العرض في الرئيسةفضاء حر

من أرشيف الذاكرة .. لمن لا يعرف التاريخ..!

يمنات

أحمد سيف حاشد

– قد تنجح اليوم سلطة صنعاء أو عدن في اسكاتنا و التخلص من إزعاجنا للأبد .. قد تنجح في تهميشنا و النيل البالغ منّا .. قد تنجح في قمعنا و اخمادنا، و المكر بنا، و تتوهم أن الأمور بفعلها هذا ستستب لها و تستقر، و لكن مكر التاريخ أشد و أمكر لمن يستسهله؛ فلا يخدعنك طول صبره؛ فهو أقدر على الصبر، و لكنه أيضا صعب المراس، و بالغ الحكمة، و شديد العقاب.

– الأكيد أيضا و بقدر ما تحققه السلطة من نجاح ضدنا، فإنها لن تذهب نحو المستقبل .. لن تذهب نحو التنمية، و بناء الدولة، و تحقيق الانفراجات الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية لأبناء شعبنا، حتى و إن توهمت إنها قادرة على فعل ذلك بعد أن تزيحنا من طريقها بعد تعبيد..

– الإزاحة لنا و لأمثالنا، و التي ظنت السلطة إنها حققت به منفسا و متسعا لها يطيل من عمرها المديد، سرعان ما سيتلاشى و يضيق، لأنه سيشغله حتما غيرنا، و غيرنا هذا لن يكون غير مراكز الفساد فيها أو بعضها، و التي ستطيح بها ذات يوم، أو سيحتدم الصراع فيما بينها، أو تتظافر عوامل الفناء فيها، لتشهد نهايتها الأكيدة .. حتى و إن ذهبت إلى هدم المعبد على رؤوس الجميع، فالجازم و الأهم أنها و في كل الأحوال لن تذهب نحو المستقبل، فـ”المستقبل فقط لمن يبحث عنه”.

– لقد ظنت سلطة صالح أنها نجحت و أفلحت، و تعبد لها الطريق، و أن العمر أمامها بات طويلا و مديدا، بعد أن أزاحت و تخلصت من عبد الحبيب سالم و يوسف الشحاري و الربادي و عمر الجاوي، و كل الممتلئين بإشراقة المستقبل، و لكن شغل مكانهم الفاسدون و المستبدون و الظلاميون، و ماذا كانت النتيجة..؟! إن النتيجة أو بعضها هي فيما ترونه اليوم من دمار و خراب و فناء..

– و بعد سلطة صالح جاءت سلطة حزب الإصلاح و التي أعتاشت و استقوت في كنف نظامه، و تحالفت معه ضد خصومه، ثم انقلبت عليه، و ركبت ثورة الشباب و بدأت في سرقتها من يومها الأول، و ظنت بعد وقت غير طويل أنها تخلصت منّا إلى الأبد، و حولت غيرنا إلى أتباع أفراد و أحزاب، و رأت أن الله مكنها في الأرض، و سارت في سياسة التمكين بلا هوادة، فماذا كانت النتيجة..؟! النتيجة أو بعضها تجدونها فيما ترونه اليوم .. تم هدم المعبد على رؤوس الجميع، و خسر الجميع و أولهم الوطن.

– جاءت جماعة أنصار الله “الحوثيين”، وكنّا معا، أو هي من كانت معنا في “ثورة ضد الفساد” و ما أن بدت الفرصة سانحة و مواتية لها، كانت أول ما فعلته هو الغدر بنا في ساحة التغيير، و الانقلاب على ما تم الاتفاق عليه معنا و مع “جبهة الإنقاذ” من أهداف و ميثاق شرف، و كان هذا تحديدا في 4 أغسطس 2014 قبل أن تنقلب هي على الجميع .. صرختُ ذلك اليوم من بين أوساطهم أنهم جماعة خطرة و لا يختلفون عن سابقيهم، فيما كان مناصريهم يحيطون بي إحاطة السوار بالمعصم، و يصرخون في وجهي “الموت لأمريكا الموت لإسرائيل” و منها أنفض تحالفنا معهم إلى اليوم .. أقول هذا للتاريخ لا لغيره.

– ظن أنصار الله أنهم قد قبضوا على التاريخ من يده و تلابيبه، و أنه صار طوع بنانهم، و أن مجدهم عاد بعد انقطاع، و أن القادم بات لهم دون منازع، فالجميع آيل نحو الغروب، إلا هم ثورة مجيدة لا يرد لها خطاب أو كلام .. ظنوا أن الله مكنهم إلى الأبد، و أنه منحهم على هذا الشعب سلطة الغلبة و القضاء و القدر .. و ماذا كانت النتيجة .. كان كل هذا الذي تشاهدونه اليوم من خراب و دمار و بقايا وطن و إنسان تلاشى..

– ها هي اليوم أكثر الخاسرين، و شعبنا و الوطن أول من خسر، غير أن الأمل لا يزول، و الشعوب لا تموت، و المستقبل لن يكون إلا لمن يبحث عنه، و لو بعد حين.

***

يتبع..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى