فضاء حر

جزء من الكل مفقود ..

يمنات

هيثم صالح

لعل هذا آخر ما أخطه إليك ؛ قد يكون اعترافاً يغلبه الإحتضار ؛ وقد يبدو لغزاً يستغيث بنجدة تائهة ؛ أو ربما في أغرب الأحوال ؛ لعنة فارغة تنخر كيان الرغبة..!

وكأن قرار حبك لعنة تستدعي كل هذا الشقاء ؛ كلما شعرت أنها النهاية ؛ تخلقين شيء ما ؛ أزعم فهمه ولكني أعجز عن تفسيره ؛ لست واثقاً بعد من الصانع ؛ أنا أو أنت أم هو كل هذا البؤس من حولنا..!

أخشى أن تخوننا الكثير من الأشياء بالنسبة لهذه الأبجدية الأخيرة ؛ كأن لا يصلك الفرق بين ما أعنيه وما لا أعنيه ؛ فأنت لاتعلمين كم تعثرت بي فيك ومنك المجازات والاستعارات ؛ لعلك لا تدركين أن عدد الإحتمال هو المجرم الخائف والوحيد الذي ذبح في قلبينا القرار..!

قد لا أعني كل ما سبق مثل ما أعنيه هنا في هذه الأقواس المحنية (في سبيلك تعترض بساطتي المتناقضات بشدة وبلا ضمير..!)

فجأة ؛ حالة صيفية حارة ؛ تلبسني في ذروة العطش؛ تأتين أنت سخية بحالتين ؛ تارة كـ الماء عذبة وأخرى باردة كـ الشتاء ؛ أركض خلف سرابك أبحث عنك كـ ظلال ثم ماء ثم شتاء..!

لكنني لا أجدك ؛ لا نلتقي بعضنا ؛ قررت الكفر حينها أفضت بي الحيرة لذلك ؛ ألوت ذراعي العذابات المتكررة ؛ أرهقتني المشاعر المبهمة..

لجأت إلى الله فوراً بغير مقدمات وقلت ؛ ألست من سن القوانين ؛ أخبرني إذن كيف لا تجتمع الفصول في قلبينا وهي جغرافية واحدة ؛ وكيف ستجتمع ونحن بقعة ثلجية في الغرب وموطن شديد الحرارة في الشرق..!
سأتمرد ؛ سأعلن العصيان ؛ سأحارب الكواكب وأقتل السحاب وأشعل السواد بفتيل أبيض أعيد بهما صياغة الحياة لتبدو أنقى ويغدو العالم مكاناً أفضل..!

سحقا ؛ لحجم الإنتقام أيتها السادية لم أكمل بعد ؛ إياك تعرضين عني ؛ سأعود عن الإفاضة فلا تشيحين بوجهك بينما أتحدث إليك..!

لقد أودعتني التيه بدون أهلية ؛ رميت بي في قفص يشبه كل الشعوذات ولايشبه القفص ؛ وضعتِ فيه بغيرِ إحساس منكِ ما تبقى لي من الحواس ؛ لم أزل رهينة لوهم الإرادة الحرة ؛ متهم بالجريمة محكوم بالعقاب ؛ حبيس اللغة لا أعي ما الصوت ولا الصلوات لا أدرك ما الفرق بين الأرض والسماوات ولا ما إن كنت محسوباً على الأحياء أم ميتاً يمتهن تجهيز الأموات ثم يتوسدهم معاً حتى إشعار آخر بالموت وخلال ذلك كله يفقد كل شيء تماماً ولا يتكرر في وجوده غير مراسم التأبين..!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى