أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

“صقور الشرعية” تراهن .. لا سلام قبل الإنتصار عسكرياً؟

يمنات

أحمد الحسني

مع اقتراب مفاوضات وقف الحرب والشروع في العملية السياسية، والمرتقب انعقادها بعد أسابيع في السويد، لا تزال أصوات داخل «الشرعية» ترى أن الحل العسكري هو الخلاص، وتتعاطى مع الدعوات الدولية بنوع من «الريبة»، وهي ترى أن إحلال السلام بالصيغة المتداولة يمثل تغافلاً عن «جذر المشكلة»، وهو مؤشر لـ«استمرار حروب صغيرة مستدامة».

موقف «صقور الشرعية»
تلك الوجوه التي تراهن على الحسم العسكري غير مكترثة بنتائج استمرار الحرب في الحديدة وغيرها من المدن اليمنية، وتقدّم خططاً طويلة المدى للحسم العسكري. ولعل أبرز تلك الأصوات والتي يمكن أن توصف بـ«صقور الشرعية»، يتمثل بالرئيس عبدربه منصور هادي، وهو يأتي على رأس القائمة، حيث أطلق في أكثر من مناسبة رؤيته للحل العسكري في ما يتعلّق بمعركة الحديدة، والقائم على تطويق وحصار المدينة، ضمن قواعد حرب المدن التي اشتهر بها نابليون؛ ويذهب هادي إلى أبعد من تلك الخطط، إذ أنه وف أحد التصريحات السابقة يقول، إنه «سيقاتل حتى لو أوقف التحالف الحرب، وحتى لو لم يبق غير هو وأبنائه»، وفي مناسبات أخرى رددّ أنه لن «يسلم الرئاسة إلا بعد سقوط صنعاء وتطبيق نظام اليمن الاتحادي من ستة إقاليم».

وبحسب مراقبين، فإن تلك التصريحات ليست للمناورة، بل تنم عن قناعة هادي بأن السلام لن يتحقق إلا بنزع سلاح «أنصار الله» بعد هزيمتهم عسكرياً. هذا الطرح يؤكده أيضاً الأمين العام السابق لـ«الحزب الإشتراكي اليمني» والسفير الحالي في لندن ياسين سعيد نعمان، إذ يقول إن «السلام في اليمن كان يأتي ليوقف حرباً، أو يفك نزاعاً أو يجمد صراعاً، من دون أن تتجه الأطراف المعنية بعملية السلام تلك إلى الأسباب الحقيقية التي أدت الى الحرب أو الصراع أو النزاع، ويترتب على ذلك أن تبقى أسباب الصراع والحروب قائمة»، مضيفاً أن «ما يحتاجه اليمن هو السلام الذي تحمله وتحميه دولة مستقرة». ويعتبر أن السلام بالصيغة المطروحة حالياً عبارة عن «مفارعة»، وهي تكرار لنفس الأخطاء القديمة التي جعلت «السلام مجرد غطاء للموقف السلبي من الدولة والذي أفرز كل هذه الصراعات والحروب».

«إسقاط الحديدة بوابة للسلام»
ولفت ياسين في أكثر من مقال إلى أن «مشروع الحوثي يقوم موضوعياً على الحرب، وهو ما يعني أن السلام الذي يؤمن الإستقرار لهذا البلد يتعارض مع مشروعهم»، مشيراً إلى أن «الحوثيين لن يقبلوا بالسلام إلا اذا فرض عليهم فرضاً، ويجب أن يفرض السلام، لا من أجلهم ولكن لإنقاذ اليمن». وفي ما يتعلّق بمعركة الحديدة، فإنه يعتبر أن إسقاطها عسكرياً «بوابة لصناعة هذا السلام»، متهماً «الدبلوماسية الدولية بأنها تستغل القضايا الإنسانية لصناعة سلام مشوّه».

في موازة تلك الأصوات، يصطف طابور طويل من السياسيين والإعلاميين المؤيدين لـ«التحالف»، وتأخذ تغريدات الناشط السياسي علي البخيتي، مساحات واسعة في وسائل الإعلام التابعة لـ«التحالف»، وهو يدعو فيها إلى «إسقاط كامل سلطة الحوثي عسكرياً»، وعدم قبول حلول الشراكة والسلام قبل الهزيمة عسكرياً.

ويتجاوز طموح «صقور الشرعية» السياسيين ما يطرحه القادة العسكريون، وخصوصاً تلك القوات السلفية «قوات العمالقة» التي تراهن على خوض المعركة عسكرياً حتى الوصول إلى دماج في صعدة، المعقل الرئيسي للدعوة السلفية قبل العام 2012، وتلك القوات وعددها عشرات الألاف يقودها أبو زرعة المحرمي وهاني بن بريك، تخوض معاركها ضمن رؤيتها الفكرية والمذهبية، خارج أجندة «الشرعية».

وبرأي مراقبين، فإنه حتى «المجلس الانتقالي» لا يذهب بعيداً ولا يظهر مرونة في قبول «أنصار الله» كشركاء في السلطة، وهو ما أكده رئيس «المجلس»، عيدروس الزبيدي، قبل أسابيع، من أن قواته «تقاتل في صعدة والحديدة وقريباً ستكون في صنعاء».

«مرونة أنصار الله»
في مواجهة ذلك الطرح، تقدم «أنصار الله» خطاباً مرناً للتعاطي مع الحلول السياسية، بما فيها تلك المبادرات التي تتحدث عن تسليم السلاح الثقيل والإنسحاب من صنعاء، لكن أزمة الثقة بين الطرفين تجعل من «الشرعية» تتعاطى مع هكذا طرح بنوع من التوجّس والخوف، وخشية من العواقب مستقبلاً، فإنها تفضل الحسم عسكرياً برغم تكلفته المرتفعة وانحسار فرص نجاحه بعد مرور 4 أعوام من الحرب.

هكذا يبدو المشهد اليمني قبيل انطلاق المفاوضات السياسية، «فرص السلام ضئيلة»، لكن ما يعزز نجاح تلك الفرص هو الموقف الدولي الذي بدأ يلمّح بأن الحلول السياسية بين الأطراف ستكون ملزمة بقرارات «مجلس الأمن»، بحيث من يسعى لتعطيلها سيصبح في مواجهة العقوبات الدولية.

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى