فضاء حر

حتى لا تظل الانتقادات عرجاء

يمنات

صلاح السقلدي

الوضع الأمني المتردي في عدن وفي عموم الجنوب هو نتيجة منطقية للطريقة” الفضيحة” التي تم بها تشكيل الكيانات الأمنية،وانعكاسا لتعدد المشاريع السياسية وتصادمها،وغياب التسوية السياسية العادلة للقضايا وأولها القضية الجنوبية وضياع بوصلة الثوار بصحراء المنافع الذاتية،بعد أن صار الجنوب ملعبا سياسيا كبيرا للاعبين محليين واقليميين ودوليين كُــثر، وساحة حروب بالوكالة لمصلحة قوى إقليمية.

ومع ذلك لا يعفي هذا الوضع المسموم المسئولين القائمين على الأمن من أعلى سلطة بالحكومة وما فوق الحكومة -من وزارة الداخلية الى مدراء أمن المحافظات وحتى آخر ضابط وجندي-، وتسليط الأضواء على فشل هذه الاجهزة وانتقاد انتهاكاتها وتجاوزاتها والذي يجب أن يكون انتقادا خاليا من كولسترول المكاسب المالية والمادية ودهون ضغائن الجغرافيا والاستهداف الشخصي أو السياسي أو اسلوب النكاية والمناكفة المتشيطنة.

انتقادا يجب أن يُــبنى على طريقة منصفة ودون انتقاء أو تصيُّــد, ولا تضخيم الأخطاء على جهة وغض الطرف عن تجاوزات جهة أخرى لحسابات بائسة كالتي نراها اليوم بكل أسف من قبل البعض. مع ضرورة الإشارة هنا الى أن الانتهاكات التي تطال الناس تطال أرواحهم وسمعتهم وحرياتهم تشمل أيضا مصادرة ونهب حقوقهم من ممتلكات خاصة مادية كانت أو مالية ومنها بالذات المرتبات الشهرية التي تسطو عليها حيتان الفساد المحمية من جهات عليا وتطال كل الوحدات العسكرية بشكل مريع، وكذلك الممتلكات العامة كالأرضي والمتنفسات ومرافق ومؤسسات الدولة التي يتم البسط والاستيلاء عليها والمعسكرات والشواطئ على نحو مستعمرات عشوائية، كل هذا وغيرها يندرج ضمن انتهاكات الحقوق، والوقوف أمامها يجب يكون بانتقاد صادق، انتقاد يجب يقف على قدمين وليس انتقاد أعرج، أوالنظر اليها بعين عوراء وأخرى سليمة.

(عين الرضاء عن كل عيب كليلة× ولكن عين السخط تُبيدي المساويا). فأمن الناس لا يحتمل النفاق أو الصمت والمتاجرة به. 

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى