فضاء حر

المثقف الحق

يمنات

ضياف البراق

المثقف الحق، موقف كامل، أي رسالة إنسانية كاملة بالضرورة، لا نصف موقف؛ لأن هذا الأخير يجافي المنطق ولا يتفق والمبدأ، كما أنه كارثي ولا جدوى منه سوى الفساد بشكلٍ أو بآخر.

أيضًا: المثقف الحق، كائن نزيه الضمير، نبيل العقل، (طبعًا، العقل الجهول – بحق – هو عديم النُبْل والحرية)، هكذا أرى. 
ومما سبق يمكن القول: إن المثقف إنسانٌ وقضية معًا، وهذا المعيار أظنه لا يجافي الحقيقة.

نكبة على نفسه ونكبة على مجتمعه في آن، ذلك المثقف صاحب نصف الموقف. فأنصاف المواقف غالبًا ما تكون مُراوِغَة وماكِرة، ولا أثق بها دائمًا. 
وهنا يقول شاعر الحرية والمبدأ، مظفر النواب، في قصيدته الرائعة “في الحانة القديمة: 
“سيدتي، أيقتُلكِ البردُ؟ 
أنا يقتلني نصفُ الدفءِ، ونصفُ الموقف أكثر”.

وفي هذا القول الشعري، سالف الذكر، يطلق الشاعر إشارة نقدية ذكية مفادها التحذير من خطورة أنصاف المواقف، وكذا أنصاف الحلول.

أخيرًا، هذه الأنصاف كارثية من جهة أو من أخرى:

– أنصاف الثورات (هنا تكون درجة الخطورة عالية).

– أنصاف الحلول (كذلك هذا الأمر، خطير جدًا).

– أنصاف المواقف!

– وأنصاف الأسئلة أيضًا (فكم تزعجني، في دراستي، هذه الأنصاف!).

آخر الكلام: 
هل حقًا ان ثورات الربيع العربي- الربيع المأزوم دومًا بالكثير من الصراعات والإشكالات- هي أنصاف ثورات، كما يجزم الكثير من المثقفين والكُتّاب وغيرهم؛ وبالتالي فقد كانت كارثية جدًا، وما زالت كذلك؟

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى