أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

شكوك برواية الرياض بشأن تحطم مروحية عسكرية بالمهرة

يمنات – صنعاء

أثارت رواية التحالف السعودي، الجمعة، حول تحطم مروحية من نوع “أباتشي” ومقتل طاقمها أثناء قيامها بمهام مكافحة الإرهاب والتهريب في محافظة المهرة (شرقي اليمن)، تساؤلات عدة حول مدى وجاهة الرواية، التي بدت غريبة بالنسبة للسكان المحليين.

وفي هذا السياق، قال مصدر محلي لموقع “عربي21″، إن “رواية التحالف بشأن سقوط المروحية غريبة جدا، ومثيرة” في الوقت ذاته، معتبرا أن المهمة التي ساقها ناطق التحالف للطائرة قبل تحطمها “ادعاء زائف”.

وأضاف ، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، أن تسويق سردية “الإرهاب” مؤشر على توجهات المملكة القادمة في هذه المحافظة الآمنة، والبعيدة عن أي صراعات سياسية قديما وحديثا، غير أن تحركات الرياض هي من كسرت الهدوء فيها.

وحذر المصدر، وهو ناشط سياسي، من خطورة هذا الإعلان، كونه يبعث على القلق، ويشير إلى “مؤامرة يتم حياكتها لتركيع أبناء المهرة الذين يرفضون التدخل في شؤون محافظتهم، وكل مساع الهيمنة على سواحلها ومنافذها البرية والبحرية”. على حد قوله.

وأكد المصدر أن المروحية السعودية هي واحدة من اثنتين كانتا تحلقان في منطقة “وادي تنهالن” بمدينة الغيظة عاصمة المهرة، في مهمة “تأمين عبور أنبوب تصدير النفط” التي تعتزم المملكة تمريره عبر أراضي هذه المدينة الساحلية، وصولا إلى بحر العرب”. مشيرا إلى أن هذه الطلعات للمروحيات السعودية هدفها أيضا بث الرعب والخوف لدى السكان المحليين، حتى لا يفكروا بأي أنشطة تعارض هذه المساعي.

من جهته، يرى رئيس تحرير موقع “الموقع بوست” الإخباري، عامر الدميني، أن الرواية السعودية التي تزعم أن الطائرة التي سقطت كانت في مهمة لمكافحة الإرهاب فيها نوع من المبالغة المقصودة لمبررين، الأول “التبرير للرأي العام الداخلي بأنها سقطت أثناء مهمة عسكرية أمنية، والثاني رسالة للعالم بأنها تواجه الإرهاب في هذه المحافظة”.

وقال في حديث لـ”عربي21″ إن الإيحاء بمواجهة الإرهاب أمر يكرس الوجود السعودي في المهرة، ذلك أنها دخلتها بحجج مكافحة عمليات التهريب، وهذا الموقف واضح في مختلف تصريحات القادة السعوديين”.

ووفقا للدميني، فإنه لم يسبق للمهرة أن خاضت أي مواجهات مع الجماعات الإرهابية كتنظيم القاعدة وداعش، كما لم يصل لها الحوثيون، وكل هذه الجماعات هي التي تتدخل السعودية بمبرر مواجهتها.

وأشار إلى أن حجة الإرهاب اليوم تأتي متسقة مع التطورات الميدانية الشعبية الرافضة للوجود السعودي والهيمنة على المواقع الحيوية فيها، بما في ذلك الموانئ والمنافذ البرية والمطارات.

وأوضح الصحفي اليمني أنه أمام صلابة الموقف المحلي الرافض للتحركات السعودية في محافظتهم، ربما بدأت تبحث عن إطار جديد للتدخل من خلال “التلويح بهذه الورقة في وجوههم؛ لوضع حد لمطالبهم، والتعامل معهم من منظور الإرهاب، في محاولة لتطويقهم وإخضاعهم والالتفاف على مطالبهم”.

وذكر أن هذا الأسلوب ليس جديدا على السعودية والإمارات أيضا، فقد مارسوه من قبل في عدة محافظات يمنية، أبرزها المكلا وعدن وأبين (شرق وجنوب البلاد).

من جانبه، اتفق الباحث اليمني في الشؤون الخليجية، عدنان هاشم، مع طرح الدميني، وقال إن ما يبدو واضحا أن “الأباتشي” كانت في مهمة ليس من ضمنها “مكافحة الإرهاب”، ذلك أن المهرة لم تشهد أي عملية أو معسكرات لتنظيم إرهابي، رغم قربها من محافظات أخرى كانت موطئ قدم لتلك التنظيمات.

وأضاف في حديث لـ”عربي21″ أن السعودية نتيجة الضغوط البريطانية والعمانية لتواجدها العسكري في المهرة الحدودية مع السلطنة، ربما تبحث عن مبرر آخر غير “مكافحة تهريب السلاح “، حيث تتواجد قواتها فيها منذ 10 أشهر.

وذكر هاشم أنه ما يثير خشية ومخاوف السكان هو” استخدام مكافحة الإرهاب كغطاء لتبرير قمع المعارضين لوجود قاعدة عسكرية سعودية شرقي اليمن”.

وهذه الحبكات من الأمور التي اعتاد عليها اليمنيون، يقول “هاشم” الباحث في الشؤون الخليجية، فقد سبق أن استخدم هذا المبرر من قبل الإمارات في محافظة شبوة (جنوب شرق)، عندما سقطت مروحية تابعة لها في آب/ أغسطس2017، أعقب ذلك حملة اعتقال العشرات من أبناء مديرية “الروضة” في المحافظة النفطية.

وزاد بالقول: إذا كانت المملكة تريد ميناء نفطيا في المهرة، فلتسحب قواتها وتوقع اتفاقا مع الحكومة اليمنية بشكل واضح وشفاف بمقابل، وليس باستخدام أساليب الجماعة المسلحة في فرض الهيمنة. على حد قوله.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى