العرض في الرئيسةفضاء حر

الخطر الاكبر الذي يتجاوز خطر الحديدة

يمنات

آزال الجاوي

قلنا من قبل ان هدف المعركة في الساحل الغربي ليس اقتحام الحديدة و انما تطويقها تمهيداً لإسقاط كامل الساحل الغربي من باب المندب حتى ميدي.

واقع المعارك اليوم يثبت ما قلناه فبرغم من نجاح دفاعات أنصار الله في حماية مدينة الحديدة الا ان محيطها يتهاوى و يكاد ذلك الطوق حولها ان يستكمل ليصبح طريق الساحل معبد و مفروش الى ميدي، حتى و ان كانت هناك بعض الدفاعات على طول الشريط الساحلي فهي دفاعات الارض المفتوحة و البعيدة عن الكثافة البشرية و تكاليف الموت الاخلاقية للمدنيين أمام القوة النيرانية و التكنولوجية، و بذلك يكون قد تم السيطرة على ساحل البحر الاحمر من باب المندب الى ميدي، و من باب المندب الى الغيضة في المهرة. وفقاً لذلك ستكون السيطرة على معظم الارض و كامل البحر و السماء للتحالف السعودي الاماراتي.

ليست هنا المشكلة فحسب و ليس ذلك الخطر الأوحد أو الاكبر بل هناك خطر اكبر بكثير من النصر العسكري على الارض و هو تفكك قوى مناهضة العدوان بسبب السلوك الاقصائي لحكام صنعاء الجدد، و لعل أهم مؤشرات ذلك الاقصاء و التفكك هو انشقاق الكثير من القياديين من مختلف الاتجاهات السياسية المناهضة للعدوان، كان اخرهم الوزير عبد السلام جابر و الذي لا نبرر انشقاقه لكنا ايضاً لا يمكن ان نغفل الاسباب الحقيقية و نحن من ناصح انصار الله سراً وعلانية، و منذ ما قبل معركة الساحل الغربي بالشراكة الوطنية الحقيقية مع كل القوى السياسية المناهضة للعدوان باعتبار ان ذلك شرط موضوعي للصمود و الانتصار على العدوان حتى و ان سقطت بعض المواقع هنا أو هناك.

ما يخيفنا اليوم ليس الهزيمة العسكرية بسقوط عموم اراضي الساحل الغربي بل المخيف هو سقوط و تفكك القوى الوطنية المناهضة للاحتلال و العدوان، و ان يكون سقوط الارض هو مجرد ترجمة لذلك السقوط السياسي و الفشل في ادارة الدولة لصالح كنتونات متفرقة صغيرة و احتلال و وصاية طويلة الامد و مقاومة مفككة و متعثرة و ضعيفة.

مازال هناك بقايا من وقت لتجاوز ذلك الواقع المخيف حتى لو سقطت المواقع على الارض بإنجاز تحالف وطني عريض و شراكة حقيقية بين القوى الوطنية الرافضة للاحتلال شمالاً و جنوباً الآن، و ليس غداً فعلى انصار الله ان يدركوا ان ما كان ممكن بالأمس اصبح صعباً اليوم، و ربما سيكون مستحيلاً في الغد القريب و سيكونوا هم وحدهم المسؤولون امام الله و الشعب و التاريخ.

اللهم اني بلغت مراراً و تكراراً فاشهد

المصدر: حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى