أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

زعيم أنصار الله يتحدث عن مشاورات جنيف والمشاورات التي سبقتها ويقدم مبادرة في الجانب الاقتصادي

يمنات – صنعاء

قال زعيم أنصار الله، عبدالملك الحوثي، إن السبب الرئيسي لفشل انعقاد جولة المشاورات التي كان من المزمع انعقادها في جنيف، عرقلة تحالف العدوان في خروج و سفر وفد صنعاء باتجاه جنيف.

و أكد في كلمة متلفزة بثتها قناة المسيرة التابعة للحركة، السبت 8 سبتمبر/أيلول 2018، أنهم لم يكونوا طيلة الفترة الماضية يمانعون أبدا من الحوار و لا من السعي للوصول إلى حل سلمي لوقف العدوان.

و أشار إلى أن موقفهم  منذ بداية العدوان و إلى اليوم هو الدفاع عن النفس، و الدفاع عن الأرض و العرض.

و كشف أن المرحلة الماضية شهدت حوارا مباشرا مع النظام السعودي، فيما عرف آنذاك بجولات ظهران الجنوب. منوها إلى أنه خلال المراحل الماضية كان الطرف المعتدي يسعى للحصول على ما فشل في تحقيقه بالحرب، من خلال الدبلوماسية.

و أكد أن العدوان يريد السيطرة التامة على اليمن تحت عناوين كثيرة و تجريد اليمن من كل عناصر القوة والمنعة والاستقلال و التحكم بشكل مطلق و تام في قراره السياسي و في التحكم حتى بوضعه العسكري والأمني والاقتصادي تحت غطاء دبلوماسي.

و لفت إلى أن كل ذلك فشل في المراحل الماضية فاتجه إلى الاستمرار في الحرب و العدوان على اليمن. وقال: عندما نأتي لدراسة ما حصل مؤخرا وما شاب هذه العملية تحضير لمشاورات في جنيف نجد أن اتجاه تحالف العدوان لإفشال هذه المشاورات كان أصلا، بنية متعمدة و إرادة مسبقة و توجه فعلي.

و اتهم قوى العدوان بأنها ليست جادة و لا راغبة في الوصول إلى حل سلمي منصف و عادل. مؤكدة أنها لا تريد ذلك، و لا تقبل بأي حلول منصفة و لا تسعى للوصول إلى حلول منصفة.

و قال: قوى العدوان لها أهداف واضحة تحدثنا عنها و الواقع يشهد بما قلناه وهذه الأهداف التي هي السيطرة المباشرة على هذا البلد جغرافيا اقتصاديا سياسيا تحت كل العناوين، سيطرة شاملة مباشرة بكل ما تعنيه الكلمة.

و أضاف: عندما تلحظ أنها لا تصل إلى هذه النتيجة تحت الغطاء الدبلوماسي تحول تعاطيها الدبلوماسي مع مساعي الأمم المتحدة، تعاطيا مخادعا لذر الرماد في العيون على حقيقة تعنتها و إصرارها على الاستمرار في عدوانها.

و تسأل: ما الذي يبرر عرقلة و إعاقة سفر الوفد الذي لم يكن لديه أي شروط مسبقة..؟ و قال: الوفد كان يريد فقط السفر بطريقة آمنة تضمن له الوصول إلى جنيف بأمان والانتهاء من المشاورات ثم العودة بأمان إلى صنعاء.

و أشار إلى أن الجهات الرسمية ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى، كانت تريد الوفد كمكونات سياسية مشتركة لها موقف واضح ضد العدوان. معتبرا أن هذا ليس شرطا، هذا هو حق طبيعي وحق مكفول.

و ذكر بالتجربة السابقة مع الوفد في عام 2015 عندما سافر إلى جنيف نفسها تمت معاملته و سعت دول تحالف العدوان إلى إذلاله بل ربما كانت لها نيات أسوأ، لولا أن جهود آنذاك بذلت.

و أضاف: تمت عرقلة الوفد في جيبوتي أولا، و منعه من العبور في أجواء دول معينة، و استهدفه بأشكال متعددة، و كان يعيش حالة الخطر آنذاك، و الإحساس بانعدام الأمان في ذلك السفر، و الإحساس بالخطورة.

و تابع: مجمل الأمر أن الوفد الوطني في الجولات السابقة و منها الجولة الأولى إلى جنيف تعرض للمخاطر المتنوعة والإعاقات المتعددة وصولا إلى إعاقته لفترة طويلة عن العودة ووصولا إلى أن تطلب منه آنذاك الأمم المتحدة أن يقدم، اقرار مسبق التنازل عن أي تعويضات في حال استهدافه مقابل أن تقوم الأمم المتحدة بإعادته إلى البلاد.

و قال: مشكلة الأمم كانت حينها في التعويضات أما حياة أعضاء الوفد مسألة ثانوية. منوها إلى أنه بعد انتهاء جولة المشاورات في الكويت منع الوفد من العودة إلى الوطن و لأشهر.

و قال: لم نتمكن آنذاك من إعادة الوفد إلى البلاد إلى بعملية تبادل، بعد أن نجح الأمن القومي في تلك المرحلة في اعتقال جواسيس أمريكيين و على ضوء ذلك تم التبادل و المقايضة برحلة لعودة في مقابل إخراج أولئك الجواسيس الأمريكيين وتسلميهم عبر سلطنة عمان. متسائلا: فكيف سيتم اليوم و نحن في هذه المرحلة الحساسة وأمام عدو يستبيح كل شيء.

و قال: الوفد من حقه أن يحظى بحقه في النقل الآمن عن طريق دولة محايدة و تحت ضمانة دولة محايدة تقوم بنقله إلى جنيف، سواء عمان، كبلد شقيق و ليس جزءا من تحالف العدوان على اليمن أو أي دولة ليست شريكة في هذا العدوان تضمن أمن الوفد و تنقله لإجراء الحوار و المشاورات ثم العودة.

و تابع: نحن عرضنا أنه لا مانع لدينا أن تكون هذه الدولة إما الصين و إما روسيا بل حتى الكويت، مع أنها جزء مما يعرف به دول تحالف العدوان، و إن كنا نصنف موقفها أنه أدنى بكثير من بعض المواقف، لكن الكويت بحكم أنها رعت في الماضي المشاورات في بلدها لم نمانع أن تكون الطائرة كويتية بضمانة كويتية.

و أشار إلى أن دول العدوان ركزت على منع اصطحاب أي جرحى أو مرضى مع الوفد و نقلهم للعلاج في الخارج، سواء إلى عمان أو حتى إلى أوروبا، فلم يقبلوا.

و أضاف: اشترطت دول العدوان عدم اصطحاب أي مريض أو مريضة من أبناء هذا الشعب ممن يحتاج للعلاج في الخارج أو جريح أو جريحة ممن يحتاج للعلاج في الخارج.

و أكد أنه ليس لهم الحق أن يشترطوا هذا الشرط. واصفا تلك الاشتراطات بالمجحفة و أنها لا إنسانية ولا قانونية و لا تستند إلى حق قانوني و لا تحمل أيضا ذرة من المشاعر الإنسانية.

و أشار إلى أن وعود كاذبة طرحت من عدو غاشم ظالم مستهتر مستبيح لكل الحرمات،  وهو ما يعني الحرص على إعاقة سفر الوفد. معتبرا أن ذلك أمرا مقصودا.

و أوضح أنهم لم يتجاوبوا بأن يحضر وفد سعودي أو إماراتي إلى جنيف و اكتفوا بإرسال مجموعة ممن وصفهم بخونة الوطن. معتبرا وفد الطرف الآخر أنهم لا يمتلكون القرار حتى في أنفسهم و شئونهم الشخصية و الاعتيادية.

و أكد أن العدوان مرتبط بشكل مباشر بالسعودي و الإماراتي تحت إشراف أمريكي. مؤكدا أن الأمريكي كان غير متفائل بخصوص نجاح هذه المشاورات و لا يعلق الأمل على أن يكون لها أي حصيلة إيجابية أو أي نتيجة إيجابية. مذكرا بصدور تصريحات من مسئولين أمريكيين تقلل من أهمية هذه المشاورات و من أهمية ما يمكن أن تخرج به هذه المشاورات. مرجعا ذلك إلى أن الأمريكي نفسه غير راغب في وقف العدوان، كونه مستفيد من العدوان الذي يستغله و يستفيد منه بشكل كبير و هائل جدا حتى أصبح مصدر دخل و ربما لا يماثله أي مصدر دخل آخر على المستوى الاقتصادي.

و قال: مليارات الدولارات اتجهت هل هناك أي سلعة أمريكية في المنطقة العربية يمكن أن يحصل من خلالها في غير ظروف العدوان هذه وفي غير صفقات السلاح و صفقات السياسة و صفقات المواقف و صفقات متنوعة بأشكال مختلفة حصل في مقابلها على مئات المليارات من الدولارات، و هذا من خلال هذا العدوان.

و أشار إلى أن ما يهم الأمريكي هي مسألة واحدة و هي يحرص عليها بشكل كبير جدا، وهي  أن لا يلحق به عار هذا العدوان و أن لا تحسب عليه الجرائم، رغم أنه يوفر الغطاء التام و الكامل و الشامل لهذا العدوان، و يشرف عليه بشكل مباشر، و له دور أساسي ومحوري في هذا العدوان و رئيسي جدا بكل ما تعنيه الكلمة.

و قال: لولا الدور الأمريكي لم يكن العدوان أصلا ومع ذلك تحسب الجرائم و الكوارث و الماسي و الفظائع على النظام السعودي و معه النظام الإماراتي.

و أضاف: أما الأمريكي فيأتي بعد الحين و الآخر ليقدم نفسه على أنه راع للسلام و يحث جميع الأطراف للالتزام بالحل السلمي و يقول ليس هناك إمكانية لأي حل عسكري في اليمن و ليس هناك خيار إلا الحل السياسي والسلمي.

و تابع: الحل السياسي هذا الذي يقول بأنه لا يوجد بديل عنه يأتي هو ليعيقه في كثير من الأحيان عبر استمراره في توفير الغطاء اللازم لاستمرار هذا العدوان وتأمين ما يعتمد عليه هذا العدوان من سلاح وخطط وإدارة عسكرية.

و ارجع فشل مشاورات جنيف إلى أنه لم يكن هناك جدية لا عند الأمريكي أو البريطاني و من معهما من دول الغرب و لا من قبل الدول المباشرة في تنفيذ هذا العدوان، النظام السعودي في المقدمة و النظام الإماراتي إلى جانبه.

و قال: عندما تكثر الجرائم وتكبر ويصل صداها إلى أرجاء المعمورة يتحرج الأمريكي أن يتلبس بعار هذه الجرائم ومعه بعض الدول وترتفع الأصوات في المجتمعات الأوروبية ولدى بعض الأمريكيين بعض الساسة وبعض المنظمات بضرورة وقف بيع السلاح إلى النظام السعودي والنظام الإماراتي وحينها يحاول الأمريكي ويحاول البريطاني كل منهما يسعى إلى أن يقدم نفسه من جديد على أنه يبذل جهودا في الأساس لوقف هذه الحرب ولإيقاف هذا العدوان ولكن في واقع الحال هو يسعى بكل جد إلى أن لا يكون هناك حل فعلي منصف وعادل يترتب عليه وقف هذا العدوان.

الوضع الاقتصادي

و أشار الحوثي إلى تزايد عمليات الاستهداف للعملة الوطنية ما سبب تضررها إلى حد كبير و فقدت نسبة كبيرة من قيمتها، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار.

و أعتبر أن ذلك ليس من فراغ، و هو جزء رئيسي من الحرب على اليمن,. مشيرا إلى حرص دول تحالف العدوان على احتلال كل المناطق التي يتوفر فيها البترول النفط و الغاز و احتلال مأرب و شبوة و حضرموت و السيطرة بشكل مباشر على كل المنشآت و الآبار النفطية و الغازية في البلاد، و احتلال معظم المنافذ البرية، و السيطرة المباشرة على الأجواء ومنع أي رحلات اقتصادية أو غير اقتصادية حتى الرحلات ذات الطابع الإنساني لنقل المرضى والجرحى والمسافرين العاديين الذين كانوا في البداية يسافرون في رحلات إلى مصر وإلى الأردن.

و قال: عطلوا دور البنك المركزي من خلال تجميد احتياطاته في الخارج من النقد الأجنبي. وقال: في أمريكا نفسها جمد هذا الاحتياطي ومنع البنك من التصرف فيه و نقلت عمليات البنك المركزي وصلاحياته في التعامل مع الخارج والتنسيق مع الخارج إلى عدن وباتت الدول الخارجية لا تتعامل مع البنك المركزي في صنعاء وتتعامل مع نسخة أخرى من الموظفين غير الشرعيين الذين يشتغلون وفق سياسات تدميرية في عدن وعطلت تماما التعامل مع البنك المركزي في صنعاء في بقية البلدان في كثير من الأمور.

و تابع: عجز البنك المركزي في صنعاء عن تغطية الاحتياجات الاقتصادية والملحة للشعب اليمني لصالح صفقات البيع والشراء بالنسبة للتجار بالنقد الأجنبي بالعملة الصعبة بالدولار عجز عن تغطية هذه المشتروات بالدولار من الاحتياطي الذي كان يمتلكه في الخارج وتحول اعتماد التجار في الحصول على الدولار من خلال المصارف والأسواق المحلية وحتى من السوق السوداء.

و أشار إلى أن الحكومة في صنعاء حاولت تقديم معالجات من خلال لجنة المدفوعات وتبذل جهدا كبيرا في ذلك وتواجه صعوبات كبيرة.

و أتهم كثير من التجار بعدم التعاون بالشكل المطلوب مع لجنة المدفوعات التي حاولت لكي تسعى لتوفير العملة “الدولار” و تغطي احتياج التجار قدر الاستطاعة، و لكن تواجه صعوبات في الواقع وصعوبات من مدى التعاون والتفاعل من بعض التجار. معتبرا أن ذلك سبب إلى حد كبير لارتفاع سعر الدولار أمام العملة الوطنية.

و أعتبر ما قدموه باسم البنك المركزي اليمني وما قدموه باسم حكومة وما قدموه تحت العنوان الاقتصادي كلها نماذج فاشلة إلى أسوء مستوى.

جولة المشاورات السابقة

و قال: حتى في جولة المشاورات والمفاوضات في الكويت، السفير الأمريكي تخاطب مع بعض الأخوة في الوفد وقال لهم بكل صراحة: إذا لم تقبلوا بما نطلبهُ منكم فأعلموا أن العملة اليمنية ستسقط قيمتها حتى لا تكون بقيمة الحبر الذي كتب عليها.

 و أشار إلى أن واقع الحال في المناطق المحتلة شاهد على أن الخونة المتآمرين باسم حكومة أو بأي اسم آخر لا شرعية لهم في ذلك أنهم لا يبالون بالشعب اليمن ولا بالإنسان اليمني ولا بالمواطن اليمني أن يتضرر في أي بقعة.

تحييد الاقتصاد

و دعا إلى تحييد الاقتصاد و بالذات فيما يخص المرتبات والمواد الأساسية وما يخص موضوع العملة. وقال: إذا كان لدى الخونة حرص على أن يظهروا أنفسهم على أنهم ناجحون و أنهم يتصفون بالمسؤولية فليوقفوا عبثهم إذا كان لديهم جزء من الحرص على أن يظهروا أنهم رجال دولة أو رجال يستطيعون أن يخدموا وطنهم فليتفهموا لكن ما أبعدهم عن ذلك.

و تابع: لاقامة الحجة أقول نحن جاهزون لكل ما من شأنه تحييد الاقتصاد والعملة من إجراءات وتحييد أداء البنك المركزي لما يساعد على أداء اقتصادي في إطار من التفاهم تكون نتيجته إيجابيه لصالح المواطن في أي بقعة من بقاع هذا الوطن في صنعاء أو في عدن في حضرموت أو في الحديدة في مأرب أو في عمران أو في صعدة وغيرها.

و أشار إلى أنهم حاضرون لأي تفاهمات تساعد على تحييد الاقتصاد لما من شأنه ضمان أن المستفيد هو المواطن،. مؤكدا أن ذلك يحتاج إرادة، من قبل تحالف العدوان أو من قبل خونتهم.

و حث الجهات الرسمية في صنعاء و التجار أن يتعاونوا للحد من تأثيرات الحرب الاقتصادية. وقال: هناك إمكانية لتحقيق و لو جزء من النجاح، والحفاظ على قدر من الاستقرار.

و قال: هناك توجّه جاد وكبير ورئيسي من الجهات الرسمية في صنعاء وتبذل جهدها في ذلك، و تحتاج تجاوب من التجار في بعض من الإجراءات التي تساعد على تماسك العملة.

الجانب العسكري

و قال: على المستوى العسكري هناك تصعيد عسكري هو ليس بجديد، التصعيد هذا سمه لهذا العدوان من مراحله الأولى منذ بدايته في كل فترة يتجه إلى المزيد والمزيد من التصعيد سواء من خلال تصعيد عملياته البرية أو من خلال سلسلة طويلة وكثيرة من الجرائم الوحشية.

و أضاف: فيما يتعلق بالساحل الغربي وفيما يتعلق بالحدود لأهداف سياسية وأهداف متنوعة ومتعددة ولأنها قد فشلت وأخفقت بشكل كبير في الماضي في محاور جعلت من التصعيد فيها عنوان رئيسيا وبارزا وعلقت عليه أمالها وعناوينها واشتغلت على ذلك سياسيا وإعلاميا ثم فشلت.

لسنا أقل من فيتام وكوبا

و أكد أن الشعب اليمني ليس أقل شأناً من فيتنام أو كوبا أو اي بلد حُر في هذا العالم، في صموده و صلابته و ثباته.

و أكد أن خيار التصدي هو الأسلم و هو الأنجح و الأصلح و الأضمن لمستقبلنا و مستقبل أجيالنا. معتبرا أن خيار الاستسلام أسوء خيار لأنه خيار مذلة.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى