العرض في الرئيسةفضاء حر

من أرشيف الذاكرة .. يوم رفضت ستة مليون ريال

يمنات

أحمد سيف حاشد

– عندما تترشح بصفتك نائبا مستقلا، و تتعاطى مع ناخبيك ابتداء من يوم الترشيح، و مرورا بحملة الدعاية الانتخابية، و انتهاء بيوم الاقتراع، و تأكيد هذه الصفة خلال كل تلك المراحل، بل و تفوز بهذه الصفة، و ما أن تصل مجلس النواب حتى تخلعها عنك، كقميص مستنفذ الاستخدام، أو بنطلونا منتهي الصلاحية، و ترمي به عرض الحائط، غير مبالي بما حملته ذمتك من عهد و وعد وفاء لناخبيك، و تذهب إلى وجهة أخرى، مستبدلا صفتك الذي فزت بها، بانتماء آخر يختلف تماما عن انتماءك المعلن لناخبيك، كل ذلك إنما يعني أنك غررت على ناخبيك، و ظللتهم، و خدعتهم، و خنت وعدك و عهدك لهم، و نكثت ميثاقك معهم.

– قالت العرب: “موت الوفاء عين الحكمة أحياناً”. و قالوا: “من ينكث وعده كمن يرمي الأحجار في البئر التي شرب منها”. و الحجة عليك أن تترشح و تفوز بصفة نائب مستقل، ثم تدير ظهرك للناس الذين أعطوك أصواتهم لهذه الصفة، التي كانت لصيقة باسم فوزك، و تقلب لهم المجن، و تذهب بعد الفوز تبحث عن مشتري، أو عن مال أو مزية، أو تنصاع لذلك، و ترمي عرض الحائط بذمتك، و ما علق بها من عهد و وعد، فهذا يعني أنك ناكث و غادر، و حق عليك الخزي في قول الشاعر:

“رأيتُ الحُرَّ يجتنبُ المخازي ويَحْميهِ عن الغدرِ الوفاءُ”.

– كانت التسريبات الصحفية و القوائم المنشورة في بعض الصحف و وسائل الإعلام بعد اعلان نتائج مجلس النواب في نهاية إبريل، و كذا بعدها، لا سيما في مستهل شهر مايو 2003 تصنفني أنني مؤتمر، و كنت أقاوم هذا العسف، الذي يبلغ حد محاولة اغتصاب الإرادة، و أوكد أنني نائبا مستقلا، و في أول تصويت لحكومة المؤتمر برئاسة باجمال لم أمنح ثقتي لها، و صوت ضدها، و ضد برنامج حكومة المؤتمر؛ لأن ذلك البرنامج لا يتوافق مع رؤاي للسياسة الاقتصادية في المرحلة المقبلة، و لأزيد في تأكيد استقلاليتي، التي بلغت حد “استقلالي” حتى عن “المستقلين” الذي باركوا أو منحوا أصواتهم لبرنامج حكومة المؤتمر.

– لست عدميا، و لم يكن موقفي مجرد عناد لمن يريد دفعي إلى موقع أو حزب لا أنتمي إليه، و لكن لأن موقفي نابع من قناعة تامة، و إرادة أراها أصيلة، و من ضمير أراه راضيا عني، و من صواب يحملني عليه أغلب الظن، و من وفاء أصيل لمن وثقوا بي، و جل من انتخبوني، و قبلها مصالحهم التي تحتم أن يكون هذا موقفي لا سواه..

– أربعة عشر نائبا فازوا بصفة “مستقل”، و ما ان يمضي شهرا أو أكثر قليلا من عمر مجلسنا غير الموقر، حتى ذهب عشرة منهم إلى كنف المؤتمر، و لم نبق غير أربعة بصفة مستقل، من قوام أربعة عشر نائبا .. يا لخسارتنا!! كيف حدث هذا..؟! لماذا يكون التخلي بكل هذا السهولة و الاستسهال..؟! يا للهشاشة بالغة السوء..!!

– ما كان لهذا المجلس لو كان موقرا أن يسمح بالمخاتلة و الغدر و النصب و الاحتيال على الناخبين، و الذي تم ضدا، و على غير رغبتهم و إرادتهم، و صوتوا لهؤلاء الأعضاء بصفة مستقل لا غيرها .. ثم لا أدري لماذا هذا الحزب أراد استقطاب هؤلاء المستقلين، و هو الذي حصد قرابة ثلاثة أرباع أعضاء المجلس..؟!!

– لا أدري لماذا اراد أن يزيد تخمته الباذخة، بمزيد من السمنة و التخمة التي تفوق حاجته بكثير، ثم كان من الذكاء لو ابقاهم مستقلين .. أظنه خلل عميق في التفكير، و طمع فاق الحدود، و رغبة شرهة لم يستطعوا كبحها، و ربما مشورة السوء من المتزلفين عند السلطان .. إنها مشورة تشبه ما أصطلح عليه يوما “قلع العداد”.

– استدعاني عبد الله عبد الولي ناشر إلى منزله، و كان هو مشرف الدائرة عن المؤتمر ـ و علاقته كانت مباشرة بعبد الكريم الأرياني أمين عام المؤتمر ـ فذهبت إليه أنا و قريبي عبده فريد حاشد .. و عرض ستة مليون ريال كانت موجودة بـ”شوالة”، بمكان غير بعيد من مجلسنا، قدمها باعتبارها مخاسير حملتي الانتخابية، و بمقابل الانضمام إلى كتلة المؤتمر الشعبي العام في مجلس النواب .. فرفضت العرض، لأنني ملتزم لفريقي الانتخابي و لمن انتخبوني أنني سأظل مستقل، بل حاولت أن أذكّره أن عدد أعضاء المؤتمر قرابة الثلاثة أرباع عضو، و لا يحتاجون إلى مزيد..

– اليوم “الرئيس” مهدي المشاط يريد أن يتألف قلوبنا بمائة ألف ريال شهريا، فيما هم يستولون على ثلث راتبي المستحق كل شهر، و هو ضعف مبلغ المائة ألف ريال غير حقوقنا الأخرى .. يا لهم من صغار .. سأعارضهم بأسناني و حتى يوم القيامة، إن كان للقيامة قيام، و كان في العمر متسع، و سأكتب عن هذا في قادم الأيام..

الخطيب في الصورة الدكتور عبد الله عبد الولي ناشر أشرت له سابقا في المنشور..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى