أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

عودٌ على بدء .. “الحديدة” مبرر لإفشال المفاوضات

يمنات

معاذ منصر 

«أنا هنا اليوم لأخبركم أننا قد اتفقنا على أن الأمم المتحدة يجب أن تنخرط الآن وبشكل عاجل في مفاوضات تفصيلية مع الأطراف للقيام بدور رئيسي في ميناء الحديدة، وأيضاً على نطاق أوسع». هذا ما قاله المبعوث الأممي مارتن جريفيث، أثناء زيارته للحديدة. وأضاف «نحن نعتقد أن مثل هذا الدور سيحافظ على خط الإمداد الإنساني الرئيسي الذي يبدأ من هنا ليخدم الشعب اليمني. كذلك نأمل أن يسهم مثل هذا الدور أيضاً في الجهود الدولية لزيادة قدرة وفاعلية الميناء».

قول لم يعجب «الشرعية»، ودفعها إلى شن هجوم على المبعوث الأممي مارتن جريفيث واتهامه بالتواطؤ مع حركة «أنصار الله»، بل بدأت قيادات «الشرعية» بتسويق مبررات الفشل على كل المستويات، وتحاول أن تضع العراقيل والعقبات أمام الجولة الجديدة التي يجري التحضير لها في السويد.

زيارة ملفتة
أولاً زيارة المبعوث الأممي كانت بحد ذاتها ملفتة إلى الحديدة وحيث عمق الصراع المسلح وعمق المواجهات. ولكن الترتيب وطبقاً لمصادر سياسية في صنعاء، وفي حديثها مع «العربي»، «تم بالتنسيق مع جماعة أنصار الله، حيث وافقت الجماعة على أن يقوم المبعوث الأممي بزيارة الحديدة وزيارة الميناء للاطلاع على الأوضاع فيه وحجم الأضرار التي لحقت به جراء الدمار والاستهداف من قبل طيران التحالف العربي».

وأوضحت المصادر، أن «المبعوث الأممي وصل إلى الحديدة واطلع على الرافعات الست التي قام التحالف العربي بتدميرها في وقت سابق». وكشفت عن أن «الرافعات الست ضربت بما فيها غرف التحكم وأصبحت معطلة عن العمل تماما، وأن البواخر والسفن التي تصل إلى ميناء الحديدة تصل ومعها رافعات خاصة بها بينما الميناء صار غير قادرا على تقديم أي خدمة أو عمل من هذا القبيل، وهو الأمر الذي جعل دخول الغذاء والسلع يتم بصعوبة بالغة».

ولهذا، ومن هذا المنطلق، وافقت «أنصار الله» على أن «يزور المبعوث الميناء ويطلع على كل الأوضاع بداخله، هذا من ناحية. ومن ناحية ثانية وافقوا على أن تلعب الأمم المتحدة دوراً إشرافياً وأنه لا مانع من ذلك، وعلى أن يتم أيضاً بالمقابل لعب دور إشرافي على بقية الموانئ الخاضعة لسيطرة الشرعية، وبطبيعة الحال الجماعة وافقت على أن يتم الاشراف على ميناء الحديدة من قبل الأمم المتحدة استجابة للدعوات التي تطلق منذ أيام بشأن إيقاف الحرب».

استجابة صنعاء
وكشفت المصادر السياسية في صنعاء، عن أن «أنصار الله أبدت استعدادها الكامل للذهاب إلى السويد، واستجابت للمبعوث بكل ما تم طرحه، وبالمقابل طرحت عليه بعض الشروط وجميع الشروط إنسانية بنسبة 90%».

وقالت المصادر، إن «زعيم حركة أنصار الله وفي لقائه بالمبعوث الأممي بصنعاء عبر دائرة تلفزيونية، أوضح له أن المطالب تتعلق بالملف الإنساني، وابرزها خروج الجرحى للعلاج، وضمان ذهاب وعودة الوفد المفاوض، وفتح مطار صنعاء الدولي، ودفع المرتبات للموظفين، وإيقاف القصف والعدوان على المدن والقرى والمناطق وفتح المنافذ أمام المساعدات الإنسانية وغيرها من المطالب التي تبدو جميعها إنسانية بدرجة رئيسية، وتتعلق بعضها أيضا بالملف الاقتصادي والبنك المركزي وما إلى ذلك».

ولفتت المصادر، إلى أن «أنصار الله لم تطرح أي شروط تتعلق بالمحاصصة والمناصب والحكومة القادمة ولا بالمواقع القيادية سواء سياسياً أو عسكرياً».

وفي سياق الاستجابة لبناء الثقة واستعداد الجماعة للمفاوضات، قالت المصادر، إن «أنصار الله استجابت للدعوات والمقترحات المتعلقة بالمعتقلين السياسيين وأفرجت عن مجموعة، بينما الطرف الآخر لم يفعل شيئاً».

استئناف القتال
في سياق تهيئة الأجواء، «الشرعية» وبعد زيارة المبعوث الأممي مارتن جريفيث إلى الحديدة، سعت نحو استئناف القتال على الأرض، ليس بقرار منها بل بقرار «التحالف العربي»، والإمارات تحديداً. 

طيران «التحالف العربي»، وبحسب مصادر عسكرية ميدانية في الحديدة، أطلق ما يقارب عشرين غارة على كيلو16 وكيلو 7، في إشارة قرأتها المصادر على أن «هذا الطرف لا يريد أن يوقف الحرب ولا يريد حقن الدماء، وأنه يريد أن يعرض المدنيين للموت، وذلك بهدف السيطرة على الميناء، وهذا هو الهدف من حربهم في هذه الجغرافيا».

وبشأن ما تقول عنه «الشرعية» أنه يجب تسليم الميناء لها، يتساءل سياسيون ومراقبون إذا كانت «الشرعية» تريد إدارة ميناء الحديدة، لماذا لا تدير ميناء عدن وميناء المكلا وميناء المخا وبقية الموانئ اليمنية الواقعة تحت سيطرة طرف إقليمي محدّد ومعروف؟

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى