العرض في الرئيسةفضاء حر

الاتفاقات المنفصلة .. استمرار الاقتتال في اليمن ولكن دفاعا عن خرائط غريفت

يمنات

محمد المقالح

المخطط الانجلو صهيوني في اليمن هو استمرار الاقتتال الداخلي بين اليمنيين ولكن ليس دفاعا عن خرائط اليمن وحدودها بل عن (خرائط غريفث) وحدودها الداخلية في اليمن !

بعد التوقيع على اتفاق منفصل في الحديدة سيتم التوقيع على اتفاق منفصل اخر في الحدود ثم اتفاق منفصل اخر في جبهات تعز-لحج والمطار وغيره .

واذا ما انجزت الاتفاقات المنفصلة في الحديدة والحدود ولحج والمطار و اي اتفاق منفصل في الجبهات الداخلية وسارت بسلام وبموافقة ضمنية من الجميع حينها لن ينشغل العالم باليمن وسيترك امراء حربها يقتلون بعضهم بصورة وحشية في حروب لا نهاية لها والمهم هو ان لا تتعدى تلك الحروب الخرائط والحدود التي سبق لغريفت رسمها في صنعاء والرياض ومسقط وغيرها وهناك من يطالب بالتصديق عليها في الامم المتحدة بحماس منقطع النظير كمن يستعجل النهاية او البيعة .

والمعنى ان على اليمنيين ان لا يتوقعوا بعد ذلك حدوث مفاوضات سياسية جدية وحلول شاملة للازمة اليمنية السياسية واذا حدثت مفاوضات فلن يتوصل المفاوضون الى اي اتفاق سياسي شامل للازمة اليمنية حتى لو اجتمع المفاوضون في القمر للمرة العشرين بعد المئة .!

حرب العدوان السعودي الرباعي على اليمن والتي ادارها الفاشلون من كل الاطراف بمن فيهم الرياض نفسها وبدون اهداف مدروسة من قبل اطراف القتال المباشر انتهت دون ان يحقق اي منهم شيئا من اهداف العدوان على اليمن او اهداف الدفاع عنها بل الى تحقيق اهداف اعداء اليمنيين والسعوديين والعرب جميعا !

بعد ان انهك الجميع في قتال عبثي بلا روية وبالتالي بلا نتيجة سلموا معا وفي لحظة سوداء واحدة من تاريخ العرب أمرهم للانجليزي وللامم المتحدة ليرسموا لهم خرائط حدودهم القادمة بالدم الحرام والمال الحرام مقابل تحقيق اهداف الصهاينة والانجليز في البحر الاحمر وخليج عدن وبحر العرب وعمان وممراتها وجزرها الهامة عبر البحار والمحيطات.

والحقيقة ان ما جرى ويجري منذ انسحاب الجيش واللجان من عدن ولحج اولا ومن الحدود الجنوبية للسعودية ثانيا انما هو قتال عبثي بلا هدف ومفاوضات سرية لا رؤية ولا خارطة يمنية او سعودية لها سوى استمرار قتل اليمنيين بوحشية من قبل الطيران السعودية والاماراتية والامريكية وبين االفينة والاخرى الرد المحدود من صنعاء وارسال رسائل قوية بالصواريخ البلاستية والهجمات الحدودية ما تلبث ان تتوقف او تعود الى قواعدها حين تبدي السعودية اي موشر للاعتراف بصنعاء ولو سرا .

والمعني ان ما جرى منذ ان تقاصرت اهداف السياسيين في اليمن عن الاستقلال والوحدة والسيادة كان قتالا عبثا اختلط فيه الجهل والخيانة والتسليم بالمؤامرة الصهيو انجليزية في تمزيق اليمن وقد انتهى الى ما انتهى اليه اليوم في اتفاق منفصل بخصوص الحديدة يوسس لحروب داخلية واقليمية بعناوين مذهبية ومناطقية وسلالية واي شيء اخر من التوصيفات التقسيمية .

وعلى قاعدة حروب داخلية طاحنة من هذا النوع ستدخل اليمن بعد اتفاق السويد وملحقاته في وضع الدول المغلقة على العالم كافغانستان بعد ظهور طالبان وقبل تفجيرات مركزي التجارة العالمية من ناحية وقبل ظهور القراصنة الصوماليين على المحيط الهندي والبحر العربي من ناحية اخرى .

وسيظل الامر كذلك حتى يعقل اليمنيون او حين تخرج دمائهم المحاصرة عنفا وارهابا وحروبا في السعودية والخليج والبحرين الاحمر والعربي .

على ان ما يبقي الامل قائما وسط كل هذا الظلام الثلاثي المزدوج من الجهل والموامرة واستسهال الحلول الخطيرة هو ان حقايق اليمن الكبرى اكبر من كل هذه الثلاثية الشيطانية ولن يمر اعداء اليمن بسلام وان غد لناظره قريب.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى