أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

رسالة جوية من صنعاء إلى عدن .. مقرات “التحالف” مكشوفة

يمنات

معاذ منصر

على الرغم من الاستعدادات الجوية الدائمة لـ«التحالف» الذي تقوده السعودية في اليمن، وتكثيف الحضور الجوي منذ انطلاق معركة الحديدة، في أجواء الساحل الغربي وباقي المناطق، إلا أن إطلاق حركة «أنصار الله» عمليات عسكرية جوية نوعية، أكثر من مرة، تشي بأن موازين المعركة تتغير بشكل متسارع في صالح حكومة «الانقاذ» والقوات الموالية لها.

مصادر عسكرية أكدت في حديث إلى «العربي»، على أن «القوات العسكرية الجوية، لديها إستراتيجية عسكرية ستقلب موازيين المعادلة العسكرية على الأرض، وعلى مستوى الجو، وبعد أن تمكنت هذه القوات من تحقيق أهداف خلال اليومين في الساحل الغربي وفي بعض المواقع العسكرية المهمة داخل السعودية، عبر تحليق طائرات مسيرة وصواريخ متطورة، تمكنت اليوم من وضع قيادة قوات التحالف في مدينة عدن، تحت نيران السلاح الجوي، التابع للجيش الوطني واللجان الشعبية، وهي خطوة نوعية، وفي هذا التوقيت بالذات».

عدن مكشوفة… وهادي قلق

وفي عدن، تنقل مصادر عسكرية الأجواء لـ «العربي»، مؤكدة أن «العملية نفذت بالفعل»، ومشيرة إلى أن «دوي الانفجار الذي سُمع كان واضحاً جداً في مدينة عدن، بالقرب من مقر التحالف».

وأوضح مصدر في حديث إلى «العربي»، أن «المعلومات تتضارب حتى اللحظة بشأن ما إذا كان الانفجار ناتج عن الضربة أو عن تصدي أنظمة الدفاع الجوي من قبل التحالف، ولكن في كل الأحوال، هناك شعور بالخطر، من قبل قيادة التحالف، بوصول هذه العمليات إلى فوق مقر قيادته».

وكشفت مصدر في عدن، عن أن «الرئيس عبدربه منصور هادي، يشعر بالخطر أكثر من التحالف»، مشيراً إلى أن «هناك مناقشات تجري في مربع هادي عن هذا التطور الملفت، ووصول هذه الطائرات إلى سماء عدن، في حين يخشى هادي من أن توصل قيادة التحالف رسالة إليه مفادها أن بقاءك في عدن يمثل خطراً، وهذه طبعاً تقديرات لدى الشرعية، التي حاولت أن تقرأ أكثر من احتمال للعملية وكيفيتها وطبيعتها»، وكل الاحتمالات بحسب المصدر «واردة لدى الشرعية في ظل استمرار الخلاف بينها وبين أبو ظبي».

إلى ذلك، أشارت المصادر العسكرية إلى أن «العملية مثلت خطراً على الجميع، سواء تم إسقاط الطائرة أو لم يتم، فالجميع في حالة إرباك».

وبشأن كيفية إطلاق العملية، ونوعيتها، قالت مصادر عسكرية، إن «هذا النوع من الطائرات يكون مداه قريب، بمعنى أنها لا تستطيع أن تطير لمسافة طويلة، إذ ينفذ منها الوقود»، وبالتالي، رحجت هذه المصادر أن يكون «استهداف مقر التحالف في عدن قد تم من منطقة قريبة من الهدف»، ما يشي بأن «هناك اختراقات حوثية لمناطق الشرعية».

وزادت المصادر: «هذا النوع من الطائرات لا يمثل تهديد كبير ربما على العتاد العسكري، لأن القوة التدميرية لها تكون ضعيفة، لكنها عادة ما تستخدم لضرب التجمعات البشرية، أما تأثيرها على الآليات العسكرية والمباني قد يكون محدوداً».

ولفتت المصادر، إلى أن «الأمر نفسه كان قد حصل قبل أسابيع في قصر الملك سلمان، حيث أعلن الإعلام الرسمي السعودي في حينها أنه تم إسقاط طائرة مسيرة عن بعد في حرم القصر الملكي، ما يعني أن هذا النوع من الطائرات قد تتمكن من الوصول إلى سماء السعودية والرياض تحديداً، فما بالك في عدن».

ورجحت المصدر أن تكون حركة «أنصار الله» قد قامت بتطوير هذه التقنية لمثل هذا النوع من الطائرات.

ويفيد مصدر مقرب من قيادة «التحالف» في عدن، بأن «الحديث يجري بين القيادة العسكرية، حول ما إذا كان خبراء عسكريين إيرانيين، هم من يعملون على تطوير هذه المنظومة، وهناك خشية من تطويرها بشكل أكبر من ذلك، لأنها ستمثل خطراً كبيراً بلا شك».

وأكدت مصادر عسكرية في عدن، وفي حديث إلى «العربي»، أن «جماعة الحوثي لا تزال متواجدة في أطراف لحج، وتحديداً في جبل جالس. وهذا الجبل الذي يقع في منطقة القبيطة شمال لحج، يطل على عدن، وعلى قاعدة العند الجوية، وبقاء الحوثيين في هذا الجبل، وفي هذه المناطق المطلة على عدن، يشكل خطر على عدن، ويجعلها في مرمى استهداف الحوثيين بالصواريخ والطائرات».

وأشارت المصادر إلى أن «قيادة التحالف وقوات الرئيس هادي، تحاول منذ فترة تحرير هذه المناطق، بما فيها جبل جالس، ولكن لا يوجد أي تقدم لاستعادة هذا الجبل، وكل التحركات العسكرية في هذا الاتجاه تنتهي بالفشل».

كيف نفذت العملية؟

وعن هذه الخطوة العسكرية التي وصفت بـ «النوعية»، ومثلت تهديداً واضحاً على حكومة هادي وقيادة «التحالف»، يقول الناطق الرسمي باسم القوات الجوية، التابعة لـ «الجيش الوطني واللجان الشعبية»، العميد عبدالله الجفري، في تصريح لـ «العربي»، إنها «عملية نوعية متقدمة ومتطورة في سلاح الجو المسير للجيش واللجان الشعبية والقوات الصاروخية»، مؤكداً «قصف موقع قيادة التحالف في منطقة البريقة في محافظة عدن من خلال طائرة مسيرة تسمى قاصف ومن ثم طائرة تسمى راصد».

وأكد العميد عبدالله الجفري أن «العملية تمت عبر هاتين الطائرتين، إحداهما قامت بالرصد وإسقاط الاحداثيات وإعطاء معلومات استخباراية دقيقة حول تجمع قيادات دول التحالف في منطقة البريقة، ومن ثم تم إرسالها عبر طائرة قاصف، وتم قصفهم بصاروخين».

وحول كيفية إختراق أنظمة الدفاع الجوي لـ«التحالف»، أوضح الناطق الرسمي باسم القوات الجوية لـ«العربي»، أن الطائرات المسيرة هذه تتميز بـ«تقنية حديثة ومتطورة، لا تسمح باكتشافها عبر الرادارات»، مؤكداً أن أنظمة الدفاع الجوي «لا تستطيع إسقاطها، بدليل أنها وصلت إلى مقر قيادة التحالف، وتمكنت من إصابة الهدف بدقة».

وأضاف الجفري: «إلى الآن، لم تأتينا مصادر مؤكدة عن طبيعة الخسائر، سواء على مستوى العتاد والسلاح، أو على مستوى الأفراد، وإنما من حيث المبدأ، العملية حققت أهدافها بدقة وأصابت أهدافها، وهناك الكثير من المؤشرات تؤكد ذلك»، مشيراً إلى أن «أهم ما في الأمر الاعتراف بأن العملية نفذت، هذا من حيث المبدأ. أما مسألة تحقيق الأهداف وإصابتها أو كما يزعمون إسقاطها، فهذا كلام آخر».
وأضاف «هذه العملية غيرت قواعد اللعبة العسكرية، وأيضاً غيرت الاستراتيجية من خلال المسرح العملياتي للمعارك»، مشيراً إلى أن «هذه الطائرات كانت عبارة عن طائرات بديلة وإضافية إلى سلاح الجو المسير».

ويؤكد الجفري «اليوم بدأنا بتدشين هذه المرحلة بقيادة قائد الثورة عبدالملك الحوثي، بتطوير القدرات العسكرية جواً وبراً وبحراً»، مشيراً إلى أن السيد الحوثي «أكد في أكثر من خطاب، أننا سنفاجئ دول التحالف بمنظوماتنا الصاروخية الحديثة والمتطورة، وحتى على مستوى الطائرات المسيرة من دون طيار».

وأشار إلى أن هذه المرحلة «دشنت في الذكرى الثالثة، بإطلاق سبعة صواريخ إلى العمق الاستراتيجي لدول التحالف، ووصلت إلى وزارة الدفاع السعودية، وقبلها إلى مواقع في الامارات، وأيضاً إلى مطار أبها، ويوم أمس، إلى مطار الملك فيصل في خميس مشيط، ودول التحالف اليوم أصبحت تحت نيران القوى الصاروخية والطائرات المسيرة من دون طيار».

وختم الناطق الرسمي باسم القوات الجوية، أن «القدرات متفوقة، والعملية تمت عبر كوادر وضباط يمنية خالصة، استطاعوا أن يغيروا هذه المعادلة على صعيد المعركة، وأيضاً استطاعوا أن يوصلوا رسالة، تؤكد أن قيادة التحالف لم تكن في مأمن اليوم، وعليهم أن يعيدوا حساباتهم، وكذلك الأيام القليلة القادمة، ستكون حبلى بالمفاجئات، وقائد الثورة يتحدث عن أسلحة نوعية حديثة ومتطورة، بدليل أن القدرات تتفوق بشكل نوعي وملفت».

من يدير الحرب؟

يرى المحلل السياسي، باسم الحكيمي، وفي حديث إلى «العربي»، أن «استغراق المعركة ضد الحوثيين كل هذا الوقت صب في خدمتهم، وعدم القيام بعمليات عسكرية حقيقية تكسر العمود الفقري للانقلاب» بحسب تعبيره.

وأضاف أن طول أمد المعركة «أعطى الحوثي فرصة للتحرك بخطورة على امتداد الجبهات المفتوحة من أقصى الشمال في صعدة على الحدود مع المملكة العربية السعودية إلى آخر نقطة جنوب غرب اليمن، مهدداً كل المحافظات بشكل مباشر، كما أعطاه فرصة لتوسيع قاعدة التسليح الصاروخي، وتراكم الخبرات في تصنيع وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة عن بعد، وإدارة الحرب بمستويات متعددة».

ورأى المحلل السياسي أن «هناك فجوات لم تردم، وإجراءات في الميدان غير مفهومة، وتبدو على النقيض من الأهداف المعلنة»، مشيراً إلى أن «الوقت الثمين يتبدد، والتحولات في المشهد الإقليمي والدولي غير مأمونة».

وتوقع الحكيمي «أن ينشأ عن المراوحة الحالية وعدم حسم المعركة مع الحوثي، متغيرات محلية خطيرة جداً تعصف بالمشهد إلى منزلقات خطيرة لا يمكن التحكم بمآلاتها».

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى