أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

خارطة جديدة للصراع في تعز .. المحافظ والخيارات المرة!

يمنات

مفيد الغيلاني

هدوء حذر يلف مدينة تعز، منذ أن غادر المحافظة المعين من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي، أمين محمود، قبل أسبوع إلى عدن ومنها إلى القاهرة، ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ من اندلاع اشتباكات مسلحة بين أفراد من حراسة المحافظ وجنود من القطاع السادس في اللواء 22 ميكا، بقيادة العميد صادق سرحان، الموالي لـ«الإصلاح».

وبعدما شهدت المدينة أيضا، تغييرات مفصلية في إطار الصراع بين أطراف القوى والمكونات السياسية والعسكرية الموالية للرئيس هادي و«التحالف» في مدينة تعز، والذي اتخذ أشكالاً وصوراً شتى، تبلورت جميعها في صورته الأخيرة اليوم بين السلطة السياسية ممثلة بقيادة المحافظ، وبين السلطة العسكرية ممثلة بقيادة قائد المحور.

ويشير مراقبون إلى أن هذه التغييرات المفصلية في ملف الصراع الداخلي، بدأت منذ أن «انتهت الجولة الأولى من دوامة الصراع بين كتائب جماعة أبو العباس السلفية، والمدعومة إماراتياً، وقوات محور تعز واللواء 22 ميكا التابعة لحزب الإصلاح، الجناح الموالي للسعودية، مع خروج الأولى من وسط المدينة إلى جبهة الكدحة غرب تعز، بشكل نهائي وغير معلن».

وبحسب المعلومات المؤكدة، فإنه «لم يتبق من أفراد جماعة أبو العباس وسط المدينة، سوى عناصر معدودة لا تتجاوز الـ 300 فرد، بقيادة نائب الكتائب القيادي مؤمن المخلافي، المعين خلفا للعزي، والمقرب من قيادات حزب الإصلاح».

الشرارة الأولى للصراع

مساء الأحد في 15 من سبتمبر، كان هو الشرارة الأولى الذي أشعلت فتيل الصراع بين المحافظ أمين محمود، والمدعوم إماراتياً، والسلطة العسكرية بقيادة قائد المحور، حيث شهد حي المجلية أول صدام مسلح ومباشر بين حراسة المحافظ، وجنود من القطاع السادس باللواء 22 ميكا.

وبعيداً عما قالته قيادة اللواء 22 ميكا، في بيانها التوضيحي بشأن ملابسات الحادثة ومبررات الصدام، فإن اللجنة المكلفة بالتحقيق في الحادثة لم تصدر أي توضيح حتى الآن.

سلطة في مواجهة سلطة

ويرى مراقبون، أن هذه الحادثة «رسالة مقصودة تبناها حزب الإصلاح ضد المحافظ، الذي ظل يصعّد سياسياً ضد القيادات العسكرية الموالية للحزب، وعلى رأسها قائد المحور خالد فاضل ورئاسة اللجنة الرئاسية التي يرأسها العميد عبده فرحان المعروف بـ(سالم) بعد مغادرة حليفه العسكري، والمدعوم إماراتياً عادل عبده فارع المعروف بـ«أبي العباس) من المشهد بشكل مؤقت».

ويشير المراقبون، إلى أن «توجيهات المحافظ بإنهاء عمل اللجنة الرئاسية في تعز، كانت هي الرصاصة الأولى التي أطلقها المحافظ ضد خصومه العسكريين، غير أنها قوبلت بالرفض من قبل رئيسها العميد عبده فرحان، والذي أكد أن اللجنة باقية في استكمال مهامها»، وأنه «تم تشكيلها بقرار عملياتي من القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس هادي، وأنه لا يُلغي عملها إلا أمر من نفس الجهة العملياتية».

معركة تطفيش

وفي السياق ذاته، أفاد مصدر مقرب من المحافظ، في حديث إلى «العربي»، أن «الإصلاح يقود معركة تطفيش جديدة للمحافظ تماما، كما خاضها مع المحافظ السابق علي المعمري». وكشف المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن «لقاءات مكثفة عقدتها قيادات سياسية وعسكرية في حزب الإصلاح وعلى رأسها قائد المحور اللواء الركن خالد فاضل، ورئيس اللجنة الرئاسية مستشار قيادة المحور، العميد عبده فرحان، لتنفيذ خطوات استفزازية لتطفيش المحافظ».

وأكد أن «رفض توجيهات المحافظ من قبل القيادات العسكرية هو انقلاب مكتمل الأركان على شرعية المحافظ، والسلطة المحلية»، لافتاً إلى أن «عودة قائد اللواء 22 ميكا، العميد صادق سرحان، إلى وسط المدينة بعد أن قضى اتفاق مسبق بين الطرفين على ترحيله وعدد من القيادات العسكرية من جميع الأطراف، يأتي في سياق معركة التطفيش».

المحافظ والخيارات المرة!

هذه التطورات والتحولات في ملف الصراع الداخلي بتعز، خاصة بعدما تقلص نفوذ جماعة «أبو العباس» السلفية، والمدعومة إماراتيا، تشير وبحسب مراقبين، إلى أن «المحافظ، أمين محمود، لم يعد أمامه سوى خيارين أحلاهما مر».

الأول يتمثل بـ«إعادة تفعيل حليفه العسكري (جماعة أبو العباس) المتموضعة في جبهة الكدحة، وهذا يعني أن ينقل المعركة إلى الريف الغربي للمدينة، ومن ثم اللحاق بمصير سلفه علي المعمري، لأنه لم يعد بمقدوره البقاء في المدينة، في حال قرر اتخاذ هذا الخيار، أما الخيار الثاني فهو الرضوخ والتسليم لحزب الإصلاح صاحب السلطة الفعلية في المدينة»، وهو ما يستبعده الكثير من المتابعين.

بين هذا وذاك، فإن كل المؤشرات اليوم تؤكد أن «تعز تشهد حالياً تشكل خارطة سياسية جديدة ملامحها الرئيسية هي عودة الإصلاح إلى تعز، وخروج حلفاء الإمارات من المشهد».

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى