منها..

دون أن يمس هذا ما أحتلته السعودية والإمارات من أراضي اليمن وجزره، وما تم إنشاؤه من قواعد عسكرية على الأراضي اليمنية، فضلا عن استحقاقات الحرب، وعدم المساس بالوصاية على ما بقي لنا من أرض وشعب، والتي ستكون وصاية لآماد طويلة، بعد أن تصيرنا الإمارات والسعودية ومن يقف خلفهما شعوبا ويمنات كثيرة.

(3)

لا نريد لليمن أن تتقسم .. ولكن أن يقسمون اليمن إلى دولتين أفضل من تقسيمه إلى خمس أو ست دول، لأن استعادة اليمن بين اثنين ممكن بعد مدة قد تقصر وقد تطول على الأرجح إلى أمد بعيد.

ولكن تقسيم اليمن إلى خمس أو ست دول أمر يستحيل معه أن يعود اليمن واحد مرة أخرى، وإلى آخر الزمان..

ما يجري تنفيذه على الأرض هو تقسيم اليمن إلى خمس دويلات أو أكثر.. وسيتم هذا من خلال مرحلة انتقالية نحو التفكيك وليس نحو اتحاد يستمر..
الشعوب التي لا تعي المستقبل لا تستحقه..
هل نستحق المستقبل؟
هذا هو السؤال.

(4)

لقد قسموا اليمن إلى خمسة أو ستة أقسام
وفيه عزلوا الثروة عن الكثافة السكانية..
أقاليم بمساحة وثروات، وقليلة السكان..
وإقليم كثافة سكان، وقليل الثروة أو بلا ثروات، وذلك حتى تتمكن الدول الطامعة من استغلال واستثمار الثروات الطائلة في الأراضي قليلة السكان، فيما تظل الأقاليم كثافة السكان بلا حظ ولا طائل لثروة..
هكذا يقسمون اليمن وفق أجنداتهم هم وليس وفق أجندات وطنية.
إنه مستقبل أكثر من سيء إن مر..

(5)

نريد تخفيف أو بالأحرى إزاحة ثقل سلطة صنعاء على اليمن، ولكن ليس بتفكيك اليمن إلى دويلات..
المشروع الراهن يسير باتجاه تفكيك اليمن إلى دويلات بعد مرحلة انتقالية غير طويلة..
إنه مشروع غير وطني مرره وتمرره الدول الطامعة من خلال حثالة الساسة والمرتهنين المحليين على حساب الوطن وأجندته، شعبا وأرضا ووحدة وثروات..

(6)

في مكان مغلق إلا من بعض الحضور الداعمين للأقلمة نُقل لي يومها:

لقد كان السفير الفرنسي يريد أن يطمئن على نصيب بلده في الأقاليم.

فرد عليه: أنتم مناط بكم وضع الدستور .. اعملوا ما يتوافق مع مصالحكم..

ثم أتضح أنهم وعدوه بنصيب إقليم حضرموت..

هكذا يقسم كبير الساسة المحسوبين على الوطن اليمن مع كبار السفراء الأجانب، حينما يغيب الشعب عن الفعل والوعي..

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى