إختيار المحررالعرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد غير مشفرة (145) .. حتى لا نُخدع مرة أخرى

يمنات

أحمد سيف حاشد

(1)

ما يجري اليوم
هو اغتيال العلمانية باسم العلمانية
من قبل مدعيين غير علمانيين

(2)

بعد استهلاكهم لاسم “الثورة” بعد سرقتها
وبعد افراغ الثورة من مضمونها مبنى ومعنى
يريدون اليوم العودة باسم “العلمانية”
واستخدامها كحصان طروادة
لقد تعلمنا أن لا نُخدع ثانية من درس “الثورة” المسروقة..

(3)

عندما كانت في لجنة صياغة الدستور كان حريا بها إن كانت صادقة وجادة تُضمين مشروع الدستور، علمانية الدولة.. ولكنها لم تفعل وبدت وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد..

واليوم وبعد تفكيك ما بقي من دولة، وبعد خراب مالطا، تريد أن تعود إلى صناعة المشهد القادم باسم العلمانية التي ننحاز نحن إليها دوما..

نعم .. نحن علمانيين .. ولكننا لسنا مدعيين.. ولن نكون مغفلين للمرة الثانية..
من لا يتعلم من 2011 لن يتعلم عمره كله.. وقد تعلمنا حد الجوع والعطش والموت..

(4)

عندما يحمل لواء العلمانية شخص مثل محمد العماد عضو أول خلية حوثية في صنعاء، أو الإخوانية توكل كرمان التي قالت ذات يوم “أنها تقدّس حزبها” يجب عليك أن تتحسس رأسك، وتتأكد من وجود حذائك..

(5)

العلمانية فكرة سياسية رائعة، ولكن لا ينبغي أن تحمل رأيتها أيادي ملوثة..

زائد على ذلك، علمانية مصطفى إتاتورك يتم تقويضها اليوم في تركيا من قبل الإخوان المسلمين؛ فكيف نصدق أنهم يريدون إقامتها في اليمن..

العلمانية ليست وحي نزل من السماء على حين غُرّة.. ولكنها تراكم سياسي ومعرفي..
تستطيع أن تكذب على الناس بعض الوقت ولكنك لا تستطيع أن تكذب عليهم كل الوقت.

(6)

قلتِ أنك تقدسين حزبك .. وعليك أن تفهمي أن التقديس ليس من العلمانية في شيء.. ثم أنه من باب أولى أن تبدئين بنشر العلمانية في حزبك المقدس.. فإن لم يتقبلها حزبك، عليك أن تغادرينه من غير رجعة، لتتصالحي مع نفسك وذاتك وادعاءاتك ، ومع مصادقيه لطالما تدعينها أمام البسطاء والمخدوعين ومحسنين الظن بك.

(7)

تم إعادة انتاج مراكز قوى الفساد والقوى القديمة المهترئة بما فيها القوى الدينية المتخلفة باسم (الثورة) الذي خرج الشعب من أجلها.

وعندما استهلك هذا الاسم أو المصطلح صلاحيته بالاستخدام المرير المترع بالدم والفشل الذريع، يريدون إعادة انتاج تلك المركز والقوى مرة أخرى باسم العلمانية، والتي لا شك أنهم سينقلبون عليها في أول فرصة سانحة، كما فعلوا بالثورة المغدورة..

وهكذا نظل ندور نحن في حلقة مفرغة كالدراويش، ويظلون هم يعيدون انتاج أنفسهم ويعيدون انتاج الواقع على النحو الذي يحلوا لهم، وكل مرة تكون هذه الإعادة تحت عنوان أو مسمى..

لن نقبل بحال كهذا، ولن نسمح لهذا الحال أن يستمر بمسمى مختلف فيه اغراء جاذب، وقناع مخملي، وتحت القناع يقيم كل الدجل والخداع والظلم والاستبداد العتيد.

(8)

إثارة العلمانية في هذا الوقت بالذات أشبه بإثارة خلق القرآن في زمن المأمون. 

(9)

أنا مع العلمانية ولكن أولاً نريد أن تتوقف هذه الحرب اللعينة لنعبر مرحلة الموت التي علينا أن نتجاوزها قبل كل شيء.

نريد الوقوف في وجه المجاعة..

نريد خبز قبل العلمانية لنبقى على قيد الحياة..

نريد حقنا في الحياة أولا هذا كلما في الأمر وبعدها ولا لكم إلا علمانية من هذا الرأس..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى