فضاء حر

دفاعاً عن مارتن غريفيث !

يمنات

معاذ الأشهبي

مايفعله المبعوث الأممي إلى اليمن، السيد مارتن جريفيث، يعني في لغة السياسة التزام الأمم المتحدة المتجدد بالعمل على التوصل إلى تسوية سياسية.

وسواء راق لنا الرجل أو لم يرق، فإن تذكيره الدائم بإخفاقه في حلحلة مسائل كإعادة فتح مطار صنعاء الدولي أو إطلاق مرتبات الموظفين أو وقف الإعتداء على الحديدة أو منع التدهور الإقتصادي من إيصال الناس والبلد إلى شفا المجاعة، أمور لا تحرجه، ولا تضعه هو والمنظمة الأممية في مأزق دبلوماسي؛ ففي لغة السياسة لا تفعل مثل هذه المسائل سوى تسليط الضوء على الحاجة إلى البحث عن تسوية سياسية برعاية الأمم المتحدة، وإذا لم تثمر جهود هذه الأخيرة، تصبح المسألة بادرة لاطلاق مرحلة جديدة من/وفي المفاوضات، كما أن تفاقمها سيُعد في لغة السياسة دافعاً مناسباً لتوليد شعور لدى بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وفي مجلس الأمن خصوصاً، بضرورة المبادرة إلى اطلاق المحادثات من جديد.

في السياق، يعتقد البعض أن الرجل لا يتمتع بالكاريزما المطلوبة للمهمة التي يقوم بها، ولا حتى بالثقل السياسي أو الدبلوماسي المفترضين، ما يعني أن الأمم المتحدة لا تولي عملية البحث عن حل في اليمن عن طريق التفاوض تقديراً أو اهتماماً كافياً، وقد يكون هذا مدخلاً لإختيار لندن، العاصمة البريطانية، مكاناً لعقد جولة المفاوضات المزمعة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. كما أن لا معنى في استمرار مهام الرجل كمبعوث، سوى أن عملية اعادة اطلاق المفاوضات عن طريق الدبلوماسية المكوكية أو المحادثات المباشرة أو غير المباشرة ليست محط اهتمام لدى الأمم المتحدة التي تعرف أن عودة التفاوض يعني تسليط ضوء أكبر على قضايانا واعادتها إلى الواجهة، خاصة وأن قرارات مجلس الأمن وبياناته الأخيرة لا تتيح تجاهل مصالح وتطلعات سلطات الأمر الواقع هنا، إتساقاً مع المبادئ المرعية الإجراء في القانون الدولي.

وفي لغة السياسة لا يسمى ما يفعله المبعوث الأممي فشلاً؛ وحتى إذا لم تقدم جهوده أساساً كافياً للسير قدماً بالمفاوضات، فإن العزل الذي نمارسة دون وعي للمسائل السالفة الذكر عن العدوان والحصار، كاطارين أساسيين، يؤمِّن هذا الأساس. وحدّ تقديري، يُشَكِّل هذا العزل، أو هذا التفكيك المتدرج للقضية اليمنية، قاعدة تمعن السلطات هنا في تكريسها، وتُمكِّن عبر الاستناد إليها من سوقها إلى تجاوز مواقفها الثابتة والمعلنة عند الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وفي لغة السياسة، قد لا يكون الخصم مستعداً لوقف عدوانه وكف أذاه، وقد لا تكون أنت مستعداً للتراجع خطوة واحدة، لكن من شأن الاتفاقات التدريجية المستندة إلى كل مسألة على حدة وتلقائية التنفيذ، أن تساهم في تعزيز الثقة بالعملية التفاوضية وارساء مرتكزات باتجاه التوصل لتسوية شاملة ودائمة !

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى