العرض في الرئيسةفضاء حر

شرعية الرجل المريض ..!!

يمنات

فهمي السقاف

لا عجب في ان تحتضر او تكاد تلفظ شرعية الرجل المريض انفاسها الأخيرة فهي معتلّة ابتداءً بالأمراض القاتلة التي اجتاحتها منذ قرر المستفيدون منها مدها بالاسباب المساعدة لإطالة عمرها ولكلٍ منهم غرضه ومرماه إلا الرجل المريض الذي لا غرض له إلا البقاء متشبثاً بشرعية رتعت فيها العلل والأمراض منذُ ولادتها العسيرة .

فهاجس الرجل المريض ومثله الأعلى معلمه الزعيم اللص حاكاه من حيث انتهى واقتفي أثره يروم تحقيق ما حققه الزعيم اللص من طول بقاء في السلطة فطفق يستعين باسوأ مخلفات الزعيم اللص ظناً منه ان هؤلاء هم من كانوا السبب في تأمين مدة أطول للزعيم اللص في حكم البلاد فكان ان أعادهم إلى مواقعهم او بوأهم مواقع أعلى منها في السلطة هكذا ابتدأ الرجل المريض مشوار فشله ولازال وكان كثيرين من النخب يغضون الطرف ويتوسلون أملاً في ان الرجل سيتغير ويغير البلاد إلى الأفضل سمعت ذلك من اصدقاء ولا أدري من اين يأتون بأمل لامؤشرات على وجوده وكنت على الضد من تفاؤلهم لأن لا قصة نجاح في سيرة الرجل يمكن توسلها كمصدرٍ لأملٍ مستحيل وتفاؤل لن يتحقق واقعاً .

في صيف عام 2013م اتخذ قراراً بهيكلة القوات المسلحة والأمن على أُسس وطنية وتحويل مقر الفرقة الأولى مدرع إلى حديقة عامة كثير من اصدقائي يومها كانوا في غاية الفرح والسعادة وارتفع منسوب التفاؤل لديهم وكانوا يرون ان ساعة التغيير قد حانت فحين سألوني رأيي من باب تذكيري برأي لي سبق ان قلته لهم ان الرجل لن يفعل سوى الفشل ومراكمة الخيبات وان لا أملاً يرجى منه . أكدت على رأيي السابق وطالبتهم بالتريث والانتظار كي لا يكون وقع خيبة الأمل عليهم شديد الوطأة قائلاً لهم ان غداً لناظره قريب وسنرى .

فلم يفعل الرجل شيء مما اعلنه جمّد القرار بعد ان نال منه أحد الأطراف مبتغاه وظل الجنرال العجوز هازئهاً من القرار في مقر فرقته الأولى مدرع الذي كان ضمن القرار ان تتحول إلى حديقة عامة ومُزقت صور المجسمات للحديقة المفترضة التي عُلقت على أسوار الفرقة .

الحق ان السلاحف هذه الكائنات الجميلة وجدث من ينافسها في بطئها ويتفوق عليها ذلك هو حال الرجل المريض وأسلوبه في إدارة شئون البلد بطء الفاشل وليس تأني الحكيم المقتدر . 

في أوج الحرب في 2015م وطيران التحالف يقصف بلا هوادة كل ما يدب على الأرض من بشر وكائنات وشجر وحجر دون تمييز أفنى القصف مدنيين كثر ،أُسر بأكملها اقتلعها قصف الطيران من جذورها في الحياة الدنيا والرجل صامت كثيرين انتظروا هذا الرئيس الشرعي الذي محضه العالم اعترافه ان يسمعوا منه كلمةً واحدةً ان يخاطبهم ان يقول لهم ان الحرب لن تطول وان السلام آتٍ انتظروا منه أملاً لا يملكه ولا احسبه في قاموسه انتظروا منه مواساة تخفف عنهم لا يعرف لها معنى ولم يفعلها قط في حياته طال انتظار شعبه لكي يسمع كلمة من رئيسه الشرعي المعترف به دولياً لكن الرئيس ” ساكت ولا كلمة ” كأن الحرب تدور رحاها في المريخ وليس في بلد رئيسه هو . 

وحين خاطب بعد أشهر طويله شعبه كان الشعب قد نسي ان له رئيساً أصلاً .

التأخر والبطء الناجم عن بلادة الاحساس لدى الرجل المريض طبع أصيل لا فكاك منه، الشعور بالعجز والفشل منبته وأصله ومبتداه في شخصية الرجل لذلك دائماً يأتي متأخراً .

حين شرع تحالف الشر يعمل وينشئ مليشيات ويرعى أمراء حرب ويسيطر على الجزر والموانئ البرية والبحرية والجوية وطرق التجارة الدولية حدث كل ذلك وسواه مازال يحدث والرجل وحكومته الشرعية يلزمون الصمت إضافة لما تقدم منعهم التحالف من تصدير النفط والغاز لأغراض وأهداف خاصة يروم تحالف الشر تحقيقها كل ذلك والرجل المريض صامت حاول تحالف الشر الانقلاب على شرعيته واسقاط حكومته جهاراً نهاراً هنا تململ الرجل المريض وكل ما فعله انه اشتكى حليف لآخر وعاد إلى صمته المعهود.

كل ما فعله واتخذه تحالف الشر من إجراءات كانت ممنهجة ومدروسة كجزء من أسلحة الحرب ولكل سلاح دوره في الحرب ومهمته التي عليه انجازها فمنع تصدير النفط والغاز ومنع بعض السلع والبضائع من الدخول والحصار المفروض على الموانئ البرية والبحرية والجوية كل هذه الاجراءات انما هي جزء أساسي في الحرب الاقتصادية التي يشنها التحالف ضد الجميع لتحقيق أهدافه الخاصة والتي هي بالضرورة ضد مصلحة اليمن واليمنيين حدث كل ذلك والرجل المريض وحكومته معتصمين بالصمت إلى ان ضجّ الشعب وبدأ عصيانه احتجاجاً على السوء الغير مسبوق الذي وصلت إليه الأوضاع الاقتصادية وانهيار العملة الوطنية امام العملات الأخرى .

هنا صحي الرجل المريض وحكومته على احتجاجات الشعب ليوجه حكومته بمعالجة الأوضاع الاقتصادية وبيع النفط والغاز !! 

كل تلك الشهور والسنوات ولم يفطن لاتخاذ إجراءات تحد من تدهور الاقتصاد وانهيار العملة !! 

انه بطء الفاشل العاجز البليد دوماً يأتي متأخراً بعد خراب مالطا كما يقال .

لكن حتى توجيهاته وقرارات حكومته التي اتخذتها لمعالجة الأزمة الاقتصادية بصرف النظر عن الأثر الذي ستحدثه لن تتحقق واقعاً فهاهو التحالف والإمارات تحديداً تسبقهم وتوعز لمرتزقتها بإحباط قرارات حكومة الرجل المريض فهاهو محافظ حضرموت ناقص انه يُعلن دولة حضرموت المستقلة بتخذ قرارات بعدم بيع النفط والغاز وتوريد عائدات محافظته لفرع البنك المركزي لحضرموت وانه سيدفع رواتب موظفي المحافظة وسيدعم السلع في دولة حضرموت فقط وبالتزامن معه يعلن انتقالي الضالع محاكياً بشكل بائس إسقاط الجبهة القومية للمناطق مكرراً التاريخ بهزلية لانظير لها ويتخذ ذات اجراءات حضرموت سوى ان لا نفط وغاز للضالع بل قات وأحجار صمّاء ويمنع دخول مواطني المحافظات الشمالية وعلى المقيمين منهم تعبئة استمارة الاقامة في أقرب مركز شرطة.

هرب التحالف من سخط الشعب الذي يطالبه بالرحيل كمحتل ليشتت انتباه الشعب في وجهة أخرى عن قضيته الرئيسية التي حددها بوعي .

اكاد ان أجزم ان سفر الرجل المريض شفاه الله إلى امريكا للعلاج له ما بعده وان هادي يمضي إلى الخطوة الأخيرة من مهمته كرئيس شرعي والمتبقي هو طريقة الاخراج لتلك الخطوة .

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى