فضاء حر

سلام عليك يا علي الأنسي

يمنات

نائف حسان

الليلة سَهران على أغاني علي الأنسي.. فتعززت قناعتي السابقة.. لم يوجد بعد في اليمن كلها، من المهرة إلى صعدة، من هو أكثر موهبة فنية من الأنسي.. على مستوى الصوت والموهبة اللَّحنِية. هو فناناً استثنائياً ومكتملاً. لم يكن لمواهبه حَدّ، حتى أنه رسم صورته، وكتب كلمات أغنية “معي صديق”، وأغاني أخرى.

“الأنسي” غَنَّى “لنت الزجاج أنا كسيرك الماس” بصوت عالي. في هذه الأغنية “يَشْغُب” بأعلى صوته، كما لو أنه يُريد أن يُسمع حبيب بينه وبينه مسافة طويلة. جميع الفنانين يتعبهم الغناء بالصوت المرتفع، أما “الأنسي” فيتعبه الصوت المنخفض، وأدائه في أغنية “وقف وودع” خير شاهد على ذلك. “الحارثي”، أقرب منافسيه في الأغنية الصنعانية، غَنَّى “لنت الزجاج”، لكن بصوت منخفض، وأجاد فيها طبعاً، لكن يبقى “الأنسي” في العالي.

أنا من عُشَّاق “الحارثي”، فهو أفضل من غَنَّى “ولا حتى سلام”، لكني أتأكد، يوماً بعد آخر، أن صوته يخذله في منافسة “الأنسي”. والتسجيل الذي يجمعه مع “الأنسي” و”السُنيدار” في أغنية “أراك عَصِيّ الدمع” يؤكد أن “الأنسي” هو “الأستاذ”. في هذا التسجيل تسمع “الأنسي” يوجِّه تعليمات وتصحيحات كلمات لـ”السنيدار” الكبير، فيما تنتبه إلى أنه تم سؤال “الحارثي” عن شيء ما، وتسمعه يُجيب: “مش أنا داري”. أما الفنان “أبو نصار” فقد كان أبرز تلاميذ “الأنسي” حتى أنه تقمَّص صوته وطريقة أدائه.

كان “الأنسي” يمتلك وعياً وطنياً استثنائياً، فهو الفنان الوحيد الذي غَنَّى بـ”الجاف” و”القاف”، في أغاني مختلفة وفي الأغنية الواحدة، محاولاً استرضاء الهويتين الطائفيتين في اليمن رغم أنه يتحدث بـ”الجاف”. وبالفعل فقد كان، ومازال، جمهوره في تعز وإب.

من يسمع أغنية “وقف وودع” سيدرك أن “الأنسي” لو عاش كان سينقل الأغنية الصنعانية إلى المستوى العربي، كما فعل أبو بكر سالم بالنسبة للأغنية الحضرمية.

سلام عليك يا علي الأنسي يوم ولدت ويوم عشت ويوم تُبعثُ حياً. وسلام على أبو بكر والحارثي والسنيدار.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى