فضاء حر

تسليم اليمن الى اسرة سعود .. الطريق الى اتفاق جدة 70

مفاهيم الحرب والسلام المغلوطة لدى الاحتياطي المرتهن لـ "ال سعود" وتاريخه السري

يمنات

عبد الجبار الحاج

(1)

في لقاء جمع عبد الناصر وفيصل في جده لمناقشة الوضع العسكري والسياسي في اليمن عقب واثناء معارك الدفاع عن سبتمبر صارح فيصل عبد الناصر بوضوح لا يشوبه اي غموض اثناءالكلام عن من هم الاطراف الذين سيشاركون في التسوية فيما لوكتب للقاء اياه ان يككل بالنتيجة المتوقعة ..حيث كان في يقين عبد الناصر ان فيصل هو من سيتبنى اسرة حميد الدين كطرف يمثل الملكيين قي اي تسوية في اليمن فرد فيصل على ناصر لا .. لا يمكن ان ان نقبل بمشاركة او عودة بيت حميد الدين في اليمن و يجب ان يستبعدوا قطعا، ويمكن اشراك الملكيين من الذين لا ينتمون لبيت حميد الدين فرد عبد الناصر باستغراب ولماذا وهم يقودون حربكم في اليمن وهم طرف اصيل في الحرب فقال له فيصل انتم لم تعانوا شيئا من هذه الاسرة اما نحن فقد عانينا مالم يعانيه غيرنا منهم خلال خمسين سنة مضت . وبهذا المعنى من الكلام اورده الدكتور محمد علي الشهاري في كتابه مجرى الصراع بين القوى الثورية والرجعية في اليمن من عام 62 حتى عام 74 ..

في ذلك الوقت لم يكن جميع رؤوس وامراء اسرة حميد الدين يعلموا او لم يكونوا يريدوا تصديق مثل هذا الكلام وان سمعوه او بلغهم من مصدر موثوق وهم في تلك الفترة في اوج المعركة نيابة عن السعودية . ولم يكونوا يعلموا ان نهاية معركتهم وان مكافئتهم ستكون وفقا للقرار السري السعودي هو استبعادهم من التسوية في نهاية المعركة وظلوا يقودون الحرب من اربع الى خمس سنوات اخرى حتى عام 70 و71 عندما وبعد ان وقعت اتفاقية جدة والتي قضت ليس باستبعاد بيت حميد الدين من الاسوية والمشاركة فحسب بل نص الاتفاق السري ذاك بفر الاقامة الجبرية او فرض العزلة السياسية والاعلامية وفرض الانزواء عليهم داخل السعودية وغيرها ومنعهم من اي نشاط سياسي ضد الفريق الجمهوملكي الذي سيتولى الحكم وفق النصوص والالتزامات اليمنية المهينة للتضحيات والاستقلال والسيادة والقرار المستقل .. وانا استنتج هنا من وقائع الخلاف بين البدر والحسن انذاك ..ان البدر كان يحس ويشم مؤامرة سعود على فريقه ولكنه في وضع لا يسمح له بفضح ذلك حيث السعودية هي اخر محطة لجؤ له او حتى مع اختيار بلاد او عاصمة اخرى ليس ممكنا الا بقرار وتوسط السعودية واقصد اختيار البدر لندن محطة لجؤه …فلم يتراجع دور البدر ويختفى بسبب انقلاب عمه الحسن عليه بل بسبب ياس البدر واحباطه وادراكه لما تدبره اسرة سعود على كل بيت حمديد الدين وانتهاء دورها بحرب دفعوا ثمنها وحققت ال سعود اهدافها فتراجع واختفى بخطى هادئة وذكيه ليتولى بعده عمه الحسين قيادة الحرب ….

من الحقائق والوقائع التي لايمكن القفز عليها ونحن نتابع وقائع العدوان والاحتلال واهدافه اليوم فاننا كثيرا مانتوقف امام محطات التاريخ القريب والبعيد في الصراع اليمني السعودي وفي التاريخ السري للعلاقة بين الحكومات النرتهنة والعميلة وكيف وصلت الى سدة الحكم او كيف مددت عمرها .. استنتج ان السعودية تسعى في لعبتها الخفية في الطاولة سرا او علنا على الطاولة وخلف الكواليس بان تبذل كل امكاناتها وقنواتها تحضيرا للصفقة والتسوية التي ترومها اولا بجعلها في العلن يمنية يمنية وتلجاء دائما الى اختراق الطرف المباشر والمقابل او المعادي لها والمشتبك في حربها وما ان تنجح في اختراق الطرف المعادي مباشرة حتى توسع الاختراق الى حد يصبح فيه مركز الاختراق مستوليا على القرار المطلق ويصبح الجناح الريديكالي او الثوري او المتطرف بعيون السعودية في الهامش .. وهنا فان الطرف الذي سيكون الطرف الرئيسي في التسوية التي ترومها ممثلا وغالبا ماتنجح وتتخلص من خصومها الحقيقين الذين صاروا في الهامش وسهل محاصرتهم ومعاقبتهم وتنكيلهم وكذلك غالبا ما تتخلص من الادوات والرموز الرئيسية التي كانت تخوض او خاضت المعركة تحت امرتها وتوجيهها ..

في احداث ديسمبر العام الماضي لو كان امكن لصالح وفريقه الانتصار على الانصار لكان صالح هو الطرف الجاهز والرئيسي للتسوية لانه جاء من خط الاختراق للصف الماهض للعدوان وهو الطرف الذي تراه جاهزا للتفاوض باسم مناهضة العدوان وهو الطرف الجاهز لانجاز كل التنازلات .. وليس بالضرورة صالح بالاسم وانما قد يكون اسما من داخل فريق الاختراق .

(2)

هذه المفاهيم من شعارات السلام المذموم تاتي دائما بنتائج مذلة اذ مالم لم تقوى الحروب على فرضها تحققها صيغ السلام الاستسلامي ودافعها الاكبر شره تلك الطبقة السياسية على الوصول للسلطة على حساب اي شئ بنافيها كرامتهم الشخصية وهكذا تتسلل اطراف باسم الثورة او بشعار ضد العدو وتخترق صفوف القوى الوطنية شيئا فشيئا حتى تتمكن من القبض على مفاصل القرار الوطني وبالتالي تحريفه وتحريفه كليا .

هكذا تاتي التسويات لتاكل اطرافها وتمهد لطرف ذو الموقف الرمادي ضد الملكيين شكلا ولكنه الابيض الناصع ضد الثورة نهجا ونشاطا وميدانا وسياسة ومؤتمرات ومؤمرات ..

كانت الخطة والتفاهم بين الفريق السعودي المجمهر ممثلا بالارياني والعمري والشيخ الاحمر والنعمان واخرون وقبل ذلك الزبيري وبين الملك فيصل وامراء قد حددت وحسمت خياراتها وحددت فريق التسوية التي سياتي عقب تمهيد الطريق بالانقلاب والتصفية الجسدية ..
وهناك فريقان نقيضان هما الاطراف التي تتحضر لهما طرق التمهيد لاتفاقيات السلام الاستسمي وتسير خطة الانقضاض عليهما على قدم وساق ..
فقد حسمت مآلات الاتفاق سلفا وسراب :

1-  ازاحة الفريق الثوري المتطرف في قيادة الظولة والثورة والحرب . 
تم ذلك بتهيئة كل الظروف السياسية والاختراقات وتغيير الموازين عبر انقلاب يطيح برموز الفريق الثوري والسلام وجزيلان ثم قيادات وضباط الوحدات ..

2- تصفية الجناح الثوري اليساري من مؤسسات الجيش ..
بعد الانقلاب تحققت شروط تصفية ما اسموه ويسميه الشيخ الاحمر واصحابه باليسار المتطرف

3- استبعاد بيت حميد الدين من اي التسوية .

كل ذلك والحرب في ذروتها وبينما الجناح الثوري هو من يقود الحرب فيما الفريق الجمهوملكي كان منهمكا في كل تحركاته التي لم تطلق رصاصة في الحرب الثورية كان منهمكا في اليمن والعواصم في تسويق شعارات باسم الجمهورية ولكنها ضدها ومنشغلة بزيارات ومؤتمرات شعبية وصخفية ووفود نحو ال سعود وبيروت وبغداد ولندن والقاهرة وكلها اتشطة التقت فيها سرا وعلنا مطامع شخصية في السلطة ومطامع سعودية في السيطرة واجمعت سلفا على التصفية الجسدية لقوى الثورة واستبعاد الملكيبن من اي تسوية وهذا الكلام صرح به الملك فيصل للزعيم ناصر في احتماعهما بجدة كما اوضحت اعلاه

(3)

وبقراءة عابرة في النصوص والخطاب التامري بغطاء اطروحات السلام والمصالحة والجمهورية الاسلامية في الخطاب الجمهوملكي . وشعارات زائفة نحو وأد ثورة سبتمبر وتصفية الثوار ..

كانت الحرب الدائرة في اليمن منذ 62 وحتى 70 هي حرب ثورية نحو التغيير الجذري وحرب وطنية ضد الرجعيات العربية والغرب الاستعماري اكان بزعامة امريكا وبريطاتيا وفرنسا او بقيادة وتمويل السعودية ولم تكن اسرائيل بعيدة بحكم التحالف الرجعي الصهيوني الامبريالي ..

ومع ذلك تظاهر خصوم الثورة بدعم الجمهورية وبتزييف للوقائع والصراع اسموها حربا اهلية محضة وقاتلوا ضد الثوار الحقيقين في محطات كثيرة ثم سجنوهم وحاكموهم واعدموهم منذ اغسطس ٦٨ وصاعدا ..

كذلك وصفوا دعم عبد الناصر النزيه الذي لم يكن له اية اطماع في اليمن الا انتصار الثورة بانها احتلال لليمن وظلوا ينشدون السلام ظاهرا ويضمرون الاستسلام للسعودية وحملات تشويه وطعن في شرف وكرامة اليمنيين في معركتهم التحررية ضد ال سعود .

وظلوا يراهنون على السعودية في صناعة ذلك السلام الذي هدفه الرئيسي وأد الثورة وافرغ الجمهورية ودشنوا باسم السلام وايقاف الحرب اهدار كل التضحيات وتدشين مرحلة التبعية المطلقة لمشيئة ال سعود ..

منذ العام 65 توالت صور جلية بدات باشكال التواطؤ وبلورة مفاهيم من نوع شعارات ايقاف الحرب التي وصفوها باهلية يمنية محضة من قبل اعلام الصف الرجعي الذي اخترق الصف الجمهوري وبدات اللقاءات تتوالى سرا وعلنا تجمعهم بالملك فيصل و تحضر لرسم صورة اليمن بعد تصفية الثورة وتعبيد الطريق الى ذلك عبر انقلاب نوفمبر 67..

(4)

كانت قد تبلورت لدى هذا الفريق صورة استخدمت اغطية السلام والدفاع عن الجمهورية ولكن الجمهورية الاسلامية وتقديم صور الاعتدال والحرب الاهلية لتشويه مفهوم الحرب العادلة ضد ال سعود وتشويه دور عبد الناصر في دعم ثورة اليمن كمفاهيم وذرارئع للانقضاض على الصف الثوري في قيادة الدولة والجيش وبعض المؤسسات من خلال عدد من المؤتمرات التي تتستر بالجمهورية تبريرا وتتويجا للاستسلام ..

وراء الكواليس كانت الصفقة تصاغ بين السعودية وبين هذا الفريق وترسم خطوطها مرة بعدة مرة ومؤتمرا بعد مؤتمر وزيارة بعد زيارة وتقضي بتصفية الفريق الثوري في الدولة والجيش ..

وكانت الخطوة الاولى بانقلاب 5 نوفمبر ومنذ ٥ نوفمبر وحتى مارس 70 كانت هذه الفترة هي جسر العبور وتصفية الفريق الثوري ..

وتمثلت في تصفية القوى الثورية الحقيقية المتمثلة في صغار الضباط والتي تمكنت من تشكيل بعض الوحدات التي كانت لاتتجاوز المئات بوحداتها الثلاث لكنها حديثة البناء وجذرية الانتماء للثورة والتغيير وكان هذا التوجه في الجيش هو ما يثيرالخوف والقلق على طموحات الفريق الجمهوملكي نحو السلطة من انها توجهات تشكل عقبة في طريق مشروع الفوز والانفراد بالسلطة في صنعاء عبر ما اسموه بالسلام والمصالحة اليمنية وايقاف الحرب والجمهورية الاسلامية برعاية سعودية ..

كان صف المشائخ والاقطاع المختلف مع الامامة هم ومن في قيادة صفهم من مجموعة ثوار 48 قد تمكنت من التغلغل والتوسع والتمكن من احتلال مواقع هامة في قيادة الجيش الدولة وكان هذا الفريق على اتصال ولقاء بملك السعودية فيصل وامرائها . واستطاع هذا الفريق الذي قاد انقلاب نوفمبر ان يبث مفاهيم غريبة كمفهوم جمهورية اسلامية وهو مفهوم يماثله مفهوم الجنوب العربي الذي كان يتنصل بالعروبة هربا من الهوية الوطنية اليمنية … وينشر دعاوي السلام وتكريس مفاهيم من نوع ان الحرب اهلية وان اليمن واقعة تحت الاحتلال المصري وان السلام يجب ان نصنعه مع الجارة السعودية التي ما انقطعت اشكال التواصل بينها وفريق السلام والمصالحة!!!

منذ انقلاب 5 نفمبر 67 وذلك عقب خسارة العرب حرب 67 وكانت مصر قد خفضت قواتها في اليمن الى مابين العشرة والعشرين الالف وهي في طريقها الى انسحاب شامل بداء من بدايات النصف الاول من عام 67 في تحسب واستعداد القيادة المصرية قبل معركة 67 ثم انها بعد انتهاء حرب حزيران تلك كانت لابد من استكمال الانسحاب في طريقها لتنفيذ خطة حرب الاستنزاف التي بدات منذ الاسبوع الثالث او الثاتي على انتهاء حرب او هزيمة حزيران .

(5)

ساضع امامكم جملة من الفقرات بلسان الاحمر كواحد من رموز الفريق التابع لال سعود داخل صفوف ثورة سبتمبر وساترككم امام مفاهيم واقوال هذا الفريق الاحتياطي وتاريخ ونوع علاقاته ومفاهيمه للسلام الذي يؤمن الطمانينة ويجعل اليمن رهن القرار السعودي ويتولى بدوره تسعير الحروب ضد الشعب اليمني وقواه الحية والتحررية التقدمية ..

واضعكم امام الفقرات التالية التي عنونها بسنوات السلام والمصالحة 70 /67 وهي مرحلة تصفية اليسار الثوري نحو اقامة جمهورية المشائخ والاقطاع والتبعية السعودية والفقرات المقوسة للشيخ الاحمر ..

( منذ الخمسينات كانت الأفكار اليسارية المتطرفة قد بدأت تغزو عقول الشباب اليمنيين، ولاسيما القلة الذين كانوا يتلقون العلم في الخارج أو أولئك الذين يعملون في بلدان الاغتراب، حيث كانت الأفكار اليسارية المتطرفة تعصف بالعالم العربي آنذاك،)

ويقول ( عندما قامت ثورة سبتمبر 1962م انتعشت التوجهات اليسارية المتطرفة في البلاد وبدأت في شن حملاتها على( الرجعية ………. )

ويضيف بلهجة تنم عن حقد دفين لكل ماهو ثوري حقيقي :

( امتد التطرف اليساري ضد التقاليد والأعـراف اليمـنية الأصـيلة التـي كـانت تمـثلها ( القــبائل ) فـلم تســلم ( القبائل ) من هجمات التطرف رغم أن قبائل عديدة كانت تدافع عن الثورة اليمنية ،ورغم أن مشائخ عديدين و أبناء قبائل سقوا بدمائهم شجرة الثورة والجمهورية .)

ويجعل من الخلاف الذي نشب بين حميد الاحمر مع الامام احمد وهو ناتج عن اصرار الامام على فرض احكام الشريعة وتنفيذاحكام مواريث النساء الذي كان حميد يقف ضدا منها وليجعل من هذا موقفا ثوريا يمنح بيت الاحمر دورا تاريخيا وثوريا !!! ليصادر كل دماء الثوار و الثورة لبنك الاسرة الاحمرية فيقول :

( الدور التاريخي الذي قامت به القــبائل في مقـارعة النظـام الإمـامـي، وكـان آخرها حركة القبائل بقيادة الشيخ /حميد بن حسين الأحمر عام 1959م و التي كانت إيذانا بزوال الإمامة من أرض اليمن .)

وتبريرا يمهد لتصفية الصف الثوري يقول :

( كان من الطبيعي أن يكون لهذا التطرف اليساري، الذي علا صوته في صنعاء بعد الثورة ، آثار سيئة …..)

اما عن الفكرة الاسلامية الاخوانية التي كان الزبيري بذرتها الاولى في اليمن فهكذا يقلد نفسه وصاحبع اوسمة السلام والاصلاح بجملة واحدة :
( كان من مهام تيار الإصلاح و السلام بقيادة الشهيد / محمد محمود الزبيري إعادة الوجه الصحيح للثورة اليمنية ضد نظام الإمامة، والمحافظة على المنطلقات الإسلامية للثورة التي ظلت تنادي منذ بدايتها بأنها إسلامية في مبادئها و أهدافها .

(…..من الواضح من خلال تأمل مبادئ المؤتمرات الشعبية، التي بـدأها الشهيد ( الزبيري ) بمؤتمر ( عمران ) ثـم مؤتمـر ( خمــر ) و أدبيات ( حزب الله )، أن تيار السلام و الإصلاح قد أخذ على عاتقه إعادة الوجه الصحيح للثورة اليمنية من خلال التأكيد على الهوية الإسلامية لها، و من خلال التأكيد على احترام دور القبائل اليمنية ومشائخها في الدفاع عن الثورة ، و ضرورة تقوية هذا الدور من خلال مخاطبة اليمنيين باللغة الإسلامية التي يفهمونها و يحترمونها …)

(…..كان تأسيس ( حزب الله ) وسيلة من أهم الوسائل التي جذبت اليمنيين، وعززت إيمانهم بالثورة و الجمهورية و ضرورة الدفاع عنها )

انحــاز الـشيخ /عبدالله بن حسين الأحمر إلى تيار الإصلاح و السلام بقيادة الشهيد /الزبيري و الأستاذ /النعمان ،والإرياني ودعم ( الشيخ ) كل التوجهات الهادفة للتأكيد على إسلامية الثورة، ورفض التطرف اليساري ….. )

وبوضوح يتباهى الشيخ الاحمر فرحا باتساع الشرخ داخل الصف الجمهوري :
( وتحولت ( خمر ) إلى مدينة للجمهوريين المعارضين للتطرف اليساري بحماية الشيخ /عبدالله الأحمر و رعايته و رعاية ( حاشد ) التي كانت الجيش الشعبي الدائم للثورة .

وعن اغتيال الزبيري الذي اغتيل وهو في طريقه من برط الى الرياض ويعرف الشيخ قبلي ان اغتيال الزبيري لم يكن بايدي يمنية لكنه النفاق المشائخي والصاق التهمة بفريق يمني :
( أدى اغتيال ( الزبيري ) إلى إضعاف تيار الإصلاح والسلام تدريجياً ، و تقوى التطرف اليساري في صنعاء اعتماداً على الدعم المصري ، وواجه الجمهوريون المعارضون سنوات صعبة ……. ولم يكن أمامهم في تلك السنوات إلا الهروب و الالتجاء إلى كنف الشيخ /عبدالله الأحمر الـذي صــار حـامـياً لهم ………. وفي السياق نفسه بذل ( الشيخ ) جهوداً كبيرة لمحاولة التفاهم مع المسؤولين في صنعاء …….

كان الموقف غاية في الحساسية بالنسبة للشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر، وكانت مواجهة التطرف اليساري بحاجة إلى صبر و حكمة و تضحيات …… وكان أهم وسيلة لمواجهة التطرف اليساري في لهيب الحرب الأهلية هو توثيق العلاقات التحالفية مع العلماء و آباء الحركة الوطنية اليمنية و المشائخ الجمهوريين ، و من جهة أخرى الاستمرار في بذل التضحية والمطالبة بتغيير السياسات المتطرفة للحفاظ على الثورة و الجمهورية ،)

( و بعدما انسحبت القوات المصرية كان لابد من حدوث تغيير في القيادة اليمنية في صنعاء و تغيير نهج التطرف إلى نهج الاعتدال و السلام، و حينذاك شــارك الشيخ/عبدالله في حركة التصحيح والتغيير في ( 5 نوفمبر 1967م ) مشاركة فعالة أدت إلى إبعاد رموز نهج التطرف والإلغاء والإقصاء و المجيء بقيادة جمهورية جديدة تتصف بالاعتدال والحكمة )

( كان هناك قوة متطرفة من اليساريين المــعروفين باســم ( الحركيين ) يشكلون جناحاً يسارياً متطرفاً موالياً للنظام اليساري الجديد في ( عدن )، ولم يكونوا راضيين تماماً عن التغيير الذي حدث في صنعاء و لا عن قيادة القاضي الإرياني و العهد الذي يتزعمه بحجة أنه عهد رجعي تقليدي غير ثوري، )

( ولذلك سرعان ما بدأت المشاكل بين الفريق/حسن العمري القائد العام للقوات المســلحة و بين النقيب / عبد الرقيب عبد الوهاب رئيس الأركان، الموالي للحركيين حول صفقة دبابات روسية وصلت إلى (الحديدة )، و اختلف الطرفان حول من يقوم باستلامها، وانعكس الخلاف حول الأوضاع على صنعاء التي كان المتطرفون اليساريون يمثلون فيها قوة عسكرية كبيرة بدأت تتململ و تحاول فرض نفوذها على الآخرين، وفي تلك الأثناء كان ( الشيخ ) في بني الحارث بعد دخول القوات الجمهورية إليها بعد فتح طريق عمران _ صنعاء ، و كانت القوات تستعد للتوجه إلى مناطق أخرى لبسط السيطرة الجمهورية عليها ،)

( لكن اللواء /حمود الجايفي طلب من الشيخ /عبدالله بن حسين الأحمر أن يدخل بقواته ورجاله إلى العاصمة صنعاء حتى يرتدع المتطرفون اليساريون ، وهكذا تجمع المقاتلون من عدد كبير من القبائل في منطقة المطار بقيادة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ودخلوا صنعاء بقوات بلغت خمسة آلاف مقاتل صاحبتها الزوامل و الطبول والزغاريد و ضرب الرصاص في الهواء حتى وصلوا إلى القصر الجمهوري .. و في اليوم نفسه وصل العميد /مجاهد أبو شوارب من الحديدة بعد أن نجح في التوسط بين الفريق العمري و النقيب عبد الرقيب عبد الوهاب حول صفقة الدبابات بعد أن ارتضى الطرفان بأن يتسلمها ( مجاهد )…)

( و في أغسطس 1968م انفجرت الأحداث بين تيار الفريق العمري وكانت تؤيده القيادة السياسية و بين تيار رئيس الأركان عبد الرقيب عبد الوهاب و قامت القوات الشعبية من (حاشد) بتأمين عدد من المواقع المهمة داخل صنعاء و التمركز بداخلها مثل باب اليمن ، و التحرير، والإذاعة، و قصر السلاح، و دارت معركة شديدة بين الطرفين استمرت ثلاثة أيام ،

و اختتم بهذه الفقرة كلام شيخ السلام والمصالحة والتبعية السعودية : ( كانت نهاية القتال هزيمة لليساريين المتطرفين الذين خرج بعضهم من صنعاء إلى عدن و منهم من سجن، وكان عدد القتلى من الطرفين كبيراً في هذه المعركة و أكثر بكثير من ضحايا حصار صنعاء .)..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى