فضاء حر

بين الخوف والوجع ..!

يمنات

ضياف البراق

طبعًا.. عندي كتابات أدبية وفكرية ناقدة لا بأس بها، لكنني لا أجرؤ، إطلاقًا، على نشرها. مَن يُصدِّق هذا!

في معظم الأحيان، أكتبُ وأحذف.. أقسمُ من شرفي أنني أفعل هكذا.
لذا السبب، بتُّ أكره الكتابة…وها أنا، لم أعد مشغوفًا بها، البتّة، رغم أنني لا أقوى على تركها ولو مدة زمنية قصيرة.

حقًا.. في هذا البلد المأزوم، ثمة أسباب تافهة، تجعلك تكره كل شيء، وليس الكتابة فحسب. ثمة مضايقات أخرى، تجعلك تكره نفسك وترغب بالموت.

البلد مفخخ بالرعب والتطرف، وليس من قانون حاضر، ليدافع عنك ويحمي أدنى حقوقك.

إني لا أخاف من شيء، مثلما أخاف من هجمات وأهواء الفكر المتعصب/المتطرف. ما أقذر هذا الفكر الأعمى!

(في عدن – مثلًا – حتى المقاهي أصبحت معرضة للخطر!). 
كذلك: هناك مخطط حقير يرمي إلى استهداف حركة المثقف الشريف وكلمة القلم الجميل.

هذا البلد الطيب (اليمن)، أجبره الصراع الدامي الراهن، على السير خارج مدارات المعاني الإنسانية الجميلة؛ حتى بات طاردًا للحياة! 
بلدنا هذا، أصبح لا يحترم حق المرء في التعبير.

فأنت، هنا، معرض للخطر المحقق عندما يتعلق الأمر بالسياسة أو الدين، مهما كان نقدك محترمًا أو عاديًا.

فكلما طال أمد الحرب، تعاظمَ معه القمع المنهجي، وكذا تتألق أكثر الأفكار الإجرامية الخطرة. ويا له من جحيم!

وكالعادة، يخنقني الموت الشديد عندما لا أجرؤ على نشر ما أكتبه. آه.. ما أتعس حياة المرء بلا حرية!

يستحيل على المثقف المبدع أن يحقق شيئًا في بيئة طاردة، تخلو تمامًا من هواء الحرية.

كل يوم والتضييق المُخِيف يحاصر حياتنا…، كل يوم والجرح يكبر، والضياع يزيد!

في الشارع أيضًا، لا أجرؤ على قول شيء، كما لا أجرؤ على تقديم النقد البسيط.
ومهما كان المرء ناقدًا شجاعًا، فإنه، في زمن الحرب، لا يقدر قط أن يُعَبِّرَ عما يزعجه أو ينتابه.

زمنُ العنف والتكفير.. زمنُ الوقاحة والسقوط.
غوغاء شاملة!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى