فضاء حر

نريد عقولًا متحررة كبيرة تحكمنا وتحترم حياتنا

يمنات

ضياف البراق

– كان صادقًا بالفعل، الشاعر السوري الكبير “محمد الماغوط حين قال إن العرب “مثل طائرة الهيلوكبتر؛ ضجيجها أكبر من سرعتها”. تحية كبيرة للراحل الحاضر: الماغوط الجميل.

– صديقي شاعر عملاق جدًا، كل قصائده التي يكتبها تدور حول جسد المرأة فقط. هذا الشاعر لا يستطيع أن يخرج من الزاوية الضيقة، أي لا يجرؤ أن يسحب رأسه من الوحل، بل إنه لا يستطيع أن يكتب عما يقع خارج حدود ذاته وشهوته، وتلك كارثة خطرة.

شاعر تافه ذلك الذي يحط من قيمة المرأة أو يحولها إلى سلعة للمتعة الشبقية أو الترفيه. 

على الشاعر أو المثقف أن يدعو لتحرير المرأة من الجهل والظلم والتهميش الذي تتعرض له من قِبَل الظلاميين في المجتمع، وأن يدافع عن حقوقها الكاملة. المرأة إنسان عظيم، ليست “ناقصة عقل ودين”، وليست “فتنة” كما يجزم دعاة “التديُّن”. 

وصديقي الآخر، هو شاعر كبير أيضًا، كل قصائده تمدح الحسين وتقارع ظلم معاوية وتبعث على الشفقة والتقزز. فهذا الأخير مريض نفسيًا وعقليًا، لأنه ظلامي متعصب، ولا يستيطيع أن يحيا خارج حدود الأمس. طبعًا كلاهما رائعٌ في نظري!

نريد شعراء ينتمون للعصر الإنساني الحديث، للحضارة، وليس للأمس الرجعي “المُتعفِّن”! 

الشاعر عندما يكون فكره “تحت”، من الطبيعي أن يتحول إلى مجرد أداة هدّامة تبعث على العار والسخرية. إنني، كعادتي، لا أحترم ذلك الشاعر الذي لا يعرف الحرية؛ لأن الشاعر الحر ينحاز دومًا إلى قضايا المقهورين والبسطاء، ويضيء لهم دروب الحياة. والشاعر الحق، ثورة من الضوء والكفاح.

– المجتمع الذي تُباع فيه منشطات وعقاقير الجنس أكثر من الكتب والصحف والمجلات، يستحيل عليه التقدم والخروج من عنق الزجاجة. المجتمع الذي لا يصحو كل يوم، والمجتمع الذي يحتقر المرأة أو يفصلها عن المجتمع، لا مكان له في خارطة الحضارة الحديثة. العقول الرجعية الصغيرة التي تدير بلداننا العربية وتحكمها بالقسر هي سبب تخلُّفنا وخراب حياتنا. نريد عقولًا متحررة، كبيرة، تحكمنا وتحترم حياتنا؛ لأن العقول الصغيرة منحطة ومكتظة بالأنانية والمرض!

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى