فضاء حر

التحالف والشرعية المال مقابل الدماء والدمار والموت .. شراء الصمت .. !!

يمنات

فهمي السقاف

وزارة خارجية الشرعية بدت كحاطب ليل في بيان صحفي لها ليل أمس الخميس 30 أغسطس 2018م إذ صرحت انها ” ستبدأ خلال اليومين القادمين بصرف التعويضات المادية لضحايا التحالف ” 

يقيناً ان الشرعية عبر وزارة خارجيتها لاتنطق عن الهوى وانما هو وحي أوحى به التحالف لها لتنطق به في بيانها ليل الخميس الماضي . 

بالتأكيد ان ماورد في بيان خارجية الشرعية الذي أوحى به التحالف لها حول تعويض الضحايا اليمنيين المنكوبين والمتضررين من قصف التحالف لم يكن قط نتيجة لحالة وعي انساني عادت بعد سنة* او سبات فجأة و أيقظت الضمير الميت أصلاً للشرعية والتحالف ولم يكن ايضاً لفائض ودواعي ودوافع انسانية استدعتها يقظة الضمير بعد زهاء سنيناً أربع من الحرب القذرة التي أحالت حياة اليمنين واليمن خراباً ودماراً وموتاً غير مسبوق في تاريخهم كله . 

ما تقدم حدث بسبب تقرير لجنة الخبراء الأمميين حول حالة حقوق الانسان في اليمن والتي شُكلت من قبل مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة والتي أصدرت تقريرها منتصف هذا الأسبوع.

في البدء كانت الشرعية أول من سارع من اطراف النزاع إلى الصراخ من محتويات التقرير معبرةً عن صدمتها مشهرةً إنكارها لما تضمنه التقرير من جرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية موثقة ومعززة بالأدلة .

من جهتها دولتي التحالف السعودية والإمارات صدمتا مما ورد في التقرير وصمتتا نتيجةً للصدمة ثم وبعد مضي قرابة يومين صرحّتا بأنهما ستدرسان محتويات التقرير وستردان عليه . 

وحين تبينتا استحالة الإنكار لماتضمنه التقرير الأممي من جرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان تُرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية معززة وموثقة بالأدلة هما من ارتكبها بحق اليمن واليمنيين مع بقية شركائهما من اطراف النزاع المختلفة .

البيان الموحى به من قبل دولتي التحالف السعودية والإمارات للشرعية عبر وزارة خارجيتها ماهو إلا خطوة استباقية أقدمتا عليها لتحميل الشرعية وحدها مسئولية الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين اليمنيين لتظهرا ان التحالف انما تدخل تلبية لطلب الشرعية وعليه فهو في كل ما يعمل انما يعمل بأمر الشرعية واحسب ان لا عاقل في العالم كله ستنطلي عليه محاولة بليدة كهذه ومن ناحية أخرى أقدم التحالف عبر اعلان الخارجية بيان تعويض المتضررين من قصف التحالف الذي تمخض عن اجتماع حدث في مقر التحالف بعدن محاولاً شراء صمت الضحايا بالمال القذر ليفلت من العقاب ويذهب في نهاية سبتمبر القادم لمناقشة التقرير مسلحاً بصمت اشتراه من ضحاياه المال مقابل الدمار والدماء والموت ليبين لرعاته الدوليين امريكا وبريطانيا وفرنسا انه يصحح اخطائه فهو لا يعتبرها جرائم انها محض اخطاء سببها الشرعية التي تزوده بمعلومات خاطئة ظناً منه أي التحالف انه بخطوته هذه سيلتف على التقرير الأممي ولو مؤقتاً بمساعدة شركائه الدوليين في الاجرام بعد ان يجزل لهم الرشى والصفقات .

لكن احسب ان تحالف الشر انما بخطواته هذه يعترف بما ارتكب من جرائم وانتهاكات بشكل غير مباشر فرضه التقرير الأممي برصده للجرائم والانتهاكات الجسيمة الموثقة والمعززة بالأدلة التي جعلت إنكار التحالف والشرعية وبقية اطراف النزاع الذي أشار لهم التقرير الأممي تبدو مستحيلة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* سنة تعني مقدمة النوم . .

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى