أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

«الشرعية» .. عقاب المهرة لكسب «التحالف»

يمنات

إسماعيل أبو جلال 

وقفات احتجاجية جماهيرية كبرى شهدتها المهرة بداية العام الحالي، عبَّرت من خلالها عن رفضها لسياسات وأطماع «التحالف» في المحافظة، لتكون المحافظة الجنوبية الوحيدة التي لم تستجب للمغريات السياسية التي قدمها «التحالف» للجنوبيين، ولم تقبل بالمغريات المالية لقيادات «النخب» السياسية والاجتماعية والثقافية، وظلت متمسكة برفضها لوجود قوات تابعة للإمارات والسعودية في أي من مناطق المحافظة، مؤكدة على عدم الحاجة لتلك القوات، باعتبار أن المحافظة تبعد مئات الكيلومترات عن مناطق المواجهات المسلحة في الحرب التي يدعي «التحالف» تدخله فيها.

 اتسمت الوقفات برفعها علم الجمهورية اليمنية، وصور الرئيس عبد ربه منصور هادي، كدلالة عن رفضها للمشاريع «الانفصالية» المدعومة من دولة الإمارات، عبر ذراعها «المجلس الانتقالي الجنوبي»، كما تمكن الأهالي من خلالها إيقاف مشاريع سعودية واماراتية، أبرزها بناء سور لمعسكر خاص بقواتها في الشهر الماضي على مساحة آلاف الكيلومترات المربعة في منطقة المسيلة، ناهيك عن فضح مشروعها الاستراتيجي الذي صار قيد التنفيذ، بمد أنبوب النفط عبر الربع الخالي إلى ساحل المحافظة على البحر العربي.

الاحتجاجات الشعبية تصاعدت حد وصولها إلى نذير المواجهات مع القوات السعودية في بعض المديريات، في ظل صمت مخز من «الشرعية»، التي لم تكتف بغض الطرف عن انتهاك كامل للسيادة الوطنية، بل تعمدت اتباع سياسة العقاب الجماعي للأهالي، وهو ما بدأ مؤخراً في موقفها السلبي من إعصار «لبان» المدمر الذي عصف بالمحافظة في منتصف الشهر الماضي، وعدم قيامها بواجبها في إنقاذ الضحايا، والخفيف من معاناة المواطنين،  قبل أن تقرر تشكيل لجنة إغاثة وإعادة اعمار، تكونت من وزراء، تأكد فشلهم في الشأن الإغاثي والإنساني في السنوات الماضية، ما فتح الباب على مصراعيه، أمام تكهنات عن أن  الموقف الحكومي، جاء ملبياً للموقف السعودي الهادف إلى معاقبة أبناء المهرة.

خذلان «التحالف»
 تعتبر الأيام الثلاث لإعصار «لبان» في محافظة المهرة 14-16 من شهر اكتوبر، هي الأصعب من حيث حجم الكارثة الإنسانية، والتي لم يكن من المتوقع أن يواجهها المواطنون، بمعزل عن أي نوع من المساعدة، خاصة من قبل القوات الجوية التابعة لـ«التحالف»، التي كان بمقدورها – في حينه – تقديم يد العون لإنقاذ الضحايا من الأمطار والسيول الجارفة، أو التقليل من معاناتهم في تقديم الإغاثة الإنسانية العاجلة، إلا أن ذلك لم يتم، وظل الحال كأنه لم يعن أحد من هذه الدول.

إلى ذلك تحدث إلى «العربي»، معاذ الحويني، من أبناء مدينة الغيظة، قائلاً: «كل أبناء المهرة شاهدوا الموت أمام أعينهم طيلة أيام وليالي الاعصار، وكنا نتوسم بالأشقاء في التحالف خيراً، بأن يسارعوا إلى إنقاذنا، بتحريك طائرتين أو ثلاث على الأقل من الحوامات الرابضة في مطار عاصمة محافظتنا، إلا أن ذلك لم يتم».
وأضاف «وزاد من قلقنا في المحافظة عندما استمعنا الى تصريحات السفير السعودي محمد أل جابر، التي قال فيها إن القوات الجوية السعودية لن تقدر على مساعدتنا، نظراً لسوء الأحوال الجوية»، وتساءل «ذلك المبرر السطحي وغير المسؤول قدم لنا السعودية بوجهها الحقيقي، وإلا هل يعقل أن لا تقدر أحدث الطائرات المروحية في العالم على مواجهة الأحوال الجوية تلك؟ وإلا كيف تستطيع أن تقدم خدماتها في بلدان أخرى، كأعاصير أمريكا وغيرها من البلدان، ولم تستطع القيام بهذا الدور في اليمن؟»

 وأكد أن «السعودية استطاعت أن تثبت بهذا الموقف أنها تعاقبنا في المهرة، لأننا وقفنا في مواجهة أطماعها غير المشروعة في بلادنا».

«المبروكة»
وعن خذلان «التحالف» لأبناء المهرة في مواجهة الإعصار، تحدث إلى «العربي» حسن باحميد، قائلاً: «لم يقدم لنا التحالف أي مساعدات إنقاذية أو إيوائية وقت الكارثة، ونحن في المحافظة نرفض مساعدتهم، وأثبتنا ذلك في الواقع، فقد حدث بعدما خف الإعصار، خروج حوامة سعودية لإنقاذ المتضررين في المناطق المحيطة بمدينة الغيظة، إلا أن المواطنين رفضوا الصعود على الحوامة السعودية، وعادت الحوامة السعودية إلى المطار كما أتت».

أضاف باحميد «لكن عندما تحركت الطائرة اليمنية الوحيدة، ووصلت الى كل المناطق المنكوبة، صعد إليها كل المتضررين، بعد أن يتأكدوا بأنها طائرة غير سعودية، وقامت بواجبها، ودخلت هذه الطائرة القديمة التاريخ، لهذا صار اسمها المبروكة».

لجنة معين
بعد مرور أسبوع من الكارثة الطبيعية التي شهدتها محافظة المهرة، وبعد أدائه اليمين الدستورية، كرئيس للحكومة، انتقل معين عبد الملك سعيد من الرياض إلى الغيضة، للوقوف على نتائج الإعصار المدمر «لبان»، وأعلن من هناك عن حجم الدمار الذي شهدته المحافظة في مجالات البنية التحتية، من طرق وجسور ومنشأت صحية وتعليمية، والتي بلغ عددها بالمئات، إضافة إلى عشرات الآلاف من منازل المواطنين، الذين أضحوا بلا مأوى، بل أن بعض ضحايا الإعصار، ما زالوا في مناطق مغلقة بعيدة ويصعب الوصول اليهم، إلا أن رئيس الحكومة اكتفى بتقديم الحلول الشكلية لنتائج هذه الكارثة، من خلال إعلانه عن أسماء لجنة الإغاثة، التي قوبلت بالازدراء والتشكيك في نوايا الحكومة تجاه المحافظة.

هذا الأمر أكده الباحث سند عبد العزيز، في تصريحه لـ«العربي»، مشيراً إلى أن «هذه اللجنة من أفشل اللجان على الإطلاق، خاصة أنها برئاسة الوزير عبد الرقيب فتح، الذي ثبت فشله الذريع في إدارته للجنة الاغاثة، منذ أربع سنوات، واتضح أنه لم يكن سوى متحدث نيابة عن مركز الملك سلمان للإغاثة، وقد ظل يروّج عن مشاريع إغاثة لا مكان لها في الواقع، فيما معروف عن وزير الكهرباء الاكوع ومعه شريم وزير البيئة بأنهما من المعتقين بالفساد منذ عقود».

ويجزم عبد العزيز، «أن حكومة معين عبد الملك تعمل كما يملي عليها السفير السعودي، ولهذا تم تكليف هذه الأسماء ضمن اللجنة، نكاية بأبناء المهرة، خاصة أن رئيس الحكومة، رفض اللقاء بعيسى بن عفرار، المتزعم للوقفات الاحتجاجية ضد وجود القوات السعودية وأطماعها في المحافظة».

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى