العرض في الرئيسةفضاء حر

من أرشيف الذاكرة (58) .. العمل الخيري والتوجه السياسي

يمنات

أحمد سيف حاشد

(2)

• إنني وبدون الأنا أظن ميلي للتميُّز، والخروج على ما هو رتيب ومعتاد، وأحاول صنع النموذج الأفضل والمختلف، ومحاكات ما هو جديد ومبدع، واستلهام الإبداع من الممارسة لا من التنظير الكليل..

• أحاول استفيد من عثراتي وإخفاقاتي وأخطائي التي أرتكبها، واعتقد أن لي في حسن النية شفاعة، وفي دأبي لتصحيحها شفاعتين.. أعيد النظر بين الحين والآخر في العمل والأداء والمواقف والأشخاص..

• أما النجاح فلا أصنعه وحدي، بل يكون مرد وسبب صنع النجاح في المقام الأول لغيري ممن هم حولي، أو داعمين ومساندين لي، و لن أكون لأنجح من دونهم، وهم من لهم الفضل الأول في ممارسة وجودي على النحو الذي أروم أو نروم، وبما نحققه معا من نجاح وإنجاز..

• هذا ما استشعرت به في محطات مختلفة من حياتي منها على سبيل المثال لا الحصر الجمعية الخيرية التي أنا بصد الحديث عنها، ثم البرلمان، ثم منظمة التغيير، وجبهة إنقاذ الثورة، ونحو ذلك، وعندما يخذلني الواقع، أو يكون أكبر مني، وتكون الظروف شديدة المعاكسة والتعقيد، والحال بائس، والرياح تجري بعكس ما أريد.. لا استسلم، وأظل أحاول دون أن أرتمي في الوحل.. أستمر بالمحاولة والتجريب أبحث عمن يساعدني أو يأخذ بيدي لانتزاع فرصتي مرة أخرى، أو أطرق بابا متاحا للنجاح وتحقيق إنجاز..

• جمعية التعاون الخيرية لمديرية “القبيطة” هي الجمعية الوحيدة بحسب تصوري الذي بدأ لها الإعداد باكرا.. ليستغرق قرابة العشرة شهور قبل التأسيس، بدأت بمشاورات ولقاءات من مستهل شهر مارس 2000 إن لم يكن قبل هذا التاريخ، وحتى تأسيسها الذي كان في ديسمبر من نفس العام.

• وبحسب تصوري، كانت تلك الجمعية هي الأولى التي كَسَرَت النموذج الرتيب والمعتاد في تأسيس الجمعيات الخيرية، وخرجت عما هو قائم من تقليد واعتياد، ولاسيما من حيث التمثيل، والتشكيل، والأسس، وجوانب من النشاط.. وقد أتاح لي وجودي برئاسة لجنة الوثائق وإعداد مشروع النظام الداخلي وبرنامج الجمعية مع آخرين من رفقتي، وبعض المساندين والداعمين الفرصة والنجاح والإنجاز..

• كانت تجربه مميزة جدا، وكان نظامها وبرنامجها يعتمد على التمثيل بحسب الكثافة السكانية، هيئتها الإدارية تتكون من 15 عضو، منهم 6 أعضاء (مقاعد) لعزلة “اليوسفيين” و4 أعضاء لعزلة “القبيطة”، و3 أعضاء لعزلة “كرش” و2 أعضاء لعزلة الهجر هدلان. إلا أن أصغر عزلة أو مركز فيها من حيث السكان، يمكن لأعضائه أو ممثليه مجتمعين في الهيئة الإدارية أن يستخدموا ما يشبه “الفيتو” في قرارات الهيئة الإدارية..

• كان مثلا خروج ممثلي مركز “الهجر” الاثنين أو ممثلي “كرش” الثلاثة من الهيئة الإدارية التي قوامها 15 عضو، استنادا لعقد التأسيس أو وثائق الجمعية، يمكنه أن يضع حد لاستمرارها، وهي ضمانة تمنع استبداد الأكثرية على الأقلية، وتمنع السيطرة المناطقية، وتمنع من شعور الأقلية بالغبن، بل وتشعر ابناءها المنتميين لتلك العزل الأقل كثافة سكانية، من خلال ممثليها أنها مشاركة في صنع كل قرارات هيئتها الإدارية، من ألفها إلى ياءها..

• أظن أني نافحت كثيرا من أجل هذا، والدفاع عنه، قبل التأسيس وبعد التأسيس، وكان لبعض رفقتي وبعض وجاهات المديرية، دورا في الإقناع قبل التأسيس، وتشريعه عبر الجمعية العمومة أثناء التأسيس، والثبات عليه لاحقا من خلال وجودنا في الهيئة الإدارية..

• أظنه كان نموذج مصغر، نجحنا فيه إلى حد بعيد، فيما فشل من أسسوا الوحدة اليمنية في استمرارها.. كان فشلهم هذا ذريعا، وظل كذلك دون أن يمسه تصحيح أو مراجعة.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى