العرض في الرئيسةفضاء حر

الى السويد .. مفاوضون ام رهائن ؟!

يمنات

عبد الجبار الحاج

في خطاب لاحق لعودة الوفد المفاوض لليمن من رحلة المئة يوم في دولة الكويت كشف زعيم حركة “انصار الله” السيد عبد الملك الحوثي، في ذلك الخطاب عن حقيقة ان الوفد ظل تلك الفترة رهن الاعتقال وانه لم يتم اطلاق سراحهم الا عبر صفقة تبادل تم بموجبها اطلاق الجواسيس الامريكان الذين كانوا بقبضة الامن اليمني..

في المفاوضات التي اسفرت عن اتفاقية الطائف بين يحي وعبدالعزيز كشفت الرسائل والوثائق ان السيد عبدالله الوزير ظل يفاوض وهو رهن الاعتقال وفقد حرية العودة الى بلاده وكان هو من كشف ذلك للامام يحيى برسالة سربها سرا الى الامام يحي ويطلبه منه اعفائه من مهمة قيادة الوفد لان الاسير لم يعد مفاوضا وممثلا لبلده بقدر ما هو رهين ارادة من حجز حريته.. 
حينها كتم الامر يحيى وابتلعها كسر مكتوم..  تلك واحدة من اسباب ضعف المفاوض.

واقعة اخرى من وقائع التاريخ اذ قبل هذا التاريخ بكثير وفي الحرب التي وقعت لاول مرة بين امير نجران هبة الله حسين عام 1765م تمكنت نجران من الحاق الهزيمة بجيش امام نجد محمد بن سعود وكان يومها بقيادة ابنه عبدالعزيز بن محمد بن سعود وقد اوصى محمد عبد الوهاب قائد جيش سعود يخبره : انك ستواجه رجالا قطعوا كل هذه المسافة ليحاربونا ولا شك الا انهم سيهزمونا واني اوصيك ان تحتال ما استطعت ان تتحاشى الاشتباك بهم وان تتستدرجهم البقاء على منازلتهم واحدا واحدا ريثما نفتح طريق التفاوض. غير ان جيش نجران اشتبك بهم من فوره والحق بهم الهزيمة حتى صالحوا امير نجران بما اراد وصالحوه باموال واسرى كانوا لديهم من قبيلة ال عجمان .

وهذه حادثة مختلفة في المعنى لكنها اكسبت اولاد سعود عادة في اكتساب ماتريد بالتفاوض عدما تفشل بالحرب. وظلت الضغينة تتحين الفرصة بعد اربعة عقود وظلت الحروب وامتدت حتى الربع الاول من القرن التاسع عشر وسقوط الوهابية الاولى على يد حملات ابراهيم باشا…

وفي التاريخ وقائع اخرى إستمرأت اسرة سعود تكراراها مع وفود ارتضت لنفسها وضع الرهينة والهوان واستشهدت الى هنا ببعض منها…

لكن ليست هذه سجية المفاوض اليمني فعلى العكس من ذلك امتاز المفاوض اليمني في انتزاع الاستقلال في خواتم حرب التحرير الشعبية التي خاضتها الجبهة القومية ابان سنوات الكفاح المسلح لتحرير الجنوب ونيل الاستقلال الناجز والتام فخاضت معركتها الدبلوماسية بحنكة سياسية عالية واقتدار اذهلت وفاجئت المفاوض البريطاتي واظهر فيها وفدنا القادم من عدن من مطار وهو لايزال تحت مرمى طيران الجيش البريطاني واظهر شجاعة وحنكة وقوة شديدة المراس.

فلماذا نستن طريق المفاوض الرهينة ولدينا تجربة المفاوض المقاتل… لمن شاء ان يعود لتجربة تفاوض الاستقلال عام 67 وحنكة الشباب المقاتلين المفاوضين ؟!

اليوم الطريقة التي سافر بها الوفد اليمني يوم امس الثلاثاء برفقة المبعوث الاممي والسفير الكويتي لا تمثل نقيصة او نقطة ضعف ماثل في الوفد فحسب بل ثغرة وهن هائلة تخل بوظيفته بل ومذلة ومهينة.. 

فاذا كان الذهاب والاياب للوفد بهذه الطريقة التي يصبح فيها المفاوض رهن الاحتجاز.. فمن اين لنا ان نضمن وفدا يفاوض من موقع القوة واعلاء التضحيات والاهداف.. 

يتضح هذا الضعف منذ البدء بان وفدنا لم يضع لمرة واحدة قدمه على الاهداف الوطنية التي قاتل من اجلها المقاتلون الشجعان في الميدان.. 

فلم يضع المفاوض في كل لحظة شرط التحرير بالانسحاب من كل شبر هدفا للتفاوض فلماذا يفاوض..؟!!!

والى هنا ساتناول نقاط الضعف التي راكمها القرار السياسي من اكثر من زواية.. 

على سبيل المثال ايقاف الصواريخ وتعطيل البحرية من الجانب اليمني واقع يتضح لنا بجلاء انه قرار سياسي تخلى فيه السياسي عن المقاتل وكشف ظهره وعطل وسائل قوته وهجومه في مقابل منح العدو كل ما يريد كأن به يلبي مقولة العدو : دعني استخدم كل اسلحتي الفتاكة واقتل كما اريد حتى اطمئن الى استسلامك متى ما اطمئن بالي والي متى ما اريد …

في التصريحات التي اطلقها ناطق الجيش واللجان العميد يحي سريع تفصح عن شي من هذا القبيل ..
في مؤتمراته الصحفية التي عدد فيه هجمات الصواريخ بشي من التفصيل لم يشر الى مجموعة الصواريخ التي اعلنت عنها بعض مواقع الانصار وصفحاتهم عن انها اصابت معسكر البير في نجران ( مربض الاباتشي ) وقيل حينها انها اصابت اهدافها بدقة مشعلة الحرائق ومدمرة عددا من طائرات الاباتشي والطيارين.. ما يجعلنا نفطن الى عدم صحة التسعة الصواريخ المزعومة تلك وانه كلام لتلبية لعواطف الشعبية التواقة لاذلال الغدو..

نستنتج هنا ان ايقاف الصواريخ البالستية والبحرية من القيام باي عمليات هجومية خلال الاشهر الماضية يكشف تماما عن تنازلات الوفد الرهين وليس لها اي مقابل الا تحمل المزيد من جرائم طيرانه عله وحتى يطمئن عنا ويرضي.. !!!

الاستنتاج الابرز وهو استنتاج لا مراء فيه ان موضوع بقاء القوات المعادية على مناطق احتلتها في الساحلين الغربي والجنوبي والجزر والمضيق واجزاء من تراب محافظة صعدة والجوف وحجة ومارب وموقف الوفد من هذا الحال كما لوان في فمه ماء لا يقوى على الحديث او اشتراط الانسحاب قبل اي ذهاب للمائدة التفاوضية في السويد او غيرها.. اكان ذلك غلى سبيل التشاور او التفاوض ..هذا الصمت هو ما يجعلنا نقول ونجزم ان الوفد هو ايضا راض ومتواطئ عن واقع حاله كرهين او مشروع رهائن.. والا وياللسخرية كيف لنا ان نقول ان سفير الكويت الذي وضعت بلاده الوفد رهين الاعتقال بحسب ما كشف عنه السيد عبدالملك خلال رحلة المئة اليوم ان يكون هو هو الضمين..؟!

ثم ان وفدا يريد ضمانا لحرية سفره وعودته ليس وفدا للتفاوض الا اذا كانوا هواة سفر.. و شغل ابهات !!

امر اخر اكثر اذلالا ان نستجدي منفذا لاربعين جريحا فقط..!!

ماذا عن عشرات الالاف من الجرحى هل هناك جرحى وجرحى من الدرجة العاشرة ام اننا اخترنا اقرب المقربين من الجرحى وتبا لالاف الجرحى الاخرين !

ثم اليس من الاوجب ان لا يسافر اي وفد الا وقد طرحت كل القضايا الانسانية والقضايا التي تمثل اساسا لميادين التفاوض وشرعت اجراءات الانسحاب لجنود المحتلين برا وبحر وجزرا ومياه ومضيق..

يبدو ان وفد صنعاء يفاوض فيما يشترطه العدو وفيما يريده الحلف الرباعي العدواني عبر مبعوثه البريطاني غريفيت. وغطاء الاممية الدولية المنحازة في كل الصراعات والحروب التي تشنها الامبريالية والرجعية والصهيونية ضد الشعوب المستضعفة…

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى