أهلاً بكم في الموقع الإخباري الأول في اليمن ، موقع يمنات _ yemenat.net

العرض في الرئيسةفضاء حر

من أرشيف الذاكرة .. ثور بيت معياد

يمنات

أحمد سيف حاشد

– قبل أن أكون عضوا في مجلس النواب، كان لدي تصور عالي و مغالى في الزهو بهذا المجلس، و مهابته و مكانته، و لما صرت عضوا فيه، و قطعت مشوار الألف ميل لأصل إليه، وجدته في الواقع ملحقا وتابعا كعربة الحصان، بل و أيضا زائفا و كذوبا..

– مجلس النواب كما قلتها يوما، هو أحد منتجات الفساد، ظل يشرع الفساد لأسياده على مختلف توجهاتهم، و آخرها أو ما بقي منه في صنعاء، صار يعمل بمثل “من تزوج أمّنا صار عمّنا” و لم يعد يجيد حتى دور ما كان يجيده في الماضي، و هو دور “أسد في مفرشة”.

– كنت أظن أن هذا المجلس قادرا أن يحقق و يستوعب آمال الشعب العريضة المعقودة عليه، و بإمكانه أن يحقق حلم الشعب فيما يروم من مستقبل، و من خلاله سنطلق طاقاتنا المختزنة و الخلاقة في مواجهة الفساد، و خدمة الناس، و حماية حقوقهم المهدرة..

– و لكن بدا لي الأمر في الواقع على غير ما هو في مخيالي الزاهي .. تبددت الصورة المخملية و اللامعة، التي كانت تبرق في ذهني، بعد أن وجدته من أول وهلة و مع اطلال بدايته، مختلا و معكوسا عمّا كان مرسوما عنه في ذهني، و على نحو يتخطى الدهشة إلى الإرباك، و عدم القدرة على الاستيعاب..

– أطليت على المجلس ببدلة جديدة و أنيقة، و حذاء من الجلد لامعا و متينا، و حزاما فاخرا، و مذكرة العام 2003 أكثر أناقة، و قلم زاهٍ و يليق بحضور بهيج .. فيما أطل هو علينا بثور محتج، يثور بهيجان، و مظلمة له قبل صاحبه، و مظلمة أخرى لبيت معياد..

– ما أن أوشكت على الوصول للمجلس، شاهدت الذعر على الوجوه، و معه صخب و صراخ و استنفار .. شاهدت موقفا مربكا، و ثور مستنفر و هائج يقتحم حرم المجلس، و يصول فيه و يجول بتحد و نفور..

– و تبدأ القصة بأن أحضر أهالي “بيت معياد” ثور على سيارة “هايلوكس” إلى أمام بوابة مجلس النواب لذبحه أمام بوابة المجلس تظلما و احتجاجا بصدد خلاف مع أمين العاصمة، و عند محاولة إنزال الثور من السيارة، أفلت الثور من ربقة صاحبه و تحرر من قبضته، و ثار و هاج و ماج، و أقتحم حراسة المجلس و بوابته، و كان أكثر احتجاجا من صاحبه..

– مفارقة عجيبة و ظريفة أن تعتقد أنك قاصدا البرلمان في مطلع عهدك البرلماني، فتجد نفسك و كأنك في حلبة مصارعة ثيران .. و كانت حصيلة المعركة خمسة جرحى، من حراس و موظفي المجلس، و معهم صبي، و سيدة روسية تم اسعافها على الفور إلى المستشفى، و انتهت المعركة بمقتل “الثور المحتج” برصاص حراس البرلمان، و تم تعطيل جلسة البرلمان لأكثر من ربع ساعة.

– قيل أن سبب إحضار الثور لنحره أمام بوابة المجلس هو تظلم “بيت معياد”، بشأن أرض أخذت منهم بالقوة، و أرادوا نحر الثور أمام بوابة المجلس، احتجاجاً على هذا الاغتصاب، فأحتج الثور قبل احتجاج أصحابه .. و قد أسمينا الثور يومها بـ”ثور بيت معياد” و بيت معياد هي أحد أحياء مديرية السبعين في صنعاء، يبلغ عدد سكانه أكثر من 17 ألف نسمة.

***

يتبع

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى