فضاء حر

على غرار غزة اريحا اولا.. تتسارع الخطى الى الحديدة

يمنات

عبد الجبار الحاج

من غزة اريحا اولا في القضية الفلسطينية وكارثيتها الى خطى اسرع سقوطا في مسار اسميه الحديدة اولا ..

مالم تكن السياسة في المرتقى المرتفع وفي مستوى ما يمتلكه ويصنعه الفعل العسكري في دائرة القرار لكلا الفعلين والاتجاهين متكاملان فان طاقات المقاتل الثابتة كالجبال سرعان ما تحيلها السياسات الانهزامية الي رماد مسحوق.. وتلك هي اوهام السلام..

لنقرأ النتائج جلية في معركتين هامتين في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي ..هما حربي 67 و 73 .

لقد حولت السياسة المبدائية التحررية المخلصة والمؤمنة في ضمير القائد العربي العظيم قوي الايمان بشعبه العربي كعبد الناصر واخرون في مصر وسوريا والجزائر وليبيا وحتى اليمن ومنظمة التحرير وفصائلها. .اذ السياسة والقرار هما صناع الهزيمة او النصر وذلك كامن وفاعل في نفوس واداء الجيوش والشعوب قبل القيادة كما برهنت الحربين 67و73 ونتائجهما المتناقضة لواقع كل معركة على حدة.

فشلت اسرائيل في نيل ما تريد من حرب 67 التي اسميت واعترفنا نحنر العرب بها قادة وشعوب كهزيمة عسكرية لكن بكونها اخر الحروب كما اراد العدو الصهيوني .

كان من جانب القيادة العربية لناصر اعتراف بهزيمة لجولة واحدة بينما الابواب انفتحت لحرب اخرى انهمكت القيادة في الشروع بها فبعد اسبوعين دشن ناصر حرب الاستنزاف التي ذاقت اسرائيل مرارتها باعتراف قادتها..

كانت هزيمة 67 مؤقتة ومغذية لجولات الصراع العسكري التالي وكانت الدافع لما بعدها من حرب سنوات الاستنزاف والاستعداد النفسي والمادي والتقني لخوض حرب 73 ..

في معركة اخرى تالية معر وفرة كل اسباب النصر والتحرير في حرب 73 فقد كانت السياسة الانهزامية في مكنون المشيئة القيادية الساداتية المستعدة للتنازل والخيانة بقرار سياسي هي من اوقفت سبيل النصر المؤكد في المعركة واخراج مصر من معالة الصراع منذ تلك اللحظة في 10 و 11 اكتوبر 73 وترك سوريا وحدها بداية مسار الخيانة. ..

في اليمن وبعد كل هذه التضحيات في تجسيد وتكريس معركة مشرفة خاضها المقاتل اليمني وعلى استعداد نفسي عالي للاستمرار بها الى نهايتها الحاسمة والمنتصرة في مواجهة تحالف العدوان بقيادة السعودية والامارات او الرباعية العدوانية على وجه اشمل .

بدأت استعدادات الهرولة نحو مشيئة العدو بواسطة رباعية اممية في خطى محسوبة ومعلومة.

بدأت حقائق المشهد الانحداري من ذروة صمود اريد له ان يتوقف في مستوى ذروة الاكمة رغم ان وفرة الامكانات المؤاتية لتسلق كل الذرى العالية في الاعالي الشامخة كان متاحا..

توقفت الصواريخ على تواضع مفغولها التدميري لكن قوة تاثيرها البالغة على ساحات حيوية .. وبالنسبة لنا فان مجرد انفجارها في ارض او سما العدو فعلا كان قد استطاع ان يصنع ردعا وتعديلا في كفة الميزان رغم الفارق الهائل للالة العسكرية للعدو بما لايقارن… 
بالنسبة لنا تفوقنا في حضور العقيدة القتالية وروح القضية التي حملت حقوقا ودوافع اسمانية بم وبن تتوفر للعدو وادواته..

الموازين لاتقررها حداثة الالة الحربية وقدرتها الفتاكة والهائلة قتلا وتدميرا بل روح المقاتل وايمانه بعدالة قضيته وصواب وجهته التحررية من عدو استمراء الهيمنة والانفراد بقرار اليمنيين ردحا من الزمن لقرون عدة ..

بدات بالفعل خطى الانحدار على جدول المرحلة الاولى في انحدار متسارع الهبوط من الذروة الهابطة بين الذرى الشامخة التي كانت ممكنة البلوغ انحداوا نحو الحضيض المذل والمهين. 

والا لو سئلنا انفسنا ماهي المسافة بين السقوط والخضوع وبين الصمود والنصر والتحرير .فان الجواب بسبط وسريع وهو الانسحاب اولا او فرضه كشرط رئيس. 

اليس هذا هو الجواب الذي صنع الفارق بين خيانتي السادات واوسلو وعربة. وبين صعود نجم المقاوم الاسد.

نعم.. ليس هناك اكثر من هذا الفارق بين بطل الصمود وخونة القضايا نحو السلام الاستسلامي وان سموه سلام الشجعان.. فالاسم لايغير من مضمون واقع حالهم في سلام الذل والمهانة …

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى