العرض في الرئيسةفضاء حر

رسالة صريحة وصادقة إلى الإخوة في الشمال

يمنات

صلاح السقلدي

لا تدَعوا أرضكم تتحول إلى مرتعا للجماعات المتطرفة أو تستبيحه شرعية اللصوص و الحرمية و جيوش الطامعين, و قبح أحزاب الفساد و النهب و الارتزاق, كما حوّلـتْ الجنوب.

بمقدوركم أن توائموا بين رفض ظلم الداخل سواء من الحوثيين أو المؤتمريين أو الاصلاحيين أو أي قوة سياسية أو قبلية أو جهوية أو فكرية و بين رفضكم لأي وجود للجماعات المتطرفة والقوات الخليجية “السعودية والإمارتية” و القطعان البشرية المستذئبة التابعة لها التي نعاني منها اليوم بالجنوب أشد العناء و الغبن, فهي و داعموها الخليجيون لا تريد الخير و الصلاح لكم في الشمال و لا لنا في الجنوب.

فلسفة كهذه تنشر الحرائق بأرجاء الوطن العربي بما فيها اليمن لا يمكن أن يؤمَن جانبها و لا غائلتها على الأطلاق ناهيك عن التعويل عليها بأن ترفع مظلمة عن مظلوم أو تستعيد حق مسلوب لصاحبه.

ستندمون أشد الندم و تعضون أصابعكم حين لا يكون للندم فائدة و لا طائل إن أنتم بعتم ارضكم و مستقبلكم نظير فتات و وعود هي بالحقيقة وعيدٌ و توعد، كما فعلنا حين عالجنا جراحنا بأدوات ملوثة بدلا من معقمة، وعالجنا خطأ بخطيئة بالجنوب, هذا الجنوب الذي أضحى لا يأمن فيه المواطن على نفسه و هو في بيت الله, فضلا عن و هو في طريقه بل و في سربه أيضاً، و بات الموت يُوزع عليه بالمجان بكل حي و شارع, كما بات يعيش على فتات المعونات و سِلال الحسنات التي يمِنُ بها من كانوا سببا في بلائه عبر قوى محلية جنوبية و شمالية قابعة هنا في عدن و في الرياض كانت هي الأخرى سببا في المأساة الجنوبية منذ أكثر من عقد و ربع من الزمن, و تريد منه اليوم أن يفكر بعقلها و ينطق بلسانها و يقاتل بدلا عنها من تريد قتاله..!

لا تستبدلوا ظلم الحوثي و غير الحوثي بظلم و فساد و فوضوية هذه القطعان البشرية التي تعبث بالجنوب و تسومه سوء العذاب، فإن ظلم و فساد وعجرفة هذه القوى أشد قبحا، و ظلمها و فسادها و قهرها أشد وطأة من غيرها.

قاوموا ظلم الداخل بكل كبرياء و لكن لتستبدلوه بالعدل و المساواة و ليس لتستبدلوه بعصابات فاسدة و لفليف من الحرمية و قطاع الطرق المترزقين القادمين على ظهر عربات الخارج, و تجار المقابر و ناهبي العملات الصعبة و مصاصي دماء الناس و قوتها و أرواحها و أمنها، و دراكولا الخدمات و الوقود و المرتبات و المعونات.

نحن في قبضة عصابات مكشرة عن أنيابها بشكل لم تشهد لها عدن و لا الجنوب مثيلاً في قبحها و همجيتها و لصوصيتها, لا تتركوا أرضكم فريسة لشذاذ الآفاق من قوم أبو رغال و أحمد الجلبي، فستأكل الأخضر و اليابس بعد أن تبطش بكم كبشر و شجر و حجر, فأنتم في نظرهم اليوم ليس أكثر من مجوس روافض، أو في أحسن حال انقلابيين و متمردين على شرعيتهم الميمونة وجب تأديبهم، تماما كما كان الجنوب في نظرهم عام 94م كفار ملاحدة أو انفصاليين، أو شرذمة متمردة في أحسن حال وجب تربيتها, ليس فقط شمال الشمال الزيدي بل كل الشمال بما فيه الشافعي، فهذا الأخير في نظر هذه الجماعات المتطرفة المتسلحة بالمال السعودي مذهب ضال يجب قلعه من الجذور تماما كما فعلوا و يفعلوا به في الجنوب و يفعلوه تجاه الطرق الصوفية و الاسماعيلية و غيرها من المذاهب و المدارس و الافكار المختلفة معها منذ عام 94م.

سلامة الشمال بقدر ما هو مصلحة للشمال فهو يمثل للجنوب حائط صد من أي انهيار بالأوضاع، تماما كما يعني انهياره للجنوب كارثة حقيقة, سيما و هذا الجنوب يتلمس استعادة حقه السياسي و الوطني بعد أن أدارت كل قوى الشمال – الا النزر اليسير منها – وجهها للوحدة العادلة و استعاضت عنها بوحدة العربدة و الاستعلاء و الاحتلال.

المصدر: حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى